حمّل عبد الملك الحوثي – زعيم جماعة أنصار الله (الحوثي) – اليوم الثلاثاء، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة مسئولية تردي الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفي خطاب بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، اليوم، خلال فعالية ذكرى "استشهاد" الإمام الحسين بن علي – حفيد النبي محمد – قال الحوثي: "أنادي الرئيس (اليمني) والأجهزة الأمنية أن اتقوا الله في شعبكم ثم احذروا؛ لأن شعبنا لا يمكن أن يسكت"، مهددًا بأن "الشعب يمكن أن يتحرك ليغير كل هذه المعادلات"، حسب "الأناضول".
وأضاف زعيم الحوثيين: "خاطبنا الرئيس والأجهزة الأمنية والحكومة بشكل عام، ودعوناها لتحمل مسئوليتها في الدفاع عن الشعب".
والتحدي الأمني هو أحد أبرز التحديات التي تواجه اليمن، حيث شهد أعمال عنف وتفجيرات وعمليات اغتيالات بشكل شبه يومي، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش والأمن وسياسيين ورجال قبائل، إضافة إلى مواطنين ونشطاء تم استهدافهم من عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة ومسلحين مجهولين.
وأشار زعيم جماعة أنصار الله إلى أن "المشكلة ليست في ضعف الجيش، فهو جيش قوي ومتمكن، ولكن ليس هناك أي إرادة سياسية"، لافتًا إلى أن "الدكتور عبد الملك المتوكل كان ضحية لهذا التقصير المتعمد ومن الرئيس نفسه الذي رفض أن يتخذ قرارًا بالحرب على تلك القوى الإجرامية بالرغم مما تعمل".
وقُتل السياسي اليمني البارز "المتوكل" المقرب من جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، الأحد الماضي، على يد مسلحين مجهولين في العاصمة صنعاء، وهو ما لاقى إدانات محلية من قبل مختلف الأطراف اليمنية، إضافة إلى استنكار دولي واسع.
وشغل "المتوكل" منصب النائب السابق لأمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية، أحد أحزاب تحالف اللقاء المشترك في اليمن، والمقرب من جماعة "أنصار الله".
وحول الأنباء التي تحدثت عن احتمال فرض عقوبات على قيادات في جماعة الحوثي، قال زعيم الجماعة: "لا يخيفنا مجلس الأمن ولا الدول العشر (الراعية للمبادرة الخليجية)"، مضيفًا "إننا نحمل ثقافة وعزيمة، هيهات منا الذلة".
ومنذ 21 من سبتمبرالماضي، تسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثي) المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسة في صنعاء، ويتهم مسئولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي – في أهم بنوده – بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة.