قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، "شعور المواطنين بالأمن على حياتهم وممتلكاتهم، يمثل أولوية قصوى بالنسبة لنا، كما أن توسيع سقف الحريات، واستخدامها، أمر يتكامل مع هذا الأمن، فالحرية والأمن أمران لا يختلفان عن بعضهما، أو يهددان بعضهما البعض"، في إشارة منه إلى حزمة إصلاحات الأمن الداخلي، التي تقدمت بها الحكومة التركية للبرلمان في شهر أُكتوبر الماضي.
جاء ذلك في خطاب متلفز وجهه رئيس الحكومة التركية للأمة، اليوم الأحد، تحت عنوان "على مسار تركيا الجديدة"، والذي أحاط فيه الرأي العام التركي، بمعلومات عن إنجازات الحكومة التي تمت خلال شهر نوفمبر المنصرم’ وفقا لوكالة الأناضول.
ولفت، داود أوغلو، إلى أن "الخبرة التي تحققت لدينا في أعقاب الأحداث التي شهدتها تركيا يومي 6 و7 أكتوبر الماضي، أظهرت مدى الحاجة إلى ضرورة تحقيق تناغم في التوازن بين الحرية والأمن"، مضيفا "لذلك قمنا على الفور بعد تلك الأحداث بإعداد حزمة إصلاحات الأمن الداخلي بهدف تسهيل حياة المواطنين من جهة، وتقليل العقبات البيروقيراطية، التي كانت تواجههم أثناء القيام بالعديد من الإجراءات اليومية من جهة أخرى".
واستطرد رئيس الوزراء التركي قائلا: "كما نسعى إلى إقرار العديد من التعديلات القانونية الشاملة، من أجل التخلص تماما من ارتداء الأقنعة، واستخدام الزجاجات الحارقة (المولوتوف) خلال التظاهرات المختلفة، وليعترض من يعترض، فتحقيق الأمن على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، أولوية قصوى لنا. وحكومتنا دائما وأبداً ما تقوم بجهود على مختلف الأصعدة من أجل تحقيق التوازن بين الحرية والأمن".
وأفاد، داود أوغلو، أنهم أعلنوا في الـ12 من شهر نوفمبر المنصرم، عن حزمة إصلاحات تتعلق بالأمن والسلامة المهنية من شأنها تعزيز مستويات الأمن والسلامة المهنية بمنشآت العمل المختلفة، كما تنص على تغليظ العقوبات على المؤسسات، التي لا تتبع قواعد الأمن والسلامة المهنية المنصوص عليها في القانون.
وتابع قائلا: "نحن عازمون على تحسين ظروف السلامة المهنية من أجل أخوتنا الراغبين في الحصول على لقمة حلال بعرق جبينهم، في مختلف مجالات العمل، ولا سيما في المناجم".
واستعرض رئيس الحكوممة التركية، كذلك الجهود التي تبذلها السلطات من أجل مواجهة تجارة المخدرات، مشيرا إلى أن مكافحة تلك التجارة تتطلب مسؤولية أخلاقية وإنسانية تعني في المقام الأول المجتمع بأكمله.
وفي سياق متصل لفت ، داود أوغلو، إلى أنهم مصممون على تعزيز الديمقراطية في كافة أنحاء تركيا، لتكون هى الحكم والفيصل، مضيفا: "سنواصل جهودنا في هذا الشأن، مهما تعالت الاعتراضات، ستصبح الديمقراطية والإرادة الوطنية الكلمة العليا في تركيا، سنسعى لتدعيم جذورهما مهما سعى المخربون لتخريبهما".
وأضاف رئيس الحكومة التركية "سنعمل جاهدين على تشييد جسور المحبة والتآلف بين قلوب من يعيشون على أرض هذا الوطن، رغماً عمن يسعون لنثر بذور الفتنة والفرقة بينهم، وواثق من أن الشعب يتجاوب معنا في هذا الخصوص، ففي الوحدة قوتنا".
وكانت عدد من الولايات التركية، منها ديار بكر، وسيعرت، وماردين، وبينغول، وإسطنبول، شهدت منذ 6 أكتوبر الحالي، تظاهرات احتجاجية على هجمات تنظيم "داعش" في مدينة عين العرب (كوباني) السورية ذات الأغلبية الكردية.
وجاءت هذه التظاهرات استجابة لدعوة حزب "الشعوب الديمقراطي" (ذي الأغلبية الكردية)، وأقدم المتظاهرون في بعض المدن على تحطيم نوافذ المباني، وإشعال النيران في مبان وسيارات وحافلات، وإلحاق أضرار بممتلكات عامة وخاصة.
