فتح الدكتور عمرو الشورى، عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، ملف الإقصاء والفساد داخل نقابة الأطباء، حيث أوضح في كلمة له على "فيس بوك" كيف استطاع تيار الاستقلال إحكام سيطرته على النقابة، وإدارتها بشكل فيه إهدار لأموال الأطباء والجري خلف المناصب بحسب وصفه.
ويشرح الشورى بعض الأمور داخل النقابة بعد عام من انتخابات نقابة أطباء مصر وإنهاء سيطرة أطباء من أجل مصر المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، ونجاح أغلبية قائمة الاستقلال المحسوبة على حركة "أطباء بلا حقوق".
أولها أن مجلس نقابة الأطباء يتكون من نقيب و٢٤ عضوا، كان لأطباء من أجل مصر 19 مقابل 5 لتيار الاستقلال قبل انتخابات ديسمبر ٢٠١٣، وبعد الانتخابات أصبح لأطباء من أجل مصر ٩ مقاعد وتيار الاستقلال ١٤ مقعداً، والمقعد الأخير للدكتور عمرو الشورى؛ الذي انفصل عن التيار قبل الانتخابات بعد خلافات امتدت لأكثر من ٩ أشهر.
كما أوضح أن ٥ من أعضاء مجلس النقابة من حركة أطباء من أجل مصر متواجدون خارج البلاد إما بسبب الملاحقات الأمنية أو للعمل، ود. جمال عبدالسلام الأمين العام السابق معتقل منذ أكثر من عام دون محاكمة ولا يوجد من الحركة إلا ٣ أعضاء يحضر منهم عضو واحد. كما انفصل عضوان من تيار الاستقلال عن كتلتهما التصويتية (بسبب خلافات داخل التيار حول مقاعد هيئة المكتب وليس لأسباب أخرى) ليصبح مجموع كتلة التيار حالياً ١٢ عضواً.
وهو ما أجمله عمرو الشورى في المحصلة النهائية للمجلس: (١٢ كتلة الاستقلال يحضرون + ٢ استقلال خارج الكتلة يحضرون + ٨ من أجل مصر لا يحضرون + ١ من أجل مصر يحضر + ١ مستقل يحضر).
ثم أوضح أن تيار الاستقلال يسيطر على هيئة المكتب كاملة من الأمين العام والأمين العام المساعد ووكيل النقابة وأمين الصندوق وأمين الصندوق المساعد، كما سيطر تيار الاستقلال على كل لجان النقابة ولجنة الحريات ولجنة الشكاوى واللجنة القانونية، تم إسنادهم لعضو تيار الاستقلال المنفصل تصويتيا.
كما يسيطر تيار الاستقلال على الهيئة التأديبية والاستئنافية مع وجود عضو واحد من أطباء من تجل مصر بالهيئة التأديبية.
ثم انتقل الشورى في رسالته إلى من يدير النقابة قائلا إن "النقابة تدار بواسطة ٣ أشخاص من هيئة المكتب، وتتخذ هيئة المكتب كل القرارات، وتُعرض علي المجلس كعناوين، وتمرر بواسطة الكتلة التصويتية للتيار". كما تم إقصاء غير المنتمين للتيار بدرجات متفاوتة حتى وصل الأمر إلى درجة أن هيئة المكتب تتخذ قرارات وتنفذها دون انتظار اعتماد المجلس؛ لاعتمادهم على الكتلة التصويتية".
كما أكد أن البيانات والاتفاقيات باسم النقابة تصدر من قبل الأمين العام، دون الرجوع للمجلس وهو ما اعتبره الشورى مخالفة لقانون ولائحة النقابة.
ويكشف عمرو الشورى عما اعتبره "أهواء شخصية وإهدار لأموال النقابة" من قبل تيار الاستقلال الذي وصل بحسب توصيفه إلى "مرحلة من السعار وإدمان السيطرة"، وعدد أمثلة لذلك في:
– "في اجتماع المجلس في شهر أكتوبر عرض على المجلس قرار سفر النقيب ووكيل النقابة للمشاركة في احتفال نقابة الأردن بمرور ٧٥ عاماً على إنشائها بناءً على دعوة من الأردن وقرر المجلس عدم تحمل النقابة لمصاريف السفر، ولكن في اجتماع المجلس في شهر ديسمبر فوجئنا بأن هيئة المكتب خالفت قرار المجلس، واعتمدت سفر النقيب ووكيل النقابة وأمين الصندوق المساعد على نفقة النقابة لحضور الاحتفال بالفعل، وتم تمرير القرار باستخدام الأغلبية لأصواتهم، على الرغم من المخالفة الكبيرة التي حدثت وأن الأموال قد صُرفت بالفعل، وسافر الأعضاء وعادوا قبل الاجتماع. واكتشفنا أن الغرض الأساسي من السفر هو التخطيط للسيطرة على اتحاد الأطباء العرب"؛ بحسب كلام الشورى.
– "قامت هيئة المكتب بالتواصل مع عدة دول عربية لعقد اجتماع طارئ لاتحاد الاطباء العرب في القاهرة في نهاية شهر يناير بدون الرجوع للمجلس، ولكن الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب قررت عقد الاجتماع في الخرطوم يوم ١٥ يناير، وردا على ذلك قام تيار الاستقلال بقيادة أطباء بلا حقوق في اجتماع النقابة لشهر يناير (يوم الأربعاء ١٤ يناير) باتخاذ قرار عدم المشاركة في اجتماع أمانة اتحاد الأطباء العرب في الخرطوم، بأغلبية ١٢ عضواً، ودعوة بعض الدول التي سبق التنسيق معها للاجتماع في القاهرة يومي ٢٩ و٣٠ يناير الحالي على نفقة نقابة أطباء مصر لسحب الثقة من مجلس اتحاد الأطباء العرب، وهذا لا يوجد له سند قانوني، وسوف تنتهي الأمور بإنشاء اتحاد أطباء عرب موازٍ من عدد أقل من الدول، وسوف تتحمل نقابة أطباء مصر نفقة الاجتماع، وكذلك مصاريف الدراسات القانونية والدعاوى والقضايا التي ستُرفع: وفق رسالة الشورى.
ويختتم الشورى رسالته مقارناً بين موقف النقابة من المعتقلين من أبنائها وبين خدمة أهداف تيار الاستقلال الخاصة، قائلا: "في الوقت التي قام المجلس بإيقاف صرف إعانات المعتقلين بأثر رجعي (٢٥٠ جنيه للعازب و٥٠٠ جنيه للمتزوج) ترشيداً لنفقات النقابة بعد شرح مطول لهيئة المكتب عن خطورة الموقف المالي للنقابة، وأنها قد تواجه الإفلاس؛ بسبب إعانات المعتقلين، والإعانات الاجتماعية للأطباء المرضى وأصحاب المشاكل يقوم المجلس باعتماد سفر ٣ أعضاء لاحتفالية الأردن، وكذلك تحمّل نفقات اجتماع نواة اتحاد أطباء عرب موازٍ -كما هو متوقع- مما سيكلف النقابة مئات الآلاف من الجنيهات ولن يعود علي اعضائها اي فائدة، ولكن سينال بعض أفراد تيار الاستقلال مناصب جديدة في اتحاد موازٍ لا يقدم شيئاً لجموع الأطباء؛ ليرضي أعضاء هيئة مكتب النقابة غرورهم وحبهم للسيطرة، ولكي يصفّوا خلافات شخصية قديمة بأموال الأطباء، في ظل حالة السعار على المناصب والمجد الشخصي، ولا عزاء للأطباء" على حد تعبيره.