لم تكن مذبحة الدفاع الجوي التى ارتكبت بحق الوايت نيتس هى الأولى من نوعها بحق شباب مصر الأحرار ، فالمذابح التى ارتكبت منذ بدء الثورة وحتى يومنا هذا كان الطرف الثالث حاضرا فيها بامتياز ، هذا الطرف الذى قتل الثوار يوم٢٥ يناير وفى جمعة الغضب وفى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء واستاد بور سعيد والحرس الجمهورى والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس والفتح، كان هذا الطرف هو الفاعل الحقيقى لتلك المذابح ، وهذا ماأكدته لجنة تقصى الحقائق التى كلفها رئيس الجمهورية- محمدمرسى عقب توليه الرئاسة- وأكده الرئيس مرسىى فى خطابه الأخير بأن الطرف الثالث -وهم العاملين بجهاز سيادى كان رئيسه آنذاك قائد الإنقلاب – هو من أقدم على هذه المذابح.
إن هذه المذبحة أثبتت أن هذا الطرف الثالث مازال يعبث بالبلد حتى وهو فى سدة الحكم ، فبعد أن اغتصب مقاليد الأمور بانقلاب عسكرى مازال يقيم المذابح بحق هذا الشعب بل أنه فشل فى إدارة الدولة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا حتى أنه فشل فى إدارة مباراة ذات جمهور راقٍ.
إن ممارسات الإنقلاب المذابح بحق شباب مصر لم تتوقف ويبدو أنها لن تتوقف فكما قالوا من أمن العقوبة أساء الأدب فالداخلية والعسكر أساءوا الأدب مع هذا الشعب ولم يمس أحد منهم بسوء ، أين قناص العيون الآن ؟ أين الضباط الذين قاموا بمذبحة سيارة الترحيلات؟ مازالوا فى مناصبهم بل تمت ترقيتهم فالترقيات عند الإنقلاب تكون بالأخطاء والمذابح والكوارث وليس بالانجازات.
إن الإنقلاب ورجاله من عسكر وشرطة مارسوا العنف والقتل والإعتقال بحق آلاف الشباب من مختلف الأطياف ، فقتلوا جماهير الأهلى فى بورسعيد وقتلوا جماهير الزمالك فى الدفاع الجوى ، وقتلوا شباب الإخوان بالإتحادية ورابعة ، وحرقوا شباب التيار الإسلامى فى النهضة ، وقتلوا شباب الثروة فى محمد محمود ،وحكموا بالمؤبد عليهم فى أحداث مجلس الوزراء وبالإعدام فى كرداسة ومطاى والعدوة ، واعتقلوا مئات الطلبة والطالبات من الجامعات ، كل ذلك لأن الشباب لديهم إيمان بالفكرة وإخلاص لها وحماسة للعمل من أجلها والتضحية فى سبيلها وخلاصة هذه الفكرة هى شعارها \\\\\\\” عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة انسانية \\\\\\\” وسيظل الشباب يرددون هذا الشعار حتى يرونه حقيقة رأى العين.
على شباب مصر أن يعلموا أنهم سيبقون فى المواجهة أمام الإنقلاب ورجاله؛ لأن الشباب هم وقود الثورة ولهيبها ،وأن الإنقلاب يخشى على نفسه أن يمسك به هذا الوقود ، وحتما سيمسك به يوما ما.. ويومها يكون القصاص لكريم بنونة وعماد عفت وأحمد عاصم وهالة أبوشعيشع وسندس رضا وشيماء الصباغ وغيرهم.
هاهى الفرصة سانحة للشباب من مختلف التيارات والتوجهات أن يتوحدوا مرة أخرى كما كانوا فى يناير٢٠١١ حتى يسترد مصر من مغتصبيها ، وحت تعود مصر إلى أهلها