بعد تصريحات وزير العدل المستقيل محفوظ صابر، والتي زعم فيها أن نجل عامل النظافة لا يصلح أن يكون قاضيًا ، تبين بالبحث أن كل رؤساء مصر من أسر بسيطة، وأن الكثير من زعماء العالم بدءوا حياتهم بأعمال بسيطة مثل منظف أحذية لتنتهي بهم الحياة في أعلي مناصب في العالم.
وتختلف نظرة العالم للمواطن بالبسيط كثيرًا عن نظرة المجتمع المصري له، حيث أنه يتقلد أعلي المناصب هناك، ولا توجد وظائف محرمة له كما يحدث في مصر، وهناك أمثلة كثيرة حول زعماء ورؤساء وصلوا لأعلي مناصب الحكم بعد أن كانوا يعملون أعمال بسيطة وينتمون لأسر بسيطة.
وهناك الكثير من النماذج الغربية المسلمة في الغرب والتي وصلت إلي الحكم بعد أن كانت تنتمي إلي أسرة بسيطة، فقد عين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أول وزير مسلم في حكومته وذلك بعد ترقية ساجد جاويد إلى منصب وزير للثقافة والإعلام والرياضة.
يذكر أن جاويد، الذي كان يدير عمليات تداول البنك الألماني “دويتش بنك” في آسيا، ترك عالم المال لدخول العراك السياسي عام 2010 كنائب عن منطقة “برومسغروف” بعد ترك جولي كيركبي الساحة السياسية قبل 4 سنوات لتورطها وزوجها في استخدام أموال دافعي الضرائب لدفع الرهن العقاري على بيت ثان.
وجاويد، البالغ من العمر 44 عاماً، ينحدر من أصول باكستانية، فوالده كان سائقاً للحافلات وهو أول نائب مسلم محافظ من أصل باكستاني. درس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة “اكستر” وانضم لعضوية حزب “المحافظين” وعمره لم يتجاوز 20 عاماً.
وهناك العديد من النماذج الإسلامية التي نهضت ببلادها وكانت تنتمي إلي أسر فقيرة مثل..
مهاتير محمد
فقد نشأ وسط أسرة فقيرة محدودة الدخل وله تسعة أشقاء هو أصغرهم، ووالده يعمل معلماً في مدرسة إبتدائية بمرتب بالكاد يكفي لمعيشتهم؛ حتى أنّه لم يتمكن من شراء دراجة لابنه الصغير مهاتير ليذهب بها إلى المدرسة الثانوية، ولكنّ هذا لم يكن سبباً مقنعاً له ليتوقف عن الدراسة؛ فالذي يقود الأمّة لابدّ أن يجتاز الكثير من الامتحانات ويتعرض لأصعب الظروف في الحياة، لذا عمل مهاتير بائعاً لفطائر الموز والوجبات الخفيفة الأخرى لتوفير الدخل لأسرته، فواصل دراسته والتحق بالمدارس العامة قبل أن يواصل تعليمه في كلية السلطان عبد الحميد في ألور سيتار، ثمّ التحق بعد ذلك بكلية الملك إدوارد السابع الطبية (التي أصبحت جامعة سنغافورة الوطنية) في سنغافورة، وقد كان ناشطاً سياسياً وأصبح رئيساً لإتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة، وبعد تخرجه خدم مهاتير في الحكومة الماليزية الإتحادية كضابط خدمات طبية، وبعدها فتح عيادته الخاصة في ألور سيتار ومنح نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء، فازدادت شعبيته وانتخب عضوًا في البرلمان عن دائرة “كوتا سيتار سيلاتان” ولكنه خسر مقعده في الجولة التالية.
وفي 16 يوليو 1981م كانت بداية للأعوام الذهبية لماليزيا عندما أصبح مهاتير محمد رئيسًا لوزراء ماليزيا وكان ذلك عندما استقال حسين أون من منصبه لأسباب صحية،تاركاً شؤون البلاد لنائبه ” مهاتير” والذي أصبح أول رئيس وزراء في البلاد ينتمي لأسرة فقيرة، حيث كان رؤساء الوزارات الثلاثة الأول أعضاء في الأسرة الملكية أو من عائلات النخبة، ومن هنا بدأت النهضة.
أردوغان من بائع البطيخ لرئيس تركيا
مر “رجب طيب أردوغان” بمراحل مختلفة منذ نشأته حتى بات رئيساً للوزراء في تركيا , ففي عام 1954 ولد أردوغان في أفقر أحياء مدينة اسطنبول التركية لأسرة من أصول قوقازية فقيرة، وتلقى تعليمه الابتدائي في نفس الحي، وظهر عليه ملامح التدين منذ نعومة أظفاره , ما جعل المدرسون يطلقون عليه “الشيخ رجب” لمواقف متعددة.
كان أردوغان يخرج بعد المدرسة ليبيع البطيخ والسمسم حتى يُعيل أسرته الفقيرة , ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة “الإمام خطيب” الدينية حتى تخرج من الثانوية بتفوق، والتحق بعدها بكلية الاقتصاد في جامعة مرمره، وبالرغم من اهتماماته المبكرة بالسياسة إلا أن كرة القدم كانت تجري في دمه أيضاً، ومارس هذه الهواية ضمن فرق تركية مختلفة.
وبخلاف النماذج المسلمة فهناك العديد من زعماء العالم والمشاهير بدءوا حياتهم في أسر ووظائف بسيطة.
لينكولين ..محرر العبيد
إبراهام لينكولين الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، اسم سجله التاريخ كقائد الحرب الأهلية ومحرر العبيد، والذي نجح عن جدارة في الحفاظ على وحدة الولايات المتحدة بل وإحداث قفزة اقتصادية في البلاد..
هو رمز العدل وواضع الدستور الحالي لأكبر وأهم دولة في التاريخ المعاصر. ولكن لينكولين بطل الحرب والسلام لم يعش طفولة سعيدة أو مستقرة ، فقد كان ابنا لعائلة ريفية فقيرة كثيرة التنقل وعانت الكثير والكثير من المتاعب الاقتصادية.
ولكن هذا لم يمنعه من المضي قدما في حياته. ولكن فقره لم يؤثر على طموحه السياسي، حيث نجح في الحصول على مقعد برلماني قبل أن ينجح في الصعود إلى منصب الرئاسة عام 1861 وحتى اغتياله عام 1865.
جونسون.. الرئيس “الترزي”
ربما يكون أندرو جونسون الرئيس السابع عشر هو النموذج المثالي لابن الطبقة الفقيرة الذي عاش تحت خط الفقر ، قبل أن ينجح في شغل أرفع منصب في الولايات المتحدة.
وجونسون ابن اسرة فقيرة للغاية، حيث عملت والدته كـ” غسالة” تغسل الملابس للناس لإعالة أبنائها. وبالتالي لم يتم جونسون تعليمه ، حيث عمل كترزي ، ويؤكد البعض أن زوجته هي من علمته القراءة والكتابة وهو رجل بالغ مقبل على مستقبل سياسي باهر.
ولكنه نجح في حماية الولايات المتحدة من التفكك بعد اغتيال لينكولين ليشغل منصب الرئيس لمدة أربعة أعوام متتالية.
ريجان.. البائع المتجول
أما الرئيس الأربعين للولايات المتحدة وهو رونالد ريجان، فلم يكن والده سوى بائع متجول يعيش هو وأسرته بدخل بسيط وغير ثابت. ولكن هذا لم يحل دون نجاح ريجان في كافة القطاعات التي عمل بها.
فقد كان واحدا من أهم نجوم هوليوود ، ثم واحدا من أهم المذيعيين في التليفزيون الأمريكي، قبل أن يقتحم عالم السياسة ليتم انتخابه كحاكم لولاية كاليفورنيا قبل أن يرأس الولايات المتحدة لثمانية أعوام متتالية. وتمتع ريجان بشعبية جارفة بلغت حد انتخاب الأمريكيين جورج بوش الأب في 1989 لخلافة ريجان ، لمجرد أن رئيسهم المحبوب أوصى بذلك.
وكانت هذه من المرات القليلة التي ينتخب فيها الأمريكيون رئيسين جمهوريين على التوالي. وحقق ريجان العديد من الانجازات السياسية والاقتصادية سجلها له التاريخ.
تيريندرا مودي.. “البقال” الذي أصبح رئيس وزراء الهند
جاء رئيس الوزراء الهندي الحالي من أسرة فقيرة مكونة من 5 أطفال، وعمل والده في مهنة البقالة، وكان يساعد الأب في بيع الشاي في موقف للباصات، وافتتح كشكًا لبيع الشاي في محطة فادناغ الهندية للقطارات، وفي انتخابات عام 2014 فاز مودي وحزبه BJP بأكبر نسبة تصويت لمرشح على مستوى العالم، ليأتي خلفًا لحزب المؤتمر الوطني الذي ظل يحكم الهند منذ عام 1947.
لولا دي سيلفا.. ماسح أحذية وأصبح رئيسًا للبرازيل
لعل دي سيلفا أشهر نموذج للعامل البسيط الذي كافح حتى وصل إلى قمة الحكم في بلده، و”لولا” هو الرئيس الخامس والثلاثون للبرازيل وتم انتخابه عام 2002، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2006، وظل يحظى بشعبية كبيرة حتى انتهاء فترة ولايته الثانية وطالبه شعبه بتعديل الدستور ليترشح لمرة ثالثة، غير أنه رفض وقال عبارته الشهيرة “ناضلت قبل عشرين عامًا، ودخلت السجن، لمنع الرؤساء من البقاء في الحكم فترة أطول من المدة القانونية، كيف أسمح لنفسي أن أفعل ذلك الآن؟”.
جاء دي سيلفا من أسرة شديدة الفقر تتكون من 7 أطفال، وقامت والدته بتربيته هو وأشقائه بعد أن تزوج أبوه من امرأة أخرى، وعاشوا في غرفة صغيرة بمنطقة شديدة الفقر في سان باولو، واضطرته الظروف المعيشية الصعبة للتوقف عن الدراسة في سن العاشرة، وعمل كماسح أحذية، حتى تسلم الرئاسة للمرة الأولى في الأول من يناير عام 2003 حتى الأول من يناير 2011.
خوزيه موخيكا.. رئيس أورجواي “الأفقر في العالم”
هو الرئيس الذي تم وصفه بأفقر رئيس في العالم، بسبب أسلوب حياته المتقشف، تولى الرئاسة في مارس 2010، وتبرع بـ90% من راتبه الشهري للجمعيات الخيرية والشركات الصغيرة، وليس له حسابات مصرفية، وانتهت ولايته الرئاسية في مارس الماضي، وتمكن من الارتقاء بدولته لتصبح أقل دول أمريكا الجنوبية في مؤشر الفساد، وخلال فترة رئاسته تلقى خوزيه عرضًا من أحد أمراء الخليج لشراء سيارته “فولكس فاجن” الزرقاء القديمة بمليون دولار، غير أنه رفض.
كلينتون.. الرئيس المحبوب
على الرغم من كل الفضائح التي مني بها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون طوال فترة رئاسته، إلا أنه يستحق وعن جدارة لقب رئيس القلوب.
فقد حقق طفرة اقتصادية وانجازات غير مسبوقة على صعيد السياسة الخارجية فشل كل من خلفه في الرئاسة في مجاراته أو حتى الحفاظ عليها.
ولكن بيل عانى من الفقر الشديد وعاش طفولة صعبة اضطرته في مرحلة للتخلي عن لقب والده الحقيقي “بلايث” والحصول على لقب زوج والدته “كلينتون” ، إلا أنه عاش حياة صعبة دفعته أحيانا للجوء للعنف لحماية والدته وشقبقه الأصغر.
ودرس الحقوق وعمل في المحاماة قبل ان يقتحم عالم السياسة ويصبح الرئيس الـ42 للولايات المتحدة.