أحسب أن أعظم ثائر في تاريخ البشرية – بعد الأنبياء – هو رجل لا يتجاوز وزنه 50 كيلو جرام، ونصف عاري لكنه كان يفكر‼ أنه الزعيم غاندي.
الفارق بين “الخناقة ” و المعركة، أنك يمكن أن تنتصر في الأولي، أذا نجحت أن تفعل ما تريد أن تفعله، لكنك لن تنتصر في معركة أبدا، إلا إذا حرمت خصمك، من أن يفعل ما يريد أن يفعله، أو بالأصح، إذا حرمته من أن يحملك للوقوع في حماقة فعل ما يريدك أن تفعله.
إننا ينبغي أن نقرأ جيداَ.. ماذا يريد السيسي من كل هذا التصعيد؟
فتنفيذ قرار الإعدام – هو قرار – سياسي، يتوقف علي إجراءات تتخذها السلطة التنفيذية، مثل ” التصديق “.. وتحديد ” الموعد “.
– لماذا إذن اختيار اليوم ” التالي ” مباشرة لصدور أحكام الإحالة للمفتي ل 108 من قيادات الإخوان، ورموزهم، وعلي رأسهم رئيس الجمهورية، ليكون هو الموعد للإعدام 6 من شباب عرب شركس رميا بالرصاص؟!
– لا أظنها.. محاولة للإلهاء، والتغطية على حدث بحدث آخر‼
– ولا أظنها .. محض مصادفة..
– ولا أظنها.. إستخفافا بالرأي العام المحلي – والإقليمي – والدولي الذي يعرف السيسي قدر حساسيته، وتأذيه من فكرة ” الإعدام “.
– لا أظنها.. قفزا في الفراغ أو المجهول.. من الرجل واجهزته
فهذا قرار لا يتخذه إلا السيسي منفرداَ.. ولا يمكن أن يكون خارج سياق محدد، ومتوافق عليه بين أجهزته، وفقاَ لخطة واضحة.. وأهداف محدده.. ونتائج، وردود أفعال منتظره ومدروسه
.. أذن ما هي هذه الخطة الموضوعة؟
.. وما هي رود الفعل المنتظرة، والمرجوة منها، والتي من أجلها يتخذ السيسي هذه الخطوة بكل ما تحمله من مخاطره، بل ومغامرة؟!
أولا: ماذا يريد السيسي من أعدام مرسي، وكل رموز الإخوان؟!
الم يكن كافياَ أن تصدر احكام قضائية ضهدهم بعشرات السنوات؟!
وما هو المعني من صدور مئات الأحكام، علي مئات الأشخاص، اذا كان الهدف هو القضاء علي غريمه، مرسي بوصفه الشرعية التي تنازعه؟!، – خاصة – اذا عرفنا أن عبد الناصر أعدم في كل سنوات حكمه فقط ” سبعه ” من الإخوان، رغم صدور أحكام علي عشرات، وليس مئات‼، بل أن عبد الناصر خفف الحكم الصادر ضد المستشار حسن الهضيبي، للسجن 3 سنوات.
≪.. ورغم أن القضية 1954 كانت تتصل بزعم محاولة اغتياله شخصياَ، في المنشية، إلا أنه الغي حكم الإعدام، علي بعض الصادر ضدهم الحكم.
≪.. وفي قضية تنظيم 1965 – أعدام سيد قطب، وهواس ، وعبد الفتاح إسماعيل، وخفض الحكم علي عشماوي، وأحمد عبد السميع، وصبري عرفه الكومي، وحكم في هذه القضية بالسجن 15 سنة علي د. محمد بديع، وعلي عباس حسن السيسي، الذي اشاع عبد الفتاح السيسي عندما كان رئيساَ للمخابرات الحربية، ( وقت الإخوان ) أنه عمه، بينما السيسي الكبير، كان من رشيد، وعبد الفتاح السيسي من الجمالية بالقاهرة.. وثبت أنها من بين الشائعات الكاذبة التي رددها توفيق عكاشة وفقاً لاعترافاته بالتنسيق مع السيسي لأقناع د. مرسي به‼
أخلص مما سبق للآتي :
السيسي وأجهزته يشعرون بحجم الأزمة الداخلية، والإقليمية، ويدركون أنه لا سبيل له لتجاوزها دون معجزات، وهو ما سيضعه أمام مواجهة مع من وقفوا خلفه .. وساندوه على أمل من أنه سيصنع المعجزات
.. ولم يعد أمامه سبيل سوى انتظار معجزه – غالباً لن تحدث – بسبب توقف التدفقات الضخمة التي وصلته في بداية حكمه، وأضاعها بغير رشاده، منتظراً المزيد ..
اذن الحل الآن هو استدعاء شبح التطرف والإرهاب وحقن المجتمع بأسبابه أو بالأصح بمزيد من الأسباب ،وبالتالي لا بد من استدرار عطف الناس في الداخل، والخارج، بوصفه يخوض معركة عنيفة ضد الإرهاب، وهو ما يدفعه لتوفير الأسباب الكافية لهذا الإرهاب، بتلك الأفعال التي لا منطق فيها غير رغبة التصعيد .. واشعال النار في كل اتجاه.
يا شركاء الثورة .. هذا ما يريده الرجل، ولم يعد أمامه غير اختلاق تمثيلية مشابهه لحادث المنشية .. أو توظيف الأحداث الحالية بالطريقة التي تثير المشاعر وتدفع للمزيد من الاحتقان والعنف، لتحقيق غرضه.. ويخلق مبرراَ لوجوده، واستمراره.
إذن وماذا بعد..؟!
.. إذا كان هذا ما يريده السيسي، فلا بد أن يكون خيارنا
هو أن نحرمه مما يريد‼
ولا نسمح له أن يجبرنا أو يجرنا إلي ملعبه‼ ..أو يدفعنا في الطريق الذي يختاره، وفي الوقت الذي يحدده‼..
– إحذروا .. من أن نحقق للرجل ما يريد
– إحذروا.. أن نعطيه الغطاء الشرعي لكل ما يرتكب من جرائم
– إحذروا ..
– وادركوا أن الرجل يتداعى منفرداَ.. لا تدعموه، بأكثر مما يحتاج إليه – خاصة – بعد انهيار تحالفاته في الداخل ، والخارج.. لا توفروا لهذه التحالفات سبباَ للعودة إلي صورتها الأولي.
– فقط إتحدوا..
ولا توحدوهم خلفه، مرة أخرى بعد أن تفرقوا..
سلميتنا هي الرقم الصعب، في معارك الثورة .. ولن نضحي به، أو نقبل أن يخصم منا ويضيف للثورة المضادة.