مع التوتر السعودي الإيراني، بدأت صيحات الشيعة تعلو في المملكة السعودية، وتحول الجدل السياسي إلى طائفي، خاصة بعد أحداث التفجيرات والاغتيال التي وقعت بين السنة والشيعة، وآخرها مقتل أحد شباب السنة بعد إطلاق النيران عليه من قبل مجهولين في القطيف، وحصلت “رصد” على معلومات تؤكد وجود ميليشيات شيعية مسلحة في السعودية.
بدء تكوين الميليشيات الشيعية
أكد مصدر أمني سعودي، أن شيعة المملكة بدؤوا في تكوين ميليشيات مسلحة في أماكن متفرقة داخل البلاد، وهناك تأكيدات حول تورطهم في عملية إطلاق نار على شباب سنة في العوامية بالقطيف الخميس الماضي.
وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إن هناك محاولات تتم الآن لتحويل الأحياء الشيعية إلى معسكرات ومواقع اجتماعات لتنفيذ عمليات اغتيال غرضها إثار الفتنة في البلاد.
وأشار إلى أنه تم إلقاء القبض على 7 مواطنين من جدة أول أمس، بعد ثبوت تورطهم في التخطيط لارتكاب أعمال عنف في البلاد.
محلل سعودي يحذر من خطورة الموقف
وقال باسم عالم أستاذ القانون السعودي: “يجب أن نكون حذرين في تحليل هذه الأمور وإلقاء التهم جذافا، ونحن لا ندري ما هي أسباب الحادث ودوافع الحادث، ولا نستبعد أن يكون الأمر شخصيا أو ذا بعد طائفي شيعي”.
وأضاف، عالم في تصريح لـ”رصد”: “من الخطورة أن يكون الأمر مرتبطا بأي محاولة طائفية لإيجاد سوار أمني على الأحياء الشيعية بشكل خاص وخارج إطار الأمن الرسمي التابع للدولة”، مطالبًا بضرورة التحرك الأمني لفرض السيطرة على البلاد ومنع أي محاولات للتطرف.
مقتل شاب سني في القطيف
وحمل أول أيام شهر رمضان، خبرًا حزينًا لأبناء السعودية، بمقتل الشاب ضيف الله القرشي في بلدة العوامية بالقطيف؛ ليصبح على الفور القضية الشاغلة للنشطاء على تويتر، خاصة أن الأمر تعدى كونه مجرد حادث عشوائي، ليكون عملًا إرهابيًا طائفيًا، بعدما أطلق مسلح يستقل دراجة بخارية النار على سيارة تحمل أربعة شباب سنة ذهبوا إلى العوامية للتنزه، فتوفي ضيف الله على الفور وأصيب اثنان آخران بجروح بسيطة.
مسجد الدمام الشيعي
وفي مايو الماضي، قتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم انتحاري في انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد شيعي خلال صلاة الجمعة اليوم في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية في السعودية، كما أعلنت وزارة الداخلية بالمملكة مشيرة إلى أنها أحبطت هجوما أكبر.
وقالت الداخلية في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الجهات الأمنية تمكنت “من إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية لاستهداف المصلين بجامع العنود بمدينة الدمام وذلك أثناء أدائهم لصلاة الجمعة”.
توابع عاصفة الحزم
ومنذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، لا يمر يوم دون إطلاق تصريحات من القيادات الإيرانية السياسية والعسكرية تتعلق باليمن، وتتراوح بين الحديث عن حلول سياسية للأزمة والتحذير من عواقب استمرارها على المنطقة.
تطرح إيران تصورا للحل في اليمن يقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية دون تدخل أجنبي، غير أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يباهي بتمدد القوات المسلحة لبلاده من الخليج إلى باب المندب وحتى البحر الأبيض المتوسط، وفق استراتيجية يعتبرها دفاعية لحماية من يصفهم بالمظلومين.
نسبة الشيعة في السعودية
وتقدّر نسبة الشيعة في المملكة العربية السعودية اليوم حوالي 15% من العدد الإجمالي للسكان المحليين، ويتركزون في مناطق أخرى في المدينة، وفي الجنوب، في عسي وجيزان ونجران، وفي الغرب، في جدة ينبع.
وتتنوع انتماءاتهم المذهبية ما بين الإمامية (الجعفرية)، وهو مذهب الغالبية، والإسماعيلية، والزيدية.