في حالة من الحزن والأسى، وجدنا زوجة الشهيد محمد جاد، بمحافظة المنيا، والذي لقي ربه في الثالث من يوليو 2013، عندما خرج في المظاهرات المعارضة لحكم العسكر وقتها، قائلة وهي تبكي: “رحل عن الدنيا تاركًا خمسة أولاد، منهم أربعة في سن الابتدائي”.
وتضيف زوجة الشهيد، “خرج زوجي مع الرافضين للانقلاب يوم 3 يوليو، وتم قنصه برصاص حي على كورنيش النيل أمام مبنى المحافظة، انتقل بعدها إلى المستشفى الجامعي بالمنيا، ولم يتماثل للشفاء، ثم قمنا بنقله إلى مستشفى أسيوط ثم إلى مستشفى رابعة، وأخيرًا بمستشفى قصر العيني، وأراد الله أن ينول الشهادة إثر الإصابة في الثالث من سبتمبر لعام الانقلاب”.
وتابعت -في حوارها مع شبكة “رصد”-: “الشيخ محمد -عليه رحمة الله- عاش في نضال طوال عمره، دخل كلية الهندسة، ثم تعرض للفصل والاعتقال، ثم تم فصله نهائيًا من الكلية، وبعد أن خرج من المعتقل تزوجنا، وتم اعتقاله مرة أخرى، وكنت حاملًا في حملي الأول بالشهر السابع، وخرج من المعتقل بعد فترة طويلة، كانت ابنتي زينب بالصف الثالث الإعدادي”.
واستطردت: “رزقني الله بعدها بمريم وعائشة بالابتدائية وفاطمة وأبو بكر خمس سنوات، وأراد الله أن يكون أبو بكر مريضًا”، وأضافت “قبل دخول رمضان ذهبنا لزيارته في المقابر، وبعد أن عدنا شعرت أنه موجود معنا، الحمد لله نحن بخير ولا ينقصنا سوى أن نأخذ حقه ممن قتلوه وتسببوا في حرمان أولاده منه”.
بعد وقت من البكاء سبق الحديث، قالت زينب، ابنة الشهيد الكبرى، طالبة بالعام الثالث بكلية دار العلوم: “لا أستطيع أن أتحدث عن أبي، حسبنا الله ونعم الوكيل لا نريد إلا أن نأخذ حقه وحق كل شهيد ومعتقل ممن ظلومنا وحرمونا من أقل حقوق الحياة“.
وتابعت: “راضون بقضاء الله، الحمد لله لقد حرمت من أبي منذ طفولتي ولم اقضِ معه إلا سنوات قليلة، ليأخذوه مني إلى الأبد، وأقول إن الحمد لله نحن بخير وسنجعل رمضان هذا كل دعائنا على الظالمين، رمضان أحلى في الجنة، وكل عام وأبي بخير”.