“قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا”.. هكذا مدح أمير الشعراء أحمد شوقي، المعلم لكن اليوم بات المعلم كاد أن يكون طبالًا إذ انتشرت في الأونة الأخيرة استخدام المدرسين الطبلة والأغاني الشعبية لتلقين وتحفيظ الطلبة.
أغنية خصوصي
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، مقطع فيديو لمدرس ثانوي يقوم بتعليم طالبات بمرحلة الثانوية العامة باستخدام أغنية خاصة له.
وحسب الفيديو، يظهر المدرس في إحدى المراكز التعليمية الخاصة، وهو يقوم بأداء بعض الحركات الراقصة بيديه وعلى نغمات الدي جي.
وأثار الفيديو، حالة انتقاد لدى الكثيرين من رواد مواقع التواصل الذين أعربوا عن رفضهم تعليم الطلبة بالرقص والغناء، معتبرين أنه أمر يتناقض مع الأخلاق والمبادئ.
التلقين بالتنورة
فيديو أخر تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لمدرس ثانوي يعلم طلاب من المرحلة الثانوية عن طريق الرقص والغناء الشعبي.
وبحسب الفيديو ظهر المدرس وبجواره راقص بالتنورة وهي راقصة شعبية معروفة بالموالد، بينما يقوم هو بشرح المنهج عن طريق الغناء والطلاب يصفقون ثم قام المدرس نفسه بالرقص بعد الانتهاء من الشرح.
إنحدار أخلاقي
وقال الدكتور جمال الحفناوي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن ظاهرة استخدام الرقص في التعليم، دلالة على ضعف العملية التعليمية وعدم وجود رقابة على المدرسين، بالإضافة لإنخفاض مستوى المدرس وعدم مقدرته على توصيل المعلومة للطالب.
وأضاف الحفناوي، في تصريح لـ”رصد”، أن تحول المدرسين إلى طبالين وراقصين لتلقين الطلاب، هو مؤشر لتدني المستوى الأخلاقي وإنحدار قيم التربية التي تسبق التعليم، فالمدرس بدلًا من أن يرتقي بفكر الطالب يتحول إلى مصدر الإسفاف.
ليس هناك رقابة
ويرى محسن أحمد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة سابقًا، أن الوزارة تحتاج 3 مليار إضافية من أجل النهوض بالتعليم الأساسي، خاصة وأن المدارس يتكدس فيها الطلاب، ومن ثم يلجأون إلى الدروس الخصوصية، للحصول على تعليم بشكل جيد، الأمر الذي يصبح فيها المدرس بدون رقيب.
وأضاف أحمد، أن مع توفير الأموال والاحتياجات اللازمة تستطيع بعدها الدولة إغلاق كل مراكز الدروس التي تحولت إلى صالات للرقص والغناء.