وجهت الجالية المصرية المقيمة في بريطانيا، نداء استغاثة، لإنقاذ تمثال مصري تم بيعه منذ أيام في مزاد علني من قبل متحف في مدينة “نورثهامبتو” البريطانية، حيث تم بيع تمثال “سخم كا” الفرعوني الذي يعود لـ 4 آلاف عام لإحدى الشخصيات القطرية، بـ 16 مليون جنيه استرليني، وذلك دون وجود أي تحرك من قبل وزارة الآثار لإعادة التمثال مرة أخرى.
إعلان لفشل وزير الآثار
يقول أحمد شهاب، رئيس اتحاد آثار مصر لحماية الأثر والبشر، إن بيع تمثال “سخم كا” بـ 16 مليون جنيه إسترليني، لشخصية قطرية، بسبب عمل توسعات بالمتحف البريطاني، هو إعلان لفشل وزير الآثار الذى أعلن فى أول تصريحاته عندما تولى الوزارة أنه سيعيد الآثار المهربة.
وأضاف “شهاب” – في تصريحات صحفية – أن الوزير لم يرسل أي وفد أثري لبريطانيا من أجل إيقاف بيع التمثال، وحتى رئيس لجنة استرداد القطع لم يتحرك من مكتبه، بصفته المسئول عن هذا الأمر، وإنما اكتفوا بإبلاغ وزارة الخارجية قبل بيع القطعة بعشرة أيام، فكان الوقت قصيرًا ولم يسمح باتخاذ أي إجراء.
وأكد أن “القطعة كانت معروضة للبيع منذ فترة كافية، ولم تتحرك وزارة الآثار إلا عندما انتشر الموضوع فى الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، واكتشف أمر بيعه صدفة رجل الأعمال إيهاب شنودة، فهو من عشاق الأنتيكات، وله اشتراكات فى شركات المزادات العالمية، ويحصل على مجلاتهم، وفوجئ فى نسخة المجلة الخاصة بمزاد لندن، يوم 10 يوليو الماضي، بعرض التمثال المصرى للبيع، وعلى أثره حاول أن يصل للمسئولين. وعندما فشل، نشر الموضوع”.
خرج بصورة مشروعة
وأوضح أمير جمال، منسق حركة “سرقات لا تنقطع”، أن تمثال “سخم كا” خرج بصورة مشروعة من خلال عمليات التقسيم عند الاكتشاف، حيث دفع بريطانى أموالاً لكي يحفر، فاكتشف التمثال، وأخرجه إلى لندن، وأهداه لمتحف هناك.
وأشار “جمال” إلى أن المتحف عندما دخل في عمل التجديدات، عرض التمثال للمزاد فى 2012، ولكن محبي الآثار هناك وقفوا ضد المتحف، وأجبروه على عدم البيع.
وكشف أن “التمثال خرج بصورة مشروعة؛ مما يعني صعوبة استرجاعه، إلا أنه أكد على أنه توجد طرق تستطيع أن ترجع بها أى آثار، مثل التهديد بمنع التعاون مع المتحف أو وقف البعثات الخاصة به، ولكن المتاحف والبعثات تقوم بدفع أموال لإيقاف عمليات التحرك لاسترداد الآثار من الخارج”.
استغاثة الجالية المصرية
وكانت الجالية المصرية في بريطانيا، قد وجهت استغاثة للحكومة المصرية لسرعة التدخل لاسترداد تمثال فرعوني للملك “سخم كا”.
وقالت مريم يسري، إحدى أفراد الجالية المصرية في بريطانيا، في مداخلة هاتفية مع قناة “أون تي في” الفضائية، “إن التمثال خرج من مصر عام 1850 إلى بريطانيا، وحصل عليه أحد اللوردات، والذي أهداه لمتحف لندن، والذي بدوره عرضه للبيع بالمخالفة لاتفاقية اليونسكو عام 1990، والتي تنص على منع التجارة بالآثار، بهدف إجراء أعمال توسعية واستحوذت شخصية قطرية على التمثال مقابل 16 مليون جنيه إسترليني”، مشيرة إلى أن التمثال سيخرج من المتحف متجهًا إلى قطر في الـ 29 من يوليو الجاري.
وأكدت هبه عزيز، عضو “رابطة إنقاذ سخم كا” أن الرابطة تقدمت باستغاثه ونداء لعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، لوقف بيع تمثال “سخم كا” المصري المسروق والموجود حاليًا في إنجلترا.
وأضافت عزيز أن التمثال سيغادر لندن إلى مكان مجهول بعد ثلاثة أيام فقط وهي المدة المسموحة لوزارة الثقافة المصرية للتحرك لإنقاذ التمثال وبعدها سيكون الأمر صعبا لاستنقاذه.
وقفة للجالية المصرية
وكان عدد من المصريين نظموا وقفة احتجاجية أمام صالة المزادات العالمية “كريستيز” فى العاصمة البريطانية لندن للتنديد ببيع التمثال المصرى “سخم كا”.
وقدمت رابطة إنقاذ التمثال “سخم كا” طلبًا إلى منظمة “اليونسكو” للتدخل وإتخاذ ما يلزم من إجراءات وفقًا لاتفاقية المنظمة فى 1970 من أجل تمكين مصر من استعادة هذا التمثال.