ذكرت دراسة حديثة، أن المساعي الرامية إلى إنقاذ العالم من مخاطر الاحتباس الحراري عبر تنقية الغلاف الجوي من غاز ثاني أكسيد الكربون مع الاستمرار في حرق الوقود الحفري، لن تحول على الأرجح دون اختفاء المحيطات نتيجة تراكم الحموضة، وفقا لصحيفة “إندبندنت” البريطانية.
واقترح بعض المحللين “خطة ب” حال وصلت المباحثات الخاصة بالتغيرات المناخية إلى طريق مسدود، بهدف الحد من استخدام الوقود الحفري، مع بقاء مسألة إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون هي التحدي الرئيسي الذي يواجه استخدام التكنولوجيا الحديثة والذي يتعين مواجهته بأسلوب أكثر تطورا.
ومع ذلك، خلصت دراسة أجراها فريق من العلماء في معهد “بوتسدام لبحوث التأثيرات المناخية” في ألمانيا، أنه حتى إذا ما تم التوصل بالفعل لطريقة فاعلة للتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، فإنها لن تضع حدا لمسألة حموضة المحيطات جراء تحلل هذا الغاز وتكوينه حمض الكربونيك.
وقالت سابين ماثيسيوس، مؤلفة الدراسة، التي نُشرت في دورية “نيتشر كليميت تشينج”، إن “التدابير المتعلقة بالهندسة الجيولوجية مطروحة حاليا للمناقشة كملاذ أخير لتجنب التداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية، سواء في حال لم يتوصل صانعو السياسات إلى اتفاق لخفض الانبعاثات الكربونية، أو إرجاء مسألة تحويل أنظمة الطاقة الني نستخدمها”.
وأضافت ماثيسيوس: “ومع ذلك، فإنه إذا ما نظرنا إلى المحيطات، فسنرى أن هذا المنحى يحمل مخاطر كبيرة، وحتى إذا ما تم خفض مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو إلى التركيز الذي كان عليه قبل ازدهار الصناعة، فإن درجة حموضة المحيطات من الممكن أن تظل أعلى بمعدل أربع مرات من مثيلتها قبل ازدهار الصناعة”، متابعة “سسيستغرق الأمر قرونا عدة لإعادة التوازن في الغلاف الجوي”.
كانت دراسة منفصلة قد توقعت تبخر المحيطات واختفاء المياه من على سطح الأرض بعد قرابة مليار سنة، وأرجعت الدراسة التي نشرتها مجلة نيتشر المتخصصة في العام 2013، ذلك إلى حدوث ظاهرة طبيعية تتمثل في ارتفاع إشراق الشمس ببطء شديد جدا.
وأجرى الدراسة فريق فرنسي من مختبر الأرصاد الجوية الدينامية، موضحين أن هذا التطور المتوقع في مناخ الأرض على سلم الأزمنة الجيولوجية لا علاقة له بالاحترار المناخي الذي يسببه الإنسان، فالسبب في ذلك هو الإشعاع الشمسي.
وتوقعوا أن ترتفع حرارة الأرض خلال مئات ملايين السنوات المقبلة، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في الاحترار المناخي، لتبدأ المحيطات في الغليان وتزيد ظاهرة “مفعول الدفيئة” بشكل كبير، وبالتالي حدوث هذا الانتقال بعد قرابة مليار سنة.
وكانت عمليات محاكاة سابقة، قد توقعت أن تتحول الأرض إلى كوكب زهرة جديد بعد 150 مليون سنة فقط.