نشر موقع مؤسسة بلومبرج الخيرية الأمريكية تقريرا، حول تفريعة قناة السويس الجديدة، قالت فيه إن ما أطلق عليه “التوسعة الجديدة لقناة السويس” ربما لا يحتاجها العالم.
وقال التقرير إن قناة السويس الأصلية استغرقت 10 أعوام لحفرها وتكلفت آلاف الأرواح، بينما عندما اقترح الخبراء ثلاثة أعوام لحفر “التوسعة الجديدة” اعترض السيسي قائلاً: “سنة واحدة تكفي”، معتبرا أن الفوائد الاقتصادية من اللافتات الكبيرة المعلقة في القاهرة وميدان التايمز بنيويورك بعنوان “هدية مصر للعالم” ليست واضحة.
ونقل التقرير عن “رالف لزنسكي”، مدير الأبحاث بإحدى شركات النقل الكبرى بسنغافورة، قوله إن حفر هذه التفريعة مفاجأة إلى حد ما، متابعا: “ليست هناك حاجة ملحة أو طلبات لهذه التوسعة على حد علمي”.
ووفقاً لإحصائيات “بلومبرج شو” فإن عدد السفن المارة حاليا تقل بنسبة 20% عن العدد المار بها في 2008، والعدد الحالي أعلى بنسبة 2% فقط عن العدد المار بها منذ عقد مضى.
ويتمثل عنق الزجاجة -حسب التقرير- في بطء نمو الاقتصاد العالمي؛ حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ نمو الاقتصاد العالمي في الفترة ما بين 2007-20016 إلى 3.4%، مقارنة بـ7% خلال العقد السابق لتلك الفترة.
وحسب تصريح “مايكل برمان”، مدير إدارة المخاطر في مركز “بي إم آي” وهي جزء من مجموعة “فتش”، فإن السرعة ليست عامل حاسم اليوم في نقل الحاويات، فالمسألة الأهم هي القدرة على مرور السفن الكبيرة المخصصة للخط الملاحي بين آسيا وأوروبا.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة لم تقدم دراسات جدوى للجمهور عن الطريقة التي ستحصل بها على عائد الاستثمار المقدر بـ64 مليار دولار، وستحتاج القناة إلى معدل نمو في الاقتصاد العالمي يقدر بـ9% لتحقيق المرور المستهدف من قبل الحكومة.
وألمح التقرير إلى أن السبب وراء تبني السيسي لهذا المشروع هو التحدي السياسي الذي يواجهه، خاصة بعدما قتل المئات من الإخوان وسجن الآلاف منهم.
وختم التقرير بقول عمر عدلي، الباحث بمعهد كارنيجي الشرق الأوسط: “يحاول السيسي الحصول على الشرعية عن طريق إنجازات الحكومة، ويعتقد أن افتتاح القناة يعطي صورة أن الحكومة عندما تلتزم بشيء فإنها تفعله”.