الصورة التي أثارت مشاعر العالم لجثة الطفل السوري “إيلان” بعد غرق زورقهم أثناء هروبهم إلى اليونان ووجدت على شاطئ تركي، نشر صورة شبيهة لها رسام الكاريكاتير فلسطيني الراحل ناجي العلي، منذ 25 عامًا.
تميزت أعمال ناجي العلي الفنية بالنقد اللاذع والموجه، وهو أشهر فنان فلسطيني سخر فنه للتغيرات السياسية ولخدمة فلسطين وشعبها ولفضح الاحتلال.
وابتدع الرسام ناجي العلي شخصية حنظلة البالغ من العمر 10 سنوات؛ حيث ظهرت أول لوحة تضم هذه الشخصية عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، ويقول العلي عن حنظلة “ولد حنظلة في العاشرة في عمره، وسيظل دائمًا في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء”.
أصبح حنظلة فيما بعد بمثابة توقيع ناجي العلي على لوحاته، وحظيت بحب الجماهير العربية لكونها تعبير عن صمود الشعب الفلسطيني بوجه المصاعب التي تواجهه.
وفي إحدى الصور لحنظلة رسمه وقد لفظه البحر غريقًا على الشاطئ ، وبجواره متاعه الذي يرمز للهجرة واللجوء، وتشبه الصورة بشكل كبير صورة الطفل “عيلان”، في إشارة إلى الوعي البالغ الذي تميزت به أعمال ناجي العلي.
جرت محاولة اغتيال ناجي العلي في 22 يوليو عام 1987 في أحد شوارع لندن؛ حيث أصيب تحت عينه اليمنى، وبقي في المستشفى إلى أن وافاه الأجل في يوم 29 أغسطس 1987 متأثرًا بجراحه.
ووجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى الموساد الإسرائيلي وثانيًا إلى منظمة التحرير الفلسطينية؛ لأنه رسم بعض اللوحات التي تمس قياداتها، وإلى بعض الأنظمة العربية للسبب ذاته.