كشف التناول الإعلامي لحادث مقتل 12 سائحًا أجنبيًا في طريق الواحات، قبل الإعلان عن أن الضحايا “فوج سياحي أجنبي”، حجم التضليل الإعلامي والأمني الذي يمارس في الإعلام المصري بشأن ضحايا اعتداءات الجيش والشرطة بشكل عام.
وقبل سويعات من كشف “هوية” قتلى الفوج السياحي ومعرفة أنهم “أجانب”، كانت أغلب وسائل الإعلام المصري تتحدث عنهم أنهم “إرهابيون” و”خلية نشطة” استطاعات قواتنا الباسلة القضاء عليها، وبعد كشف حقيقة وجنسية الضحايا وأنهم قتلوا بالخطأ، أصيبت وسائل الإعلام المصري بحالة من الحرج البالغ، وتوقفت عن نشر القصص الخيالية المنسوجة من وحي خيال العاملين بتلك المؤسسات، واكتفت أغلب الصحف والمواقع والقنوات بنشر البيانات الرسمية الصادرة عن الأجهزة الأمنية المختلفة.
الصحف تسارع بوصف الضحايا بالإرهابيين
وكانت العديد من الصحف قد نشرت خبرًا يفيد اشتباكات على طريق الواحات، وإعلان الجيش قصف أحد الأفواج، ولم يتبين وقتها أنهم فوج سياحي، فسارعت الصحف والمواقع الإخبارية المصرية بإعلان أن الجيش قتل إرهابيين على طريق الفرافرة الواحات، وأكدت على حصول الجيش على مراسلات معهم مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وسلاح ووسائل اتصال.
“اليوم السابع” تكشف عن مراسلات الضحايا مع “داعش”
وعلى لسان مصدر أمني، قالت صحيفة “اليوم السابع” إن قوات الأمن واصلت دكها لمواقع وبؤر الإرهابيين؛ حيث نفذت القوات الأمنية حملة كبيرة ضد عناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابي، الذين كانوا يختبئون في المنطقة الجبلية بواحة الفرافرة، مساء أمس الأحد، والتي أسفرت عن انتصار كبير لقوات الأمن، في حين تكبد تنظيم الإرهابي خسائر فادحة.
وقالت الصحيفة، إنه تمكنت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، من تصفية 8 عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي، وقال مصدر أمني لـ”اليوم السابع”، إن عملية تبادل إطلاق النار استمرت أكثر من ساعة بين تلك العناصر الإرهابية وقوات العمليات الخاصة خلال تمشيط المنطقة الجبلية.
اتهامهم بعلاقتهم بقتل المهندس الكرواتي
وأشارت الصحيفة إلى أن العناصر التي تم تصفيتها بالمنطقة الجبلية، شاركوا في عملية خطف المهندس الكرواتي وتسليمه لعناصر داعش الإرهابية، التي قامت بذبحه منذ شهرين تقريبًا.
وأوضحت أن تلك العناصر عثر معها على مراسلات عن طريق أجهزة الحاسب الآلي، التي تم التحفظ عليها، مع بعض العناصر التي تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت التحريات الأولية للإدارة العامة لمباحث الجيزة، إن تلك العناصر قامت بخطف المهندس الكرواتي ونقله عبر المناطق الجبلية لحدود دولة ليبيا، وتسليمه لتنظيم “داعش” لتنفيذ عملية ذبحه. وأوضحت التحريات أن الـ8 عناصر الذين تم تصفيتهم في جبال الواحات، تابعون لمجموعة الإرهابي هشام عشماوي المتهم في حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وحادث محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، وتفجيري مديريتي أمن القاهرة والدقهلية.
“أون تي في” تؤكد نجاح الجيش في تصفية الإرهابيين
كما أكد حساب قناة “أون تي في” على “تويتر”، نجاح الجيش في تصفية 8 إرهابيين في اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن في الواحات، وزعمت القناة أن الفوج السياحي مسلح قبل أن يتبين أنهم فوج سياحي مكسيكي.
وصف الفوج السياحي بالخلية الإرهابية
وقال موقع “محيط” الإخباري، على لسان مصدر أمني بوزارة الداخلية، إن أجهزة الأمن بالجيزة، بالتنسيق مع جهات سيادية، نجحت، يوم الأحد، في كشف وتصفية ما سماه “خلية إرهابية مكونة من سبعة عناصر مسلحة بطريق الواحات بأكتوبر”.
وأوضح المصدر، أن قوات الشرطة هاجمت أماكن اختباء الخلية في صحراء الواحات وتبادلت معهم إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل سبعة “إرهابيين”، مشيرًا إلى أن القوات ضبطت كمية من الأسلحة والذخيرة كما عثرت على جثة موظف (47 عامًا) تم ذبحه على طريقة داعش بعد الإبلاغ عن اختفائه منذ عدة أيام.
وقال إن التحريات ترجح أن أعضاء الخلية هم الذين ذبحوا الموظف أثناء عودته من العمل منذ أيام بعد أن اتهموه بإبلاغ الشرطة والجيش عن أماكن تواجدهم.
وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن تمشط المنطقة الجبلية للبحث عن مسلحين آخرين، وقال إن تلك الخلية تقف وراء خطف المهندس الكرواتي وذبحه في الشهر الماضي.
