مينا فايق- أوبن ديموكراسي
نشر موقع “أوبن ديموكراسي” مقالًا للمدون والناشط المصري القبطي مينا فايق، حول أفعال عبدالفتاح السيسي التي تناقض أقواله، ومحاولة تصدير صورة للغرب تختلف جذريًا عما يحدث على أرض الواقع.
استهل المقال بالقول: “يحاول النظام المصري أن يُظهِر للعالم صورة لاحترام الحريات والحقوق، في حين أنه ينتهكها على نطاق واسع”.
واعتبر “فايق” زيارة السيسي الأخيرة إلى الولايات المتحدة أحد أوضح مظاهر هذا النهج، مستشهدًا ببعض الاعتداءات التي تعرض لها الأقباط في عهد السيسي رغم تعهده بحمايتهم، مضيفًا “حتى أولئك الذين لديهم بعض الإيمان في السيسي، فقدوه الآن”.
ولفت الكاتب إلى أن هذه “ليست المرة الأولى التي يقدم فيها السيسي للعالم صورة معاكسة تماما للواقع، بل تكرر الأمر ذاته خلال زيارته لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014”.
وأردف: “عندما سألته “سي إن إن” عن حرية التعبير، أجاب: لدينا حرية صحافة غير مسبوقة في مصر، لا أحد في مصر يمكن أن يمنع أي شخص يعمل في وسائل الإعلام أو الصحافة أو التلفزيون من التعبير عن رأيه”، جاء ذلك بعد أيام قليلة من العفو عن صحفيي الجزيرة بعد أن حكم عليهم بالسجن ثلاث سنوات بموجب أدلة واهية وسخيفة.
وتابع: “لكن رد الجماعات الحقوقية المصرية على مزاعم السيسي جاء سريعًا، بالقول إن 60 صحفيًا يقبعون الآن وراء القضبان، وأحصت لجنة حماية الصحفيين وحدها ما لا يقل عن 18 صحفيًا مسجونين في مصر، وقالت نقابة الصحفيين المصرية إن عدد الصحفيين المعتقلين لديها قفز من 22 بداية العام الجاري إلى 35 في أغسطس الماضي”.
وذكر “فايق” أيضًا أن “بعض الصحفيين اعتقلوا لعدة أشهر دون محاكمات أو تهم؛ حيث ألقي القبض على المصور محمود شوكان أثناء تغطيته فض اعتصام رابعة صيف 2013، لكنه لم يعرض على المحكمة سوى مؤخرًا في ديسمبر 2015، وهكذا اعتقل شوكان ظلمًا لأكثر من عامين دون محاكمة”.
وحول المبادرة الشبابية الجديدة التي تسمى “الأمل والعنوان من أجل غاية جديدة”، والتي أعلن عنها السيسي خلال خطابه الأممي، وتهدف إلى “توظيف قدرات الشباب في بناء المستقبل الذي سرعان ما يكون ملكهم”، قال الكاتب: “أنا شخصيًا لم أسمع أي شيء حول هذه المبادرة، ولا أعرف أي شخص لديه معلومات عنها، وهو الأمر المعهود في المبادرات الحكومية التي لا تعدو كونها ضجيجًا بلا طحن.. كلام بلا عمل، ولا إشراك للجمهور، ولا متابعة”.
واستشهد فايق بتجربةٍ كان هو شخصيًا قريبًا من أطرافها، قائلًا: “التقى السيسي في بداية حكمه مجموعة من التقنيين ورواد الأعمال الشباب، من بينهم بعض الأصدقاء وزملاء العمل، أعربوا عن الأفكار والمشاريع التي يمكن أن تفيد البلاد في مجالات مثل التعليم والتجارة الإلكترونية.. إلخ. احتفت وسائل الإعلام المصرية بالاجتماع على نطاق واسع واعتبرته بداية عهد جديد بين النظام والشباب، قيل للحضور إن الحكومة ستدعم طموحاتهم. لكن أحدًا لم يتصل بأصدقائي مرة أخرى أبدًا، ومشروعاتهم إما أضحت معلقة أو نفذوها من تلقاء أنفسهم، يمكن افتراض أن الأمر كان مجرد دعاية”.
وتابع: “بمرور الوقت يبدو شيء واحد مؤكد: العلاقة بين هذا النظام والشباب يظللها النفور، تم تهميش الشباب إلى حد كبير، وخضعوا لمحاكمات، ويقبع كثير منهم في السجون لمجرد الاحتجاج، حتى أولئك الذين كان لديهم قليل من إيمان، فقدوه الآن”.
وختم قائلًا: “في حين يحاول النظام المصري أن يظهر للعالم صورة تحترم الحقوق والحريات، فإنه ينتهكها على نطاق واسع، وعلى الرغم من أنه يستخدم وسائل الإعلام للحصول على دعم الشعب المصري، فإنه حتى لا يضمن رفاهيتهم على الأقل”.