وضع عدد من خبراء الهندسة 4 أسباب تجعل مصر تغرق في فصل الشتاء، وأجمعوا على أن البنية التحتية لمصر هي السبب الرئيسي في تضخم الكوارث، لافتين إلى أن كارثة الإسكندرية لن تكون الأخيرة من نوعها، مطالبين بسرعة تجديد البنية التحتية.
شهدت الإسكندرية كارثة مأساوية بسبب سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة وكرات الثلج على مختلف أنحاء المحافظة منذ مساء أمس، إذ أدى سقوط كابل كهرباء ترام على مياه الأمطار إلى مصرع 6 أشخاص.
بنية تحتية غير صالحة
قال الدكتور ممدوح علي صبري، أستاذ الهندسة الجيوتقنية والأساسات، إن البنية التحتية لمحافظة الإسكندرية يصل عمرها إلى 120 عاما، ولم تصمم لمواجهة السيول والأمطار، ففي العادة يجري تصميم البنية التحتية وفقاً للظروف المألوفة، ولا تصمم على احتمال غير موجود، أو من الممكن أن يأتي مرة كل خمسين سنة، وحتى في كل دول العالم وأوروبا نرى بين فترة وأخرى خسائر في ظل الظروف غير الاعتيادية.
وأضاف “صبري”، في تصريح لـ”رصد”: “في كل الأحوال لا بد من تأسيس لجنة من خبراء البيئة والأرصاد والمهندسين المختصين، لأنه من الواضح أن مصر ستدخل ضمن الدول المستقبلة للسيول، ومن خلال هذه اللجنة يتم تقييم ما حدث”.
وشدد على أهمية مراجعة التصاميم الموجودة، واستبدال البنية التحتية لتراعي كميات هطول الأمطار والسيول، خاصة أن الخسائر التي تكبدتها الإسكندرية حتى الآن وصلت إلى 30 مليونا، بخلاف خسائر المواطنين.
تنموية غائبة
واعتبر المهندس ممدوح حمزة، استشاري الهندسة، أن غياب التمويل أدى إلى انعدام وجود بنية تحتية على استعداد مواجهة السيول والكوارث البيئية، وعلى الأقل تقليص أضرارها.
وأشار حمزة، في تصريح لـ”رصد”، إلى أن الكيلو متر يحتاج إلى نص مليون جنيه على الأقل لوازم حفر وتركيب بالوعات كبيرة وشبكة صرف تستوعب أكبر قدر من المياه.
وطالب حمزة بتنفيذ مشاريع البنية التحتية، وفق الأسس الصحيحة والتكاملية، ولو لجأنا لتنفيذ المشروعات على مراحل، ودون استعجال وتسرع وعمل جزئي، حتى لا نلجأ إلى إعادة العمل مراراً، قائلا: “مع غياب التمويل الحكومي وغياب الموازنات وشح التمويل الأجنبي، في هذا الظرف السياسي، سننتظر وربما طويلا حتى نعيد الوضع لما كان عليه”.
تراكم فساد
وأشار حمزة إلى أن هذه الكارثة هي نتاج لتراكم لفساد الأنظمة المصرية التي تركت المحليات تتصرف في المال العام، فإذا كان تمت مراقبة المحليات لتوفرت المليارات خلال 20 عاما مضى، واستطعنا إنشاء بنية تحتية قوية.
إهمال حكومي
ورأى أحمد عدلي، المهندس بشركة “بن لادن” السعودية، أن الأضرار التي قد تنجم عن ظروف العواصف والسيول، هي جزء من الكوارث التي تحدث في كل دول العالم وسيزداد الضرر إذا كانت البنية التحتية غير متكاملة.
وفي تصريح لـ”رصد” حمّل “عدلي” محافظة الإسكندرية وهيئة الأرصاد المسؤولية كاملة عن ترك المواطنين دون أي تحذير مسبق أو احتياطات، وكأن الأمر جاء فجأة، فالأمطار والسيول يتم معرفة قدومهما قبلها بأسبوع كامل، لكن ما حدث هو استهتار كامل بحياة المواطنين، وفق تعبيره.
وأكد أن بناء البنية التحتية التي تتصدى للسيول الأمطار تحتاج إلى مليارات الجنيهات، فسبب نقص الموازنات والتمويل، يتعذر معه تنفيذ كل متطلبات الشوارع وشبكات البنية التحتية، ولكن المرحلة القادمة تتطلب البدء في تقويم البنية التحتية حتى لا تزداد الخسائر.