شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الصراخ من أجل علاء و”البرطمة” من أجل الآخرين!!

الصراخ من أجل علاء و”البرطمة” من أجل الآخرين!!
مستفز أن يضع الإسلاميون تعليقًا على كل بوست دعم لعلاء عبدالفتاح يستنكرون: لماذا علاء وحده، وماذا عن الباقين؟ حاجة تحرق الدم.. "صح"؟!

مستفز أن يضع الإسلاميون تعليقًا على كل بوست دعم لعلاء عبدالفتاح يستنكرون: لماذا علاء وحده، وماذا عن الباقين؟ حاجة تحرق الدم.. “صح”؟!

الحقيقة أن الأكثر استفزازاً، للعقل، قبل الأحبال الصوتية لمعارضي الإخوان، هو عدم التفكير في لماذا يفعلون، واختصاره بسذاجة في مقولة “هما الإسلاميين كده.. وحشين مش بيحبوا إلا نفسهم”، الكثير من قضايانا السياسية، ذات الطابع الأيديولوجي تناقش من قبل محسوبين على التيار المدني بهذا التسخيف والتسطيح بكل أسف..

لماذا علاء دون غيره؟ بالنسبة لي تمثل فكرة الرمز قيمة في ما يتعلق بإعلان التضامن، أن تشير إلى الفكرة من خلال أحد رموزها، دون اختصار القضية في شخصه، والأهم أن يكون هذا الشخص نفسه واعيًا بكونه ليس كل شيء، وإنما شيء يدل على كل شيء، (استخدام مفردة “شيء” هنا مزعج وقد يستوجب الاعتذار، سامحوني)، المهم.. تضامنت مع علاء عبدالفتاح طبعًا، ذلك الذي يمثل هو وأسرته أبًا وأمًا وأختًا وخالة، حالة ثورية محترمة، لم يكف أحدهم يومًا أن يتضامن مع الجميع، كما تضامن مع حسام أبو البخاري، رغم الخلاف، كونه رمزًا حقيقيًا لفكرته، والغريب هو ما حدث من جراء التضامن مع هذا الأخير.

قرأت تعليقًا لأحد أبرز الوجوه اليسارية في جيلنا، بكل أسف، على مقالي: “حسام أبو البخاري.. قصة موت معلن” المنشور على صفحات العربي الجديد يفيد أنه ليس علينا أن نتضامن مع “أبو البخاري”، وإنما علينا أن نتضامن مع معتقلي الإسلاميين، دون تخصيص؛ لأن “أبو البخاري” هذا “منحط أوي”، هكذا قالها، بالحرف الواحد، تعجبت، أنا مختلف فكريًا مع حسام، لكنني أراه شابًا واعدًا، محترمًا وعلى خلق، ولم أر منه سوى هذا.

السبب عند هذا “اللا صديق” -الحمد لله- هو موقف “أبو البخاري” من مواطنة مصرية اختارت أن تغير دينها فأجبرتها مؤسستها الدينية بالتحالف مع الدولة على ألا تفعل وأعتقلتها بمعرفة الدولة، داخل أسوارها، بالمخالفة لكل قانون أو دستور، أو سياسة، أو منطق، أو عقل، الناشط اليساري رأى في ذلك سببا يستوجب عدم إعلان التعاطف مع “أبو البخاري”.. لأنه “منحط أوي”!

الحرية لـ”علاء”، أو (#FreeAla) تصدر المركز الأول على “تويتر” بعد ساعات من إطلاقه، حجم الاهتمام بـ علاء تجاوز فريقه الأيديولوجي، إلى ما سواه، حسابات إسلاميين كثيرين غردت باسم علاء يوم مرور عام على سجنه في قضية مجلس الشورى.

لنا صوت، يمكننا إيصاله، ونجاح الهاشتاج، يدل إلى قدرتنا على أن نفعلها حال اتفاقنا على فكرة سيما إذا كانت أخلاقية بالقدر الكافي، وعادلة، إلا أن “ثقافة العنف اللفظي”، وخطابها الذي جرى توزيعه عبر وحدات خطاب الفرقاء الأيديولوجيين، بالأخص الإكس إخوان/ إسلاميين، كنوع من مسوغات اللياقة الاجتماعية داخل صفوف الفريق الجديد، وتوثيق المفاصلة الكاملة، ووسمها بأختام الكراهية، أدى إلى اعتماد نوع من الانحياز دون الآخر، (أو دون “آخره” بتعبير محمود درويش)، وتثوير التضامن (المدني- المدني)، في مقابل تحقير، وأخونة، كل تضامن يشغل الإسلاميون أحد طرفيه، هنا لا أرى فارقا حقيقيا بين اليساري الذي يرى في حسام أبو البخاري غير أهل لتضامنه القدسي، و”لميس الحديدي”!!

تضامنوا يرحمكم الله، الناس مختلفون، وسيظلوا، ولو لم يتضامن معك إلا من يشبهك، فلن تجاوز أصواتنا حلوقنا المعرفية، وصلنا بـ”علاء” للأول على “تويتر”، ونجحنا من قبل في أن ننتزعه من يد سجانيه ليأخذ عزاء والده، كل ذلك ونحن أفراد، لا تنسيق بيننا، لو تجاوزنا “هذه الصبيانية” التي تفترض المشكل دائما في الآخرين، يمكننا تعظيم المتاح من إمكاناتنا المتواضعة، والوصول إلى مزيد من المكاسب، فقط بقوة الخطاب الثوري الناعمة دون غيرها، الانحطاط الحقيقي هو ألا نحاول..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023