تتعدد الاعتداءات التي يتعرض لها المصريون بالخارج، خاصة في دول الخليج العربي، وذلك أثناء رحلة البحث عن العيش، هربًا من بلادهم التي يعانون فيها من البطالة والفقر.
وتتنوع تلك الاعتداءات ما بين السب والضرب في بعض الأحيان، والقتل والدهس أحيانًا أخرى، كما أن التناول الإعلامي لتلك الاعتداءات على المصريين في الخارج يختلف بحسب توجهات النظام الحاكم، غير أن تلك الاعتداءات زادت حدتها مؤخرًا في دول الخليج.
شبكة “رصد” حاولت في هذا التقرير تجميع أبرز 4 حالات اعتداء على المصريين خارج بلادهم، ونعرضها كالآتي:
المصريون بالسعودية
فقد شهدت المملكة العربية السعودية العديد من حالات الاعتداء على المصريين، ومنها مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في شهر يناير الماضي، يظهر اعتداء شرطي سعودي على أحد المواطنين المصريين، أمام “فندق الشهداء”، الذي يبعد عن الحرم المكي 150 مترًا، وكشف الفيديو عن تعرض المواطن لإصابات جسيمة في أنحاء متفرقة من جسده، جرّاء عملية الاعتداء التي وصفت بـ”الوحشية” عليه.
الاعتداء على عامل بالأردن
قام النائب الأردني زيد شوابكة وأخوه، بالاعتداء بالضرب على العامل المصري خالد السيد عثمان، الذي يعمل بأحد المطاعم، وتداول النشطاء مقاطع فيديو يظهر فيها إخوة النائب ومرافقوه وهم يضربون خالد بوحشية، ما أثار حالة من الجدل بين جميع الأوساط السياسية والحقوقية، وحتى المؤسسات العمالية التي تودع أبناء الدولة كرهائن للعمل بالخارج بحثًا عن الرزق، تحت وطأة الظروف.
وحكى خالد، الذي يعمل بمطعم بمدينة العقبة الأردنية، قائلًا: “أخو النائب قام بسبي قائلًا: “بسرعة يا كلب أحضر لي الطعام”، فقمت بالرد عليه قائلًا: “لا يصح أن تقول هذا لي، أنت في مطعم محترم، مما دفعه لقذفي بالحذاء وانهال عليّ بالسباب والتهديدات، بأنه سوف يسفرني إلى مصر ويعزلني عن العمل، إلا أن مدير المطعم تدخل وحل المشكلة”.
“وفوجئت في اليوم التالي، بالنائب البرلماني وأخيه صاحب الأزمة، جاءا للمطعم، وأنهالا عليّ بالصفع على الوجه والضرب المبرح كما ظهر فى الفيديو المنتشر على وسائل الإعلام المختلفة”.
مقتل مصري في سلطنة عمان
وفي شهر أغسطس من العام الجاري، قتل الشاب عمرو “32 عامًا” والذي يعمل منذ عشر سنوات بأحد المقاهي في عمان، على يد شاب عراقي الجنسية؛ حيث كان العراقي يدين لعمرو بمبلغ من المال، وطلب عمرو سداده، وبعدها قام العراقي برفقة شقيقه وصديقهما باصطحاب عمرو من المقهى الذي يعمل فيه بالرابية إلى منطقة خالية بضاحية الرشيد، وجرى بينهم نقاش حاد ليقوم الجاني بنحر عمرو بسكين من الخلف داخل السيارة، خرج على إثرها عمرو مسرعًا، إلا أن القاتل لم ينفك منه، ليقوم باللحاق به وضربه بالسكين على قدميه من الخلف، ومع ذلك تمكن عمرو من السير قرابة الـ100 متر نحو أقرب صيدلية.
وعند دخوله تحدث مع الدكتورة المناوبة لمدة دقيقة قائلًا: “اتصلي بأخي محمد وقولي له إن القتلة هم فلان وفلان وفلان وأعادها ثلاث مرات وفارق الحياة بعدها”، لتقوم الدكتورة بالاتصال بالأجهزة الأمنية على الفور، وتبلغهم بالأسماء التي نطق بها عمرو قبل أن يفارق الحياة.
وأشار شقيق عمرو إلى أن والدته كانت تنتظر ابنها منذ عشر سنوات بفارغ الصبر للعودة إلى مصر، وكانت تترقب عودته لحضور حفل زفاف شقيقه، لترى ابنها البكر بثوب الكفن بعد مقتله نحرًا بالسكين.
دهس مصري “عمدًا” بالكويت
وأخيرًا، نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، مقطع فيديو لمواطن مصري في الكويت لقي مصرعه بعد دهسه بسيارة كويتي، وإصابة آخرين، خلال مشاجرة، في وقت متأخر من مساء أول أمس السبت، في مدينة حولي الكويتية، بين عدد من الكويتيين والمصريين.
وذكر مغردون على موقع “تويتر”، أن المواطن المصري لقي مصرعه على الفور في موقع الدهس، فيما نقل اثنان آخران إلى المستشفى.
لم تصدر الداخلية الكويتية أو السفارة المصرية بالكويت، أية بيانات حول الحادث حتى الآن، وسط سخط وغضب من الجالية المصرية بالكويت.
رواد مواقع التواصل انتقدوا أيضًا تجاهل الخارجية المصرية لتلك الواقعة، مؤكدين أنه من الطبيعي أن أي مواطن من أي دولة يجد رعاية قنصلية حقيقية ودولة تبحث وتتباحث في حقوق مواطنيها، أما المواطن المصري فأصبح لا حول له ولا قوة وأصبحت حقوقه ضائعة مبعثرة، رغم ثناء الحكومة وحثها الدائم لهؤلاء المغتربين على تحويلاتهم البنكية من العملات الأجنبية.