بقلم: محمد شريف كامل
لقد تزايد الحديث عن وحدة الثورة، او المعارضة كما يحب الحمائم تسميتها، وتزايد الحديث عن وحدة رافضي الانقلاب، واختير لها اسم جديد فضفاض الا وهو “الاصطفاف”، وكأن الاصطفاف هو الغلاف الاوسع ليحتوي كل من يشاء من صفوف الحق والباطل، وهذا هو اللغط الذي نعيشه منذ سقوط التجربة الوليدة في ايدي هولاكو مصر المسمى “السيسي”، الذي قسم شعب مصر على نغمة هولاكو الولايات المتحدة “بوش” اما معي او ضدي، وهكذا قسم الشعب المصري لأول مرة في تاريخه.
وكل من يتحدث عن الاصطفاف، وانا منهم، هو ساعي لتغير الواقع إلى الاحسن، ولكن ما هو ذلك الاحسن؟ في المجتمعات الديمقراطية التي يسعى العالم الغربي لاحتكارها ومنع تطبيقها في منطقتنا العربية، لأن تطبيقها قد يحررنا من التبعية ويحقق تقدمنا، في هذه المجتمعات الشعب يحسم الامر ويحدد هو ويختار الاحسن.
ذلك الاحسن قد لا يكون الأمثل وفقا لكتاب المثاليات الذي خطه الغرب، إلا انه الاحسن كما يراه غالبية من شارك في التقييم، المسمى بالانتخاب. وهو ما حرم منه شعبنا بانقلاب 3 يوليو 2013، ولذلك فالأحسن لن يحسم بصندوق الانتخاب حتى يسقط الانقلاب وتعود شرعية الديمقراطية كما كان عليه الامر في 30 يونيو 2013.
والعودة لـ 30 يونيو 2013 تعني العودة للشرعية وليس العودة للاستقطاب وسيطرة الدولة العميقة، وهذا يعني نجاح الثورة. التي نجاحها سيتحقق بالاصطفاف الحقيقي مع من يؤمن بها.
ولذا أقول انني امد يداي للاصطفاف مع كل المصرين سياسيين كانوا او غير سياسيين، إسلاميين كانوا او ليبراليين، سأصطف مع كل من يؤمن بأنني إنسان، يؤمن بحقي في الاختلاف، يؤمن بالمواطنة، يؤمن بالديمقراطية، ويؤمن بالمساواة.
سأصطف مع كل مصري يرفض الانقلاب، يرفض إٍرهاب حكم العسكر، يرفض الدولة العميقة، يرفض العنف ويرفض الاستسلام. سأصطف مع كل مصري ينشد الكرامة والحرية، وينشد العدل قبل أن ينشد الأمن والاستقرار. سأصطف مع كل مصري يرفض ان يهان هو او أي انسان، ليبراليا كان او اخوان، لا يقبل ان يسجن ويقهر بحجة محاربة الاٍرهاب، لا يقبل ان يحاكم امام محاكم التفتيش، ويعدم أخيه وجاره لأنه لم يقبل ان تكمم الأفواه.
سأصطف معك اخي وأختي في كل مكان ان كنت ممن يؤمنون بأدمية الانسان، لن انظر لفكرك او لقولك او للون عينيك ما دمت لا تكتم البيان، بل سأنظر لفعلك، هل دمت على المبادئ أم داهنت او هادنت من قتل الانسان في كل ميدان، رابعة كان او النهضة او الخليل، أو تيانمان او الشيشان.
سأصطف معك اينما كنت ما دمت تعمل للشرعية، لا تقبل ان يستبدل السفّاح بصبي له يدعي الطهارة، ويطهر نفسه من الدماء بالدماء، سأصطف مع كل مصري لا يرضى باستبدال السيسي بمبارك او شبيهه، لأنه نظام يجب ان يزول وليس فرد نسعى لاستبداله، فان آمنت بذلك فسأمد يداي لك لنسقط دولة الاٍرهاب ونصطف سويا اصطفاف مبادئ وليس اصطفاف مصالح، فأنا بداخلي ثورة ولست معارضا لسفاح.
فدورنا ليس الاصطفاف مع كل من يعارض السيسي فهم كثيرون، ولكن دورنا ان ننير طريقهم ونريهم ان الطريق الوحيد هو طريق الثورة، وحينها تتوحد الجهود ويتحقق الاصطفاف على المبدأ والهدف فيتحقق النصر.
وسننتصر لكم جميعا قصر أو طال الأمد، فما ضاع حق ورائه مطالب.