أكد رضا بودراع الحسيني، المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الجزائري، أن ملك المغرب يراقب جيدا ما يجري في الجزائر، وأنه قد يكون على علم بملف صحة الرئيس بوتفليقة، لذا فهو يرى أن الجزائر في أضعف حالاتها، وأن هذا هو الوقت المناسب للتصعيد ورفع السقف في ما يتعلق بالصحراء الغربية.
وأشار “بودراع” في تصريحات لـ”رصد”، إلى أن حقيقة هذا الأمر تمثل خطرا استراتيجيا من جهتين، أولا كمؤشر كون ملك المغرب يعلم أن الجزائر ستدخل مرحلة عدم استقرار قريبة، وهذه فرصته لتثبيت مغربية الصحراء الغربية، وثانيا لأن ملك المغرب بموقفه هذا وفي هذا التوقيت أعطى رسالة غير مطمئنة أبدا للشعب الجزائري في حالة إذا ما كانت هناك نية دولية لتقسيم الجزائر.
وقال “بودراع”: “الحقيقة أن الكلام يحمل بصمة واضحة لجيل الاستضعاف وشرخ الهوية، فالحدود وهمية لا وجود لها عند الدول ذات النفوذ الاستعمارية القديمة، لكنها اصبحت من مكونات هوية هذا الجيل مع الأسف، ولكم أن تتخيلوا حجم الكارثة إذا كان الوهم أهم ركائز الشخصية والهوية”.
واستكمل السياسي الجزائري تصريحاته قائلا: “يمكن القول أن “تندوف” في الحقيقة لأهلها وهي تحت مسؤولية السلطة التي تحكمها، أما موضوع اللاجئين فهي إداريا تحت مسؤولية السلطة الجزائرية وأخلاقيا مسؤولية الجميع، وإن قصرت السلطات فلا بد للمجتمع أن يقوم بدوره تجاههم”.
وحول قضية الصحراء الغربية، قال بودراع: “قضية الصحراء الغربية مبنية على ما سبق فصاحب النفوذ الفعلي سواء في الجزائر أو المغرب هي فرنسا ومن ورائها حليفتها أميركا، وملف الصحراء الغربية الورقة المثلى للحفاظ على التوتر المطلوب في المنطقة والذي من شأنه تثبيت الحدود بين الجزائر والمغرب على ما هي عليه“.
وأكد “بودراع” أن المستفيدين من هذا النزاع هم فرنسا وأمريكا وبريطانيا، والشبكة الاستخباراتية الصهيونية وهي منتشرة في البلدين، والأخطبوط الإيراني الطامح في صنع أوراق ضغط جديدة له في المنطقة.
يذكر أن أزمة المغرب والجزائر عادت من جديد، بسبب البوليساريو، وبدأ الأمر مؤخرًا حينما وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس انتقادات لاذعة للجزائر في خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين “للمسيرة الخضراء”.
واستنكر الملك محمد السادس ما قامت به الجزائر بعدما تركت سكان مخيمات تندوف للاجئين الصحراويين في “وضعية مأساوية ولا إنسانية”.
وقال الملك المغربي متسائلا: “لماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفا على أقصى تقدير، أي عدد سكان حي متوسط بالجزائر العاصمة؟”.
ورأى العاهل المغربي أن ذلك يعني أن جارته لم تستطع أو لا تريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة، حوالي ستة آلاف سكن يصون كرامتهم بمعدل 150 وحدة سكنية سنويا، بحسب ما قال.
وتابع: “لماذا تقبل الجزائر التي صرفت المليارات في حربها العسكرية والدبلوماسية ضد المغرب بترك ساكني تندوف في هذه الوضعية المأساوية واللا إنسانية؟”.
ودعا الملك المغربي الحكومة الجزائرية إلى التفكير في إقامة محور للنقل الجوي انطلاقا من الصحراء الغربية نحو إفريقيا.