تعرف الخيانة في مجتمعنا بأنها محاولة تعرف أحد الزوجين، على أشخاص غريبة وإقامة علاقات خارج إطار الزوجية، ومع التقدم وانتشار الإنترنت ومنه مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر نوع جديد من الخيانة يطلق عليه “الخيانة الإلكترونية”.
انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي، وسيطرت على العقول بطريقة تشبه الإدمان، فيظل الشخص متصلاً على مواقع التواصل الاجتماعي لعدة ساعات يوميًا يقضيها بين التصفح والتعارف، ومع زيادة الانتشار ظهر نوع جديد من مواقع التواصل الاجتماعي والذي يدعو للعلاقات العابرة بين الجنسين.
وأفادت إحصائية بأن الرجال أكثر إقبالاً على الخيانة الإلكترونية من النساء؛ مما أثار التساؤل حول السبب الكامن وراء قيام الأزواج في البحث عن علاقات عابرة من خلال شبكات الإنترنت؟
ما هي الخيانة الإلكترونية
ولتعريف النوع الجديد من الخيانة، يمكن التعبير أنها عملية التواصل مع شريك آخر إلكترونيًا عن طريق الرسائل والمحادثات الصوتية أو مكالمات الفيديو، أو إرسال الصور، من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
أسباب انتشار الخيانة الإلكترونية
أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عالمًا واسعًا من الأشخاص، وسهولة التواصل بينهم بحرية تامة، وقد تكون خصوصية أيضًا، ما جعل الخيانة أسهل؛ إذ يشعر الشخص أن لا أحد يطلع عليه، فهي إلكترونية وليست مرئية، وليس هناك قلقمن إيجاد الوقت والمكان المناسب للخيانة، وما أتاحها بسهولة وأكثر من ظهورها هو إمكانية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من الهواتف الذكية.
قد لا تكون هذه الخيانات الإلكترونية في بدايتها بالأمر الكبير، إلا أنها مع مرور الوقت تصبح مثلها مثل الخيانة الطبيعية تمامًا، فقد تتكون مشاعر حب ما بين الطرفين؛ مما يتسبب في هجر الشريك عاطفيًا وإحداث فجوة عميقة فيما بينهما.
ويشير بعض علماء النفس إلى أن الخيانات الإلكترونية من شأنها أن تكون الخطوة الأولى في طريق الخيانة المتعارفة، مسببة بذلك الأذى النفسي للشريك وحتى الطلاق في العديد من الأحيان.
مؤشرات وجود الخيانة الإلكترونية
يصعب كشف ذلك النوع من الخيانة، إذ إنه يمكن أن يتم في سرية تامة، محيمًّا بكلمة مرور حسابه الإلكتروني، ولكن يقول علماء النفس إن هناك مؤشرات تدل على احتمالية وجود الخيانة الإلكترونية، وهي:
إذا كان الشريك كتومًا جدًّا فيما يخص الرسائل الإلكترونية والحرص على إخفاء محادثاته الإلكترونية في وجود شريكه.
يحرص الشريك على تغيير كلمة مرور هاتفه وكذلك الحاسوب الخاص به باستمرار.
يقوم الشريك بقفل جهاز الحاسوب عدما يكون الشريك الآخر بجانبه، أو إبعاد هاتفه في حالة فتح أحد المواقع التواصل الاجتماعي.
قضاء وقت طويل من وقت الفراغ على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الحاسوب أو هاتفه الذكي، بدلاً من قضائه مع الزوج أو الزوجة.
قد يصبح الشريك لطيفًا فجأة واحدة بعد شعوره بالذنب، وعصبيًا تارة أخرى ليبرر خيانته.
أن يكون للشريك بريد إلكتروني سري أو صفحة سرية له على مواقع التواصل الاجتماعي.
التصرف حال ثبوت المشكلة
إعادة الثقة بين الزوجين تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، ففي حال ثبوت الخيانة الإلكترونية، قد يصل الأمر للانفصال، وهدم ما بينهما، ولكن قد تساعد هذه النصائح في التعامل مع المشكلة بطريقة سليمة قبل اللجوء لخيار الطلاق، وهي:
الإفصاح عن مشاعر الحزن والغضب مع الشريك بكل شفافية.
الإجابة عن جميع الأسئلة ومناقشة المشكلة بشكل ودي.
التخلي عن مشاعر الكراهية والتفكير السلبي تجاه الطرف الآخر، والبدء في تذكر أشياء أخرى جميلة مشتركة بينهما وكيفية استرجاعها.
استشارة أخصائي الزواج أو طبيب نفسي في الأمر.
وعندما تفشل جميع الطرق في تخطي الخيانة يكون الانفصال هو الطريق الأخير.