تنوعت أحجام الهاتف المحمول وأشكاله بمرور السنين، وتميز كل منتج بمميزات جديدة تختلف عن غيرها، والآن بعد مرور 40 عامًا، يحتفل العالم بالهاتف المحمول في ثوبه الجديد متماشيًا مع تطورات التكنولوجيا الحديثة.
قام مارتين كوبر، نائب رئيس شركة موتورولا، بعرض أول هاتف متنقل تجاري سنة 1973، لكن هذا الهاتف، المعروف باسم DynaTAC، طُرح للبيع في الأسواق فعلًا بعد عشر سنوات من عرضه، وبوزن يقل عن كيلو جرام واحد، وبسعر نحو أربعة آلاف دولار، بحسب موقع “دويتشه فيله”.
قبل 70 عامًا، كان الهاتف يعرف بـ”تليفون النخبة”؛ حيث إن من أراد التحدث بهاتف متنقل حمل جهازًا يتعدى وزنه اثني عشر كيلو جرامًا وذا تغطية متواضعة. أما الاتصال في حد ذاته، فكانت تقوم به “الآنسة في البدالة”، وينقطع بمجرد مغادرة منطقة تغطية الإشارة اللاسلكية، وبسبب التكاليف المرتفعة لهذه الطريقة، بقي الاتصال المتنقل حكرًا على الساسة ومدراء الشركات.
تم طرح أول هاتف محمول بحجم الجيب في الأسواق سنة 1989، وهو هاتف MicroTAC من إنتاج شركة موتورولا، وكان أول جهاز هاتف بغطاء يمكن فتحه وإغلاقه، وبهذا الهاتف بدأت الشركات تتوجه لإنتاج هواتف محمولة أصغر وأدق.
وفي صيف 1992، بدأ عصر الاتصالات المتنقلة الرقمية؛ إذ أصبح بالإمكان إجراء مكالمات هاتفية دولية بالهواتف المحمولة، في الوقت نفسه الذي استمرت فيه عملية تطوير هذه الهواتف.
ويعتبر جهاز Motorola International 3200، المعروف في ألمانيا باسم “العظمة”، الذي كان بالنسبة لذلك الوقت صغيرًا جدًا. كما يعتبر هذا الهاتف أول هاتف محمول بقدرة نقل بيانات تصل إلى 220 كيلوبت في الثانية.
وتم إدخال خدمة الرسائل القصيرة (SMS) سنة 1994.
وفي البداية، كانت هذه الخدمة مخصصة لإرسال رسائل حول قوة الإشارة اللاسلكية أو أي خلل في الشبكة للزبائن، لكن هذه الرسائل، التي لا تتعدى الواحدة منها 160 رمزًا، تحولت إلى أكثر الخدمات استعمالًا بعد الاتصال الهاتفي نفسه.
مع بداية سنة 1997، بدأ الطلب على الهواتف المحمولة يزداد بسرعة، لا سيما الهواتف ذات الغطاء الذي يمكن فتحه وإغلاقه وتلك ذات الغطاء الذي يمكن سحبه.
وأسهمت الأسعار الرخيصة نسبيًا لهذه الأجهزة، بالإضافة إلى إدخال خدمة البطاقات مسبقة الدفع، في تحويل الهواتف المحمولة إلى منتج شعبي.
كان هاتف Nokia 7110 الذي أنتج سنة 1999 أول هاتف محمول ببروتوكول التطبيقات اللاسلكية (WAP)، والذي يحتوي تطبيقات لاستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول.
ورغم أن هذا التطبيق لا يعدو كونه تقليصًا للإنترنت في شكل نصي، إلا أنها كانت خطوة ثورية للهواتف المحمولة.
وتبع هذا الهاتف هواتف مشابهة جمعت بين الهاتف والفاكس وجهاز النداء الآلي.
ومضت خطوات تطوير الهواتف المحمولة بسرعة كبيرة، وبات من الطبيعي أن يضم الهاتف المحمول شاشة ملونة ويحوي مشغلًا لملفات الموسيقى (MP3) وراديو ومسجلًا لمقاطع الفيديو. وبفضل تقنيتي WAP وGPRS، أصبح بإمكان المستخدمين تصفح الإنترنت بشكل مضغوط على أجهزتهم.
أحد أكثر الهواتف المحبوبة كان موديل RAZR من إنتاج موتورولا، والذي يحوي كاميرا وتم طرحه في السوق سنة 2004، وفي البداية، كان يُسوّق الجهاز على أنه هاتف “موضة”، وبيع منه 50 مليون هاتف حتى منتصف سنة 2006، لكن التقنية التي يحتويها هذا الهاتف لم تكن ثورية، إلا أن منظره كان مثيرًا للإعجاب.
ومن خلال هاتف RAZR، حصلت الهواتف المحمولة على وجه جديد. سنة 2007 أحدث هاتف “آيفون” الذي أنتجته شركة “آبل”، بشاشته التي تعمل باللمس، ثورة جديدة في سوق الهواتف المحمولة، وعلى الرغم من أنه لم يكن أول هاتف ذكي، إلا أنه كان أول هاتف يحوي واجهة عرض سهلة الاستخدام، ولاحقًا تم تكييف هذا الهاتف مع تقنية الجيل الثالث من موجات الاتصال اللاسلكي، التي كانت متاحة منذ سنة 2001.
تقنية الجيل الرابع للاتصال اللاسلكي، والمسماة LTE، ستجعل الهواتف المحمولة والذكية أكثر فعالية، وستمكّن المستخدم من التحكم في البيت والسيارة والمكتب وربطهما عبر الهاتف الذكي.
وحتى تطوير الهواتف الذكية لم ينته بعد، فما زالت هناك تقنية الدفع باستخدام الهاتف المحمول، إضافة إلى التحكم به عن طريق حركة العين، وهي تقنيات ما زالت محل بحث وتطوير.