كشف سامحي مصطفى، عضو مجلس إدارة شبكة “رصد”، في رسالة له من داخل محبسه، بعضًا من المعاناة والعذاب التي يعيشها المعتقلون السياسيون داخل المعتقلات؛ حيث أشار إلى أن لفظ “العنبوكة” يطلق على الزنزانة، والتي قد يجد فيها المعتقل ما لم يكن يتوقعه أو يتخيله بأي شكل من الأشكال، مبينًا أن هذه المعاناة تشبه ما تم تصويره في فيلم “احنا بتوع الاتوبيس”.
ويبدأ “سامحي” حكاية المعاناة بقوله: “تبدأ”رحلة المعتقل تبدأ من عربة الترحيلات التي يكون فيها الوضع مأساويًا وعند كل مطب عثرة أثناء سيرها يتذكر الجميع ما حدث لشهداء الترحيلات”، موضحا أنه بعد كل هذا العناء وعند وصولهم للمعتقل، يجد المعتقلون صفين من العساكر ينتظرونهم في أيديهم العصي والشوم، وقد تجردوا من مشاعر الرحمة والإنسانية، ليبدأ بالضرب بكل قسوة على المعتقلين الذين يسير كل واحد منهم مقيدًا بزميله المعتقل الآخر ويحمل أمتعته وملابسه، ويسير مسرعًا حتى يحصل على أقل الضربات، قائلاً: “تلك المشاهد لم نكن نشاهدها إلا في فيلم “البريء” و”احنا بتوع الأتوبيس” ولم نكن نتوقع أن يحدث ذلك في الحقيقة”.
ويستطرد في رسالته قائلاً: “بعد الضرب والشتائم يطلب من المعتقل أن يتجرد من ملابسه ويتم مصادرتها ويتم حرقها أمام عينيه وتفتيشه، ثم يلقي في العنكوبة، وهي عبارة عن زنزانة مساحتها 3.6*6 أمتار، تضم 45 شخصًا ودائمًا ما تكون في زيادة مستمرة بدون تهوية أو إضاءة أو دورة مياه، ومن يريد التبول فليذهب وراء باب الزنزانة، أما غير ذلك فعليه أن ينتظر لليوم الثاني لأنه لن يتمكن من قضاء حاجته إلا أمام مخبر أو عسكري”.
وأشار “سامحي” إلى أن السياسيين لا يأكلون إلا القليل من الماء والعسل، مشيرًا إلى أن ما يقرب من 40 شخصًا قد يدخنون في وقت واحد، وقد يتم تهريب بعض لفافات الحشيش مما يجعل تمضية الليل أكثر صعوبة.
وأردف أن الزنزانة لا يتم فتحها إلا ثلاث مرات، مرة عند دخولك اليها، ومرة أخرى الساعة السابعة والنصف، عند قضاء الحاجة الجماعية، ومرة ثالثة عند انهاء فترة الحبس الانفرادي، والتي قد تستمر 11 يومًا.
وأنهى “سامحي” رسالته بأن من في السجن محروم من الحرية ومن حضن الأم، ومن الزوجة والابناء، كما أنه محروم من أن ينام بمكان جيد، أو أن يدخل دورة المياه براحته، وبدون الانتظار في طابور، إلا أنه أكد أن سيأتي يوم سيفرح فيه كل هؤلاء المعتقلين، قائلا: “وقريبا ستحلو الحياة”.