اختلف خبراء وسياسيون حول الموقف المصري من السعودية، بعد اشتعال الأزمة الأخيرة بين المملكة وإيران؛ حيث أكد البعض أن السعودية تورط مصر في صراعها مع إيران في ظل اعتماد مصر المالي على السعودية، فيما أكد آخرون أن مصر لن تورط نفسها في هذا الصراع، واتفق الجميع على أن مصر هي الخاسرة في الحالتين.
على السيسي أن ينحاز لإحدى الدولتين
وقال أحمد رامي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إنه يتوقع أن يضطر السيسي لاختيار إحدى الدولتين والأقرب السعودية، ومن ثم الأخرى ستصبح عدوًا واضحًا، مضيفًا -في تصريح خاص لـ”رصد”- “هذا خسارة للسيسي؛ فلم يعد الظرف يسمح له بإمساك العصا من المنتصف أو خداع طرف على حساب آخر”.
وأكد “رامي”، أن كلا الخيارين سيخسر منه السيسي وستربح الثورة، فحينما ينحاز بالكلية مع أحدهما سيحسم الطرف الآخر.
الموقف المصري تابع للسعودية
وأكد محمد سيف الدولة، أن الموقف المصري هو تابع للسعودية في جميع مواقفها؛ لأن السعودية هي الممول الرئيسي لمصر، متوقعًا أن تطورت مصر في الصراع الدائر في المنطقة.
وأضاف “سيف الدولة” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن مصر الخاسر الأكبر إذا تطورت الأحدث أكثر من ذلك، متوقعًا أن لا يصل الأمر إلى حرب مباشرة في هذه المرحلة.
وأشار “سيف الدولة” إلى أن التصعيد السعودي المتسارع والمفاجئ ليس وليد اللحظة، حتى إذا أظهرت السعودية ذلك، وليس علينا سوى الانتظار لنرى باقي السيناريو.
السعودية تجر المنطقة للحرب
وانتقد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الموقف السعودي، مؤكدًا أن السعودية لم تمارس سياسة تتسم بالاعتدال فيما يتعلق بالتعامل مع الملف الإيراني.
وأشار “نافعة” -في تصريح خاص لـ”رصد”- إلى أن السعودية هي من تشعل الصراع في هذه المرحلة الحرجة، مشيرًا إلى أن الإقدام على إعدام عدد كبير من من القيادات الشيعية داخل المملكة قرار لا يتسم بالحكمة السياسية.
واستبعد “نافعة” أن تتورط مصر في هذا الصراع، قائلًا: “طالبنا مرارًا بأن يحدث حوار فعال عربي إيراني ولا سيما أن طهران تشكل كتلة إسلامية كبيرة بالمنطقة، وتلعب دورًا رئيسيًا في الإقليم؛ لكي نتجنب تداعيات الصراع الطائفي الذي من الممكن أن يفتك بالمنطقة، والذي من الممكن أن ينتهي بالتقسيم”.
السعودية بحاجة لمصر
واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، موقف مصر من أزمة السعودية وإيران، هو الأهم على مستوى الدول العربية؛ حيث أكد “الزعاترة” -في تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر”- على أهمية أن تتخذ مصر موقفًا مؤيدًا للسعودية ضد إيران.
وقال “الزعاترة”: “الموقف الأهم عربيًا، شئنا أم أبينا هو موقف مصر. وقوفها إلى جانب السعودية في هذه المعركة سيغير الكثير. المشكلة أن المؤشرات على ذلك لا تتوفر”.
وأضاف “شرذمة العرب تغري إيران باستمرار العدوان. لو حسم النظام المصري موقفه، ستدرك إيران أنه لا مناص من التراجع، لكن موقفه يغريها، بخاصة من سوريا”.
وتابع: “شخصيًا أتمنى أن يأخذ النظام المصري موقفًا حاسمًا من عدوان إيران. هذا سيقصّر أمد هذا الحريق الذي يصيب الجميع، بما في ذلك إيران وشعبها”.
