قالت صوفيا كاسيكي، السيدة التي تركت أوروبا للانضمام إلى تنظيم الدولة حاملةً معها ابنها ذا الأربعة أعوام، إن الأمر استغرقها عشرة أيام فقط لتدرك أنها قامت بأسوأ خطأ في حياتها.
بعد دعوة ثلاثة رجال من أصدقائها للقدوم إلى سوريا، قامت الشرطة الفرنسية بإطلاق سراح صوفيا ذات الـ34 التي تحوّلت للإسلام منذ فترة، بعد أن قضت شهرين في السجن بعد عودتها إلى الغرب.
كتبت صوفيا كتابًا مُستخدمةً اسمًا مُستعارًا عن كيف تم إغراؤها للانضمام لداعش حتى خبرت ظروف المعيشة الدنيئة هناك وتخطيطها لخطة هرب في منتصف الليل بمساعدة محاربي المعارضة السورية.
بالحديث مع المُراقب، فضحت صوفيا البروباجندا التي تستخدمها داعش لجذب المقاتلين الأجانب، موضحةً أنها وجدت أن النساء الغربيات هناك ما هن إلا أوعية لحمل الأولاد.
لقد أصيبت السيدة بالذعر؛ عندما عُرض عليها فيديو لشاب بريطاني صغير استخدمته داعش في أحد فيديوهاتها، مُعقبةً أنه كان بالإمكان يكون ابنها مكانه، وأنها اكتشفت أنها وجدت ابنها مُصوّرًا مع بندقية عندما لم تكن معه.
بعد ذهابها إلى إسطنبول، تم إحضار سيدة صوفيا إلى الرّقة عندما أُمرت بإعطائهم جواز سفرها وعدم الخروج وحيدة.
لقد أُجبرت على العمل في مستشفى خاص بالولادة في ظروف مروّعة مع فريق عمل من الواضح أنهم لا يملكون أدنى اهتمام بمعاناة أهليهم.
دفعت الرسائل البائسة التي كان يرسلها إليها زوجها الذي تركته خلفها إلى أن تتخذ قرار العودة، في البداية كانوا يوجدون أعذارًا حتى بدأت التهديدات بأنها سيدة مع طفل ولا يمكنهما الذهاب إلى أي مكان، وأنهم إذا حاولوا الهرب فسيتم أسرهما أو قتلهما.
وصفت صوفيا في كتابها (ليلة مع داعش) رحلتها إلى داعش وهروبها على دراجة بخارية مع ابنها مرتديةً النقاب، قائلةً إنها دائمًا ما تشعر بالسوء لأنها عرضت ابنها لهذا الكابوس، وأنها تشعر بالعجز والذنب لما فعلت. وتقول إن عليها الآن أن تمنع الآخرين من السقوط إلى هذا الكابوس.