رغم أن معظم قياداتها في السجون وإعلان عدائها مع النظام الحالي فإن القوى الشبابية الثورية الليبرالية أعلنت عدم مشاركتها في مظاهرات اليوم، مكتفية ببيانات الشجب ومهاجمة النظام والحكم العسكري دون المشاركة في تظاهرات ضده.
ورغم وجود دعوات للتظاهر، اليوم الإثنين، في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل شباب هذه القوى فإن جميعها دعوات مجهولة المصدر.
وتباينت مواقف القوى السياسية من هذه الدعوات؛ حيث لم تعلن أي قوى شبابية نيتها المشاركة، فيما رفض البعض الآخر؛ لتبقى جماعة “الإخوان المسلمين” وتحالف دعم الشرعية، وطلاب ضد الانقلاب هي القوى السياسية الوحيدة التي أعلنت بشكل واضح نيتها المشاركة في إحياء ذكرى يناير.
6 أبريل لن تشارك
أعلنت حركة شباب 6 أبريل “الجبهة الديمقراطية” عن عدم دعوتها للنزول والحشد في الذكرى الخامسة لثورة الـ25 من يناير؛ وذلك لعدد من الأسباب التي قالتها في بيانها الأخير لإحياء ذكرى يناير، قائلة: “لم نكن نتمنى أن تحل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير ووضع مصر هكذا، فالديكتاتورية تترسخ يومًا بعد يوم، والثورة اخُتطفت كل مكاسبها وتكالب عليها كل الانتهازيين والفسدة”.
وأضافت الحركة، في بيان لها: “تم قتل شبابها واعتقال من بقي منهم حيًّا ولا صوت يعلو فوق صوت الظلم، كل الأصوات المناهضة لأي فساد أو ظلم يتم إخراسها، كل من يُحتمل انتماؤه إلى ثورة يناير يتم القبض عليه، كانت حجة السلطة أن المظاهرات تُعطل مسيرة النمو، ورغم أن الشارع خلا من أي مظاهر احتجاج منذ فترة بسبب الإجراءات القمعية التي تمارسها السلطة، فإن ذلك لم يُحدث أي فارق في النمو، والأوضاع من سيئ لأسوأ، والدولة تدار بكارثية، والفشل طال كل شيء، الاقتصاد، الصحة، التعليم، جودة الحياة، منظومة العدالة، المجال الأمني، وحتى المجال العسكري”.
وتابعت الحركة بيانها قائلة: “السجون ممتلئة بالمعتقلين، والفساد ينخر في جسد الدولة بأكملها، وكل الحريات مقموعة بالأمر المباشر، ورغم ذلك كله أصبح من الممنوعات أن تقول إن هذا الوضع خطأ وأن مصر وشعبها يستحقون ما هو أفضل”.
وأشارت إلى أنه “عندما قام الشعب بثورة ضد نظام مبارك قام بها لمثل هذه الأسباب وأقل، ولكن لن يكون من النُبل منا كحركة مقاومة سلمية أن ندعو الشباب إلى النزول للشوارع وهناك 60 ألف جندي بالآليات والسلاح يطوفون الشوارع ومعهم الضوء الأخضر من السلطة بقتل كل يرفض كل هذا الظلم”.
وأعلنت الحركة أنها لا تدعو “للاحتشاد في مكان معين؛ فالثورة ليست مرتبطة بزمان أو بمكان، ولكن لن نلوم من يقرر عكس ذلك، فالوضع الحالي يحتّم علينا زرع كل البلاد مقاومة لهذا الظلم، ولكننا نعلم بأن الدماء غالية، والخصم ليس شريفا نؤكد بأن لنا في التحرير عودة، ولكنها فقط مسألة وقت حتى تتضح الصورة بشكل أكبر للشعب، الذي شيئا فشيئا لم تعد تجدي معه كل الأكاذيب الإعلامية، لنا عودة سنكون فيها كما كنا في يناير 2011، وإلى هذا الوقت سنبقى على عهد الثورة دائما، نقاوم الظلم والفساد والديكتاتورية، ورحم الله أرواح الشهداء الطاهرة والحرية لمن بين قضبان الظلم في النهاية نقول إن هذا الشعب هو من صنع ثورة يناير وهو من سيصنع مثلها ويرونه بعيدا ونراه قريبا.
موقف غير معلن للاشتراكيين الثوريين
وتبنت حركة “الاشتراكيين الثوريين” موقفًا غير معلن حتى الآن”؛ حيث قال عضوها محمود عزت: إنه “لن يستطيع الحديث عن أية توجهات أو مواقف حاليًّا.. وستعلن الحركة موقفها للرأي العام، قبل 25 يناير”، وهو ما لم يحدث بعد.
مرحلة ضعف الثورة
وقال خالد عبد الحميد، الناشط اليساري والعضو في ائتلاف شباب الثورة “المنحل”: إن “الثورة تمر بمراحل قوة وضعف.. وهي حاليا في مرحلة ضعف تستدعي فهما لما حدث وتفكيرا في المستقبل”.
وأشار “عبد الحميد” إلى أن الأوضاع والتوترات الإقليمية المحيطة بمصر “يجب أن تكون محل حسبان لكل من يفكر في إحداث موجة ثورية جديدة.. فالأمر لم يعد قاصرا على فكرة الحشد الجماهيري، ولكنه أبعد كثيرا من ذلك”.
ومع ذلك؛ أعلن “عبد الحميد” أنه يقدر كثيرا الداعين للنزول في يناير، والمشاركين فيه، ويقدر أيضا الثمن الذي قد يدفعونه مقابل هذا القرار.
موقف واضح للإخوان
على العكس من ضبابية الحديث عن المشاركة في الذكرى الخامسة للثورة، جاء موقف محمد منتصر المتحدث الإعلامي باسم الاخوان، الموقوف بقرار من القائم بالأعمال، والذي أعلنه في بيان رسمي يوم 17 يناير الجاري، مؤكدًا المشاركة في إحياء الذكرى الخامسة للثورة.
وجاء في البيان: “هلّ يناير من جديد، يناير الثورة والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، جاء يناير والثورة لا تزال في الميدان، ولن ينقضي يناير بإذن الله إلاّ وقد اكتسبت الثورة أرضا جديدة”.
ورغم تأكيد منتصر أن يناير الحالي قد لا يمثل “ذروة الصراع والنضال”؛ إلا أنه اعتبره “جولة مهمة يجب أن نصطف فيها لندق مسمارا جديدا في نعش هؤلاء القتلة والفسدة الذين دمروا بلدنا الحبيبة الذين هم في حقيقتهم أعداء حقيقيون للمصريين جميعا، كما أننا نوقن أنه لا نجاح لعملية القضاء على تلك العصابة إلا باتحادنا جميعا على اختلافاتنا، وإيجاد الطليعة الثورية المؤمنة بالحرية وأهداف يناير النقية”.
ومن جانبه قال الدكتور طلعت فهمي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، المعين من قبل القائم بأعمال مرشد الإخوان محمود عزت، إن الثورة مستمرة حتى تحقق كامل أهدافها من العيش والحرية والكرامة الإنسانية والقصاص العادل الناجز، لا ترهبنا أحكام الظالمين وإن أحكام الإعدام وإن كثرت لم تكن يوما طلبا لتقصير آجال معلومة ولا لإنقاص أرزاق مقسومة.
وأضاف في بيان له: “عهدنا معكم الذي قطعناه على أنفسنا أن نعيش أحرار كرماء، أو نلقي الله أعزة شهداء لا نفرط في حقوق أمتنا وثورة شعبنا، أو آلام جرحانا ومعاناة أسرانا، أو تضحيات شهدائنا وذويهم الأبرار”.
وتابع :”نردد وصية رئيسنا المختطف الأستاذ الدكتور محمد مرسي: اوعوا الثورة تتسرق منكم بأي حجة والحجج كثير والسحرة كثير والتحدي كبير”.
وأصدر د. محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، بيانا وجه فيه رسائل عدة إلى الثوار، مطالبا إياهم بالصبر؛ لأن النصر مع الصبر، مطالبا المترددين في النزول بالتوقف عن التردد؛ لأنه من “كيد الشيطان”، موجها رسالته إلى من دعموا الانقلاب من الثوار بأن المجال أمامهم لا زال مفتوحا للعودة لها مرة أخرى.
وقال “عزت” في رسالة أخيرة إلى عموم الناس: إن الثوار لم يخرجوا ليسفكوا أو يقتلوا بل خرجوا ليحشدوا الناس حول ثورتهم، وليوم تحقن فيه الدماء وتصان في الأعراض ويأمن كل الناس.
“شباب ضد الانقلاب” تدعو الحركات الثورية للمشاركة
وأصدرت حركة “شباب ضد الانقلاب” بيانا في ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، دعت خلالها صفوف الشعب المصري وجميع الحركات الثورية إلى إعلاء مصلحة الوطن والمشاركة في ثورة يناير.
وحددت الحركة أهداف ثورة يناير منذ انطلاقها حتى الآن، وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والقصاص للشهداء ممن قتلهم وتحرير المعتقلين.
وجددت الحركة دعوتها إلى شباب حزب الاستقلال وحركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وأولتراس أهلاوي وأولتراس الوايت نايتس وأولتراس نهضاوي ومصر سياسي وربعاوي وحركة أحرار وشباب 25 يناير وطلاب مصر وشباب الإخوان.
مصر ثكنة عسكرية
وتحولت مصر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، الإثنين، إلى ثكنة عسكرية مدججة بأكثر من 400 ألف جندي، من جنود وضباط الجيش والشرطة، بهدف معلن هو الحفاظ على المنشآت والأمن العام، وغرض خفي هو التصدي للمظاهرات المرتقبة، احتجاجا على الانقلاب العسكري، وحكم عبدالفتاح السيسي.
وذكرت تقارير إعلامية مصرية أن هذا الحشد الأمني العسكري الضخم يأتي “لتأمين المرافق الحيوية والمنشآت المهمة والطرق والمحاور المرورية الرئيسية، لدى الاحتفال بالذكرى، متناسية أن يوم الإثنين إجازة رسمية، وأن حركة المرور تكون خفيفة فيه”.
وتعرضت الإجراءات الأمنية على طول مجرى قناة السويس للتشديد، وبدأ أفراد الجيش والشرطة في نشر نقاط ارتكاز (كمائن)، وحواجز تفتيش، وتسيير دوريات متحركة تجوب الشوارع والميادين الرئيسية، كما انتشرت عناصر الشرطة العسكرية على الطرق والمحاور المرورية، وشاركت مجموعات قتالية، من المنطقة الشمالية العسكرية وعناصر الشرطة المدنية في تأمين المرافق والمنشآت.
وعقد وزير الداخلية اجتماعا موسعا بكبار مساعديه للاطمئنان على تنفيذ خطة الشرطة في الذكرى، فيما نقلت وزارة الداخلية مقرها من وسط القاهرة بالقرب من ميدان التحرير، ومجلس الوزراء إلى مقر جديد بأكاديمية الشرطة، حوى مكتب الوزير، وبعضا من كبار مساعديه.
وأعلنت الداخلية ما قالت إنه خطة تأمين بالتنسيق مع القوات المسلحة، وأعلنت رفع درجات الاستعدادات الأمنية، وتمشيط مواقع المنشآت العامة على مدار الساعة بواسطة خبراء المفرقعات، وتكثيف الوجود الأمني بمحيط الميادين الرئيسية، ونشر تمركزات أمنية ثابتة ومتحركة للتأمين، وتشديد الإجراءات الأمنية بمحيط المواقع الشرطية والسجون كافة، كما بدأت عشرات الآليات العسكرية تجوب شوارع القاهرة، وأضحت الميادين العامة في عهدة الجيش.