أفادت مصادر محلية بأن الحكومة النمساوية تعتزم ترحيل 50 ألف لاجئ إلى أوطانهم خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وجاء في وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية النمساوية أنها اتخذت إجراءات لتسريع تسليم المجرمين وعمليات الترحيل.
وصرحت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا بكل لايتنر، اليوم الأحد -بحسب وكالات أنباء- بأن بلدها ماضية في تدابير الترحيل وبشكل متصاعد، مبينة أنه قد تم خلال العام الماضي ترحيل 8365 شخصًا.
وسيترتب على هذه الخطوة تسريع البت في طلبات اللجوء التي يتقدم بها مواطنون من هذه البلدان إلى أجل لا يتجاوز 10 أيام، كما سيتم تخصيص رحلات طيران إضافية بما فيها طائرات عسكرية من أجل ترحيل الأشخاص الذين ترفض طلبات لجوئهم، أو الذين يريدون العودة بشكل طوعي.
وفي 28 يناير 2016، دعا رئيس حزب الحرية اليميني المتشدد المعارض، هانز شتراخه، حكومة النمسا إلى غلق الحدود في وجه اللاجئين، في محاولة من الحزب لاستغلال الوضع المضطرب في أوروبا إزاء مشكلة اللاجئين، والتحول الواضح الذي طرأ على سياسة الحزب الاشتراكي الحاكم في النمسا تجاه اللاجئين مؤخرًا.
وفي المقابل أكد رئيس وزراء النمسا، المستشار فيرنر فايمن، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي على أهمية تشديد الرقابة على حدود النمسا، وقال “إن وجود حل أوروبي لمشكلة اللاجئين هو الحل المحبب بالنسبة لي”، موضحًا أن النمسا تجد نفسها مضطرة إلى تبني إجراءات طارئة تتمثل في رقابة حدودها بسبب غياب الحل الأوروبي، لكنه أكد أن “الجهات المعنية تعرف جيدًا من يدخل إلى الأراضي النمساوية”، ردًا على اتهامات رئيس الحزب المعارض.
وبذلك تصبح النمسا أول دول أوروبية تتخذ قرار يحدد سقف لعدد اللاجئين، وهو القرار الذي انتقدته رئيسة وزراء ألمانيا أنجيلا ميركل، بسبب آثاره المتوقعة على دول أوروبية أخرى، وهي التي ظهرت بالفعل بعض ملامحها مع إعلان مقدونيا غلق حدودها أمام اللاجئين وتفكير سلوفينيا في وضع حد أقصى لعدد اللاجئين وإعلان صربيا السماح فقط بمرور اللاجئين الذين يرغبون في التقدم بطلبات للحصول على حق اللجوء في النمسا وألمانيا، لا سيما مع ظهور تصريحات صدرت عن وزارة الداخلية توقعت الوصول إلى الحد الأقصى لعدد اللاجئين في العام الجاري مع حلول شهر مايو المقبل، بناءً على أعداد المهاجرين التي تصل يوميًا إلى النمسا بمعدل نحو 300 لاجئ.
وتلقت وزارة الداخلية النمساوية لنحو 6 آلاف طلب لجوء منذ مطلع شهر يناير الجاري، وهو الأمر الذي يعني غلق حدود النمسا في وجه اللاجئين قبل حلول الصيف المقبل، الذي تتحسن فيه الظروف الجوية ويشهد وصول آلاف اللاجئين السوريين يوميًا إلى حدود النمسا.