“فوة” إحدى مدن محافظة كفر الشيخ ويسكنها أكثر من 250 ألف نسمة وحتى وقت ليس ببعيد كانت المدينة الأولى في مصر لإنتاج وتصدير الكليم والسجاد اليدوي؛ نظرًا لأن كل شوارعها وحواريها مليئة بقاعات صناعة الكليم والسجاد، ولكن مؤخرا تراجعت أعداد القاعات والمصانع والعمال بسبب الكساد الذي أصاب تجارة الكليم؛ ما أدي إلى ضياع صناعة تراثية لن تعوض وهي توقف العمل في مصنع الطرابيش.
وأرجع العامل محمد السيد علي، في حوار لـ”رصد”، سبب انهيار صناعة الكليم والسجاد إلى توقف الهيئات والمؤسسات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الأوقاف عن التعاقد على شراء الكليم والسجاد والجبلان لفرش المصالح والفنادق والمساجد، وأصبحت لا تتعامل نهائيا مع المدينة ما سبب خيبة أمل وركودا للمنتج وبدأت العمالة تهرب إلى صناعات أخري وإبعاد أولادهم عن تعلم المهنة خشية عليهم من مصير مجهول.
وأشار إلى أن من بقي من العمال في صناعة الكليم يريدون الحفاظ على هذه المهنة التراثية والعمل على رفع شأن المهنة من جديد، وخاصة أن المهنة يمكن أن تزدهر من جديد بعد أن اتجه العالم الخارجي من جديد للعودة لمنتجات الصوف والقطن الطبيعي من الصناعة اليدوية، قائلا: “لا يبقى سوى أن تجد يد العون من الدولة والحكومة لمساندتهم على عودة التراث أوضح أنه سبق أن تم عرض المشكلة على محافظين سابقين ورؤساء وزراء ووعدوا كثيرا والوعود تذهب أدراج الرياح وحتى الجمعيات الأهلية بقوانينها الحالية والتي لا تهدف إلى ربح تمثل عائقا لترويج المنتج من خلالها”.
ويطالب الحاج محمد علي، من كبار صنايعية الكليم والسجاد اليدي، الدولة بأن تبحث عن سبل لتسويق المنتج محليا ودوليا، وتساءل العمال عن المنح الأجنبية والداخلية التي تأتي لإحياء المهنة التراثية ومنها الكليم والسجاد اليدوي، والتي لم يستفد منها العمال بمليم واحد من تلك المنح على مدار عشرات الأعوام الماضي.