هل يستطيعون تحويل المحنة إلى منحة والتهديد إلى فرصة؟
ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر.
في استدعاء من أحد ضباط جهاز أمن الدولة قال: “إحنا كجهاز معادٍ للإخوان نعمل على تحجيم الإخوان، ولكن أنا على يقين أن لديكم في الإخوان عوامل تساعد على هذا التحجيم والتعثر، وتعرقل تقدمكم”، قلت له: “لم أفهم المعنى الأخير”، قال: “دكتور إبراهيم أنا أذهب لدورات متقدمة في أميركا ومنها دورات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ورغم كل ذلك ابني الذي يدرس في المرحلة الإعدادية يتفوق علي في استخدامه لهذه التكنولوجيا”، قلت: “لم أفهم ما تقصد”، قال: “وأنا لا أستطيع الكلام أبعد من ذلك”.
ففهمت منها أنه يقصد أن الإخوان قد وضعوا لأنفسهم قوالب جامدة لا يفكرون في تطويرها، رغم أن الزمن يتطور بآلياته وأدواته، وحتى لو فكروا في تطويرها بعد هذه المدة الطويلة من التعود عليها فلن يتقنوها بسهولة.
1- على قناة “الشرق” في برنامج “مع معتز”، حوار حول مقال الأخ الفاضل عمرو دراج، والذي قال إنه ثمرة مراجعات وأبحاث شاركت فيها عقول عبر ورش بحثية، خلاصتها:
– اختصاص مجموعة أو مجموعات للاستقلال بالعمل الحزبي من أصحاب الكفاءات في هذا المجال، ووضع البرامج الإصلاحية للوطن، والتنافس الشريف مع باقي الأحزاب مع التمسك بالمرجعية الإسلامية.
– ويظل جسم الجماعة العريض المنتشر يعمل في خدمة المجتمع كله في المجالين الدعوي والاجتماعي بغير تحيز لحزب بعينه.
– وأتمنى أن يسارع بعرض برنامج تطبيقي عملي بالخطوات التي تحقق هذا الفكر على أرض الواقع بسلاسة ورضا وتعاون بين الجميع.
– وليكن حزب “الحرية والعدالة” هو يمين الأحزاب المحافظة، وليكن حزب “الوسط” هو وسطها، وليكن حزب “المستقبل” (الأستاذ مجدي حسين) أو حزب “مصر القوية” هو يسار الأحزاب المحافظة.
2- وقبل أيام شاهدت مقابلة في برنامج “مع معتز”، أيضًا، مع الأخ الكريم طلعت فهمي، فكان إذا انبرى للاستشهاد بالسيرة النبوية أبدع وأبهر، وإذا واجهه المذيع المخضرم بسؤال سياسي أجاب بالعموميات التي يستطيع أي أحد تعدادها حتى أنا، وهي لا تفريط في حق الشهداء والمصابين والمعذبين والمسجونين ومن وقع عليهم أي ظلم، لا مصالحة مع من تلطخت أيديهم بدماء الشرفاء لا تفريط في الشرعية فهي ملك للشعب وليس لغيره.
– تمنيت لو أكون أ. طلعت فهمي البارع في علم السيرة وطريقة عرضها، وأ. وجدي غنيم الذي كان إذا ذهب إلى أي بقعة في أرض مصر زحف إلى محاضراته الآلاف من الرجال والنساء والشباب خاصة من الطبقات الشعبية، والتي تركها نهبًا لعكاشة، وأعطى جل وقته للسياسة، وأصبح حاد الطبع، حاد العبارات، ويضم إليهما غيرهما ممن يجيدون عرض سيرة النبي الكريم والتاريخ الإسلامي المغيب، من خلال رابطة مثل رابطة الإعجاز العلمي في القرآن، وأن يتركوا السياسة لأهلها.
3- وبين هذين اللقاءين، استمعت لحلقة رائعة مع زوبع حضرها عالمان جليلان وقامتان كبيرتان في الفقه والعلم الشرعي هما الأخوان الكريمان وصفي أبو زيد وجمال عبدالستار، أمتعاني بالحديث عن العالم الجليل محمد الغزالي.
– تمنيت لو انضم لهما الأخ العزيز محمد عبدالمقصود الذي يبهرني حفظه لأحاديث النبي المصطفى، بالإضافة للأخ الحبيب الباحث المتميز عصام تليمة، والشيخ سلامة عبدالقوي، وغيرهم من العلماء الذين لم أشرف بمعرفتهم في تكوين مجموعة للعلم تنشر العلم الشرعي، وتخرج جيل من العلماء الربانيين حتى لا يرفع العلم بقبض العلماء.
4- تذكرت الإخوة الفضلاء هيثم أبو خليل وهيثم غنيم، وأ. مفرح، وأ. خلف، وغيرهم، وتمنيت أن يقيموا رابطة لحقوق الإنسان يتبادلون المعلومات وينسقون المواقف.
* ما هي طبيعة هذه التجمعات ولوائحها؟ وكيف تحافظ على ترابطها؟ وكيف تعمل بغير اعتراف رسمي؟ وهل لها أن تسجل في دول أخرى تبعًا لقوانين تلك الدول؟ كما فعلت لجنة الإغاثة الإسلامية المسجلة بإحدى الدول الأوروبية، هذه الأمور متروكة لاجتهاد وابتكار أهل العزائم والعقول الكبيرة.
* الانفتاح على الثروة البشرية المصرية الهائلة من غير الإخوان، لقد جاء لمصر من العلماء والمفكرين والحكماء وأصحاب رءوس الأموال والمشاريع الإصلاحية والتنموية في عهد الرئيس محمد مرسي أكثر من عدد المقاتلين الذين ذهبوا للقتال مع تنظيم “الدولة” فاستفاد منهم تنظيم “الدولة”.
ولكنهم حين عرضوا إمكاناتهم وقدراتهم البناءة على حزب “الحرية والعدالة” وقتها والذي لم يكن بقدرته استيعاب هذه الطاقات أو القدرات فلم يستفد بهم، هؤلاء العظماء من المصريين لم يتبخروا بل تأخروا بعد الانقلاب ومنهم من عاد من حيث جاء، وأنا على يقين أنهم على أتم استعداد لأداء دورهم إذا ناداهم مناد وطني حقيقي يحب مصر ويريد التعاون مع شركاء لا أتباع ولا أجراء.
5- وليظل جسم الجماعة غير المتخصص حاضنة اجتماعية لتربية الأمة على الفهم والخلق والسلوك الإسلامي كما كان يصف الحاج عباس السيسي، رحمه الله، جسم الإخوان الكبير، فيقول: “نحن لسنا علماء دين، ولكننا عمال للدين كعمال الكهرباء، نوصل أسلاك النور لتضيء للناس طرقهم ومنازلهم، ويكفينا عدد قليل من المهندسين (العلماء) للإشراف على حسن أدائنا لعملنا”.
* مسؤولية التفكير والتنفيذ ليست مسؤولية القيادات وحدها بل مسؤوليتنا جميعًا، فالخطب كبير ونحن مشغولون بالاختلاف أو الشلل، وخصومنا يهدمون الوطن وينالون من كل مقدس حتى التطاول على نبينا الخاتم، وكم مرت بأمتنا وغيرها من الأمم الكثير من المحن ثم استطاعت مرة أخرى استعادة عافيتها وقوتها، وعادت لها سيادتها و مجدها.
أكرر مرة أخرى، هل يفعلها الإخوان؟ أم كتب عليهم أن يظلوا مكبلين؟ أم كتب عليهم أن يظلوا مفعولًا بهم؟ أم كتب عليهم أن يظلوا حبيسي الابتلاءات؟ أم كتب عليهم أن يظلوا مختلفين؟ أم كتب عليهم ألا يكونوا؟