اختلفت الصورة، اليوم الجمعة، تماما بين مشاهد المسيرات والمظاهرات في ميادين مصر وبين جلسة هادئة على هضبة الجلالة؛ ففي الوقت الذي انتفض الثوار ضد بيع الأرض المصرية -متمثلة في جزيرتي صنافير وتيران مقابل مساعدات سعودية للنظام في مصر- اصطحب السيسي مؤيديه من الشباب إلى “جبل الجلالة” على شاطئ البحر بين العين السخنة والزعفرانة، زاعما افتتاح مشروعات قومية.
وعندما كان الثوار ينتفضون حفاظا على تراب الوطن، ساخطين على بيع أراضٍ استشهد من أجل استعادتها مصريون، كان عبد الفتاح السيسي يوجه حديثه لمؤيديه ممن لم يعنهم التخلي عن الجزيرتين، بأنهم الأكثر نقاء وقدرة على بناء المستقبل.
وبينما كان الشباب يواجهون قمع الداخلية وتمطر عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، من إجل الدفاع عن أراضيهم، كان في العالم الموازي شباب يجلسون على كراسيّ من الجلد على شاطئ البحر، يستمعون لحديث عبد الفتاح السيسي عن مشروعات طالما تحدث عنها دون أن ترى النور أي منها.
وكانت عدة مسيرات ومظاهرات انطلقت اليوم الجمعة، تحت شعار “الأرض هي العرض”، منددة بإعادة ترسيم الحدود وضم جزيرتي “صنافير وتيران” لحدود المملكة السعودية، مطالبة برحيل عبد الفتاح السيسي.
جدير بالذكر أن القنوات والمواقع الإخبارية لم تنقل فعاليات “يوم الأرض” واكتفت بالحديث عن “رحلة” السيسي مع مؤيديه لجبل الجلالة.