قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، إن حركته ملتزمة بالإفراج عن جميع الأسرى القدامى والجدد عما قريب، وذلك بمناسبة إحياء يوم الأسير الفلسطيني في مثل هذا اليوم من كل عام لتسليط الضوء على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وسط دعوات متكررة بوضع قضيتهم على سلم الأولويات والعمل على تحريرهم بشتى الطرق.
وجدد “مشعل” -خلال كلمة له نقلت على إذاعة الأقصى في يوم الأسير الفلسطيني وذكرى استشهاد القيادي عبدالعزيز الرنتيسي، اليوم الأحد “17 إبريل”- التزام حركته بالإفراج عن جميع الأسرى القدامى والجدد، قائلًا: “نحن متفوقون على الاحتلال أخلاقيًا بدليل تعاملنا مع الأسير شاليط؛ لأننا شعب مستند إلى دين عظيم ورحمة وإنسانية وقيم وتراث نعتز به”.
.jpg)
ووجه رسالة للأسيرات والأمهات في سجون الدامون وهشارون، قائلًا: “نحن معهن وأعلم أن بعضهن ينتظرن أحكامًا عالية لكن حريتهن ستكون في متناول اليد رغمًا عن العدو”.
كما وجه رسالة للأسير محمود عيسى: “أهديت قبل أيام كتابك، فلله درك وبورك جهدك وأخصك بالاسم، فأنت بمكانتك وتحية إلى كل الأسرى، لكن التحية من خلال أخي أبو البراء لكم جميعًا”.
وحول الاتهامات التي توجه للحركة بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، قال: “كنا وما زلنا وسنبقى نحصر معركتنا مع الاحتلال بفلسطين، وليس لنا أي معارك جانبية، ولن نتدخل بشأن أي دولة في العالم”.
وأضاف “هناك بعض الدول تريد التجاوب مع حماس بشروطها، لكن قرارنا لا يخضع لأية شروط، ومبدأ الشروط نرفضه، ومن أراد أن يتعامل معنا يتعامل معنا كما نحن، وإذا نجحتم في فرض شروطكم على أحد فهذا ليس معنا”.
وجدد التأكيد على أن “قيادة الحركة تمد الخطى لتطوير العلاقات لكن ليس على حساب أحد فنحن شعب واحد، ونسعى لأن يكون قرارنا السياسي واحدًا، ونحن نخدم شعبنا من خلال جلب الدعم والموقف المساند وملاحقة إسرائيل”.
الأسرى.. ألم وأمل
ويعلق الأسرى وذووهم آمالهم على المقاومة في نيل حريتهم، وكانت “حماس” أرغمت الاحتلال على إطلاق سلاح 1075 أسيرًا وأسيرة قبل خمسة أعوام في إطار صفقة “وفاء الأحرار” مقابل الجندي شاليط.
وكانت “القسام” أعلنت عن أسر الجندي شاؤول أرون خلال معارك شرق الشجاعية مع جيش الاحتلال خلال عدوان صيف 2014، فيما ظهر الناطق باسم “القسام” أبو عبيدة قبل أيام في تسجيل قصير وخلفه صورة تجمع 4 جنود للاحتلال دون ذكر تفاصيل، مجددًا التأكيد على أنه لا معلومات مجانية.
وتطالب “حماس” الاحتلال بإطلاق سراح الأسرى المحررين في صفقة شاليط والذين أعيد اعتقالهم قبل أعوام قبل الحديث عن صفقات جديدة.
وعادت قضية الجنود المفقودين في غزة إلى واجهة الاعلام مؤخرًا عندما تحدث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تقدم في الملف بعيدًا عن الإعلام، لكن “حماس” نفت الأمر.
وعاد وزير خارجية الاحتلال الأسبق “افيجدور ليبرمان” للتأكيد على وجود اتصالات مع “حماس” بوساطة مصرية.
7000 أسير وأسيرة
ويقبع نحو 7000 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم أكثر من 400 طفل وطفلة، بالإضافة إلى 69 أسيرة بينهن 16 طفلات وفتيات قاصرات، وفق تقرير مشترك لنادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، أصدراه اليوم بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.
وأشار تقرير عن الأسرى، صدر مؤخرًا، إلى أن عدد الأسرى الإداريين ارتفع هذا العام ليصل إلى نحو 750 أسيرًا إداريًا، بينهم ثلاث أسيرات، وهن: سعاد ارزيقات، وسناء أبو سنينه، وحنين اعمر، وكذلك الأسرى المرضى الذين وصل عددهم إلى 700 أسير منهم 23 أسيرًا يقبعون في “عيادة سجن الرملة”.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 30 أسيرًا ممن اُعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو أقدمهم الأسيرين كريم يونس وماهر يونس، وكذلك الأسير نائل البرغوثي، وهو أحد محرري صفقة “شاليط” الذي أعيد اعتقاله عام 2014.
ونوه التقرير إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها 6 نواب من المجلس التشريعي الفلسطيني، وهم: مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وخالدة جرار، وحسن يوسف، وحاتم قفيشة، ومحمد أبو طير، علاوة على ذلك يوجد 18 صحفيًا في الأسر.
الوعد الصادق
في السياق ذاته، أكدت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن “الأسرى لا ينتظرون المزيد من الاحتفالات والخطابات الرنانة، بل هم في شوق إلى رؤية الأفعال”.
وأكدت الهيئة -في بيان لها، اليوم الأحد، وصلت “رصد” نسخة منه- على ضرورة نصرة قضايا الأسرى، خاصة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري، داعية إلى “التوحد على ثوابت الشعب الفلسطيني، التي سالت في سبيلها دماء الشهداء والجرحى”.
وتابع البيان الصادر عن أسرى “حماس”، بمناسبة “يوم الأسير الفلسطيني”: “الرسالة التي أُسرنا من أَجلها لا ينبغي أن تغيب عن أذهان شعبنا وقيادته، هي رسالة الواجب والصمود، رسالة فلسطين من بحرها إلى نهرها”.
وأضاف “نرقب المستقبل القريب في ظل الوعد الصادق من قبل قسامنا ومقاومتنا، وكلنا أمل أن تكون هذه الذكرى آخر أيامنا في سجون الاحتلال، وأن يكون يوم الأسير هذا العام، هو الأخير الذي نشهده في السجون”.
