ضرب طفل أروع المثل في الوفاء لصديقه، حين قرر مساعدته في الشفاء من مرضه النادر، وهو لم يتجاوز عمره 6 سنوات، حيث نقلت الإذاعة العامة الأميركية قصة الطفلين اللذين يقيمان في لوس أنجليس.
وتقول ديبرا سيغل والدة الطفل دايلان للإذاعة، أنه عندما أخبرها طفلها برغبته في جني المال لمساعدة صديقه جوناه بورنازاريان، اقترحت عليه طرقاً وقلت له “قلت له هل تريد بيع الخبز؟ هل تريد بيع عصير الليمون؟ فنظر إلي باستغراب معتبراً أفكاري مجنونة”. لكن الصغير رد على والدته بفكرة أكثر جنوناً وقال “ماذا لو ألفت كتاباً؟”.
عندئذ أخذ دايلان الأقلام وألف كتاباً من الصور لمساعدة جوناه. وكانت خطته أن يبيعه لجني المال. وقالت الأم “لقد جاء إلى مكتبي وتوسّلني أن نطبع منه عدة نسخ”.
وأخذ دايلان الكتاب وعرضه في حدث أقيم في المدرسة فبيعت كل النسخ. ما شجع الصغير على الذهاب إلى حدث آخر. وسأله أحد الحاضرين عن كم يود أن يربح من المال، ليجيب “مليون دولار”.
وتقول والدة دايلان أنها في بداية الأمر قد سخرت من هدف الصغير. وقالت “لقد استغربت مما قاله، إنه لا يعرف حتى ماذا تعني فكرة مليون دولار، لقد كان عمره ست سنوات فقط”.
وقال الصغير “حتى أنا ظننت أنني مجنون قليلاً لكني قلت إنني أستطيع أن أفعل ما أريد، وأستطيع أن أشفي صديقي من هذا المرض.
وشرح الأخصائي بجامعة فلوريدا، دافيد وينشتاين، أن المرض الذي أصاب جوناه يُدعى داء تخزين الجليكوجين، وجوناه واحد من مليون مصاب به، ويعاني من قلة الكريات البيضاء في الدم ما يجعل جسده لا يستطيع مقاومة الأمراض. وعليه أن يتناول علاجه كل ثلاث ساعات حتى في الليل وإلا يدخل في غيبوبة ويموت.
لم يتوقف ديلان عن هدفه، بل استكمل مشواره وحاول إقناع كل من وجده في طريقه بالشراء، إلى أن تكفلت مؤسسة إعلامية بعرض رسالته ونشر قصته. وشجع ذلك على جمع المزيد من المال لصالح الأبحاث التي كان يقودها وينشتان، وواصل المبلغ الصعود، إلى أن تمكن الطفل فعلاً أن يحقق هدفه وأن يصل المال إلى ما يقارب مليون دولار أميركي.
ومع تقدم العلاج بدأ جوناه في إعداد الخطط لما بعد علاجه. وقال “لم أنم من قبل في منزل شخص آخر. لقد وضعت خططاً مع دايلان بمجرد شفائي. سوف ننام كثيراً ونستمتع ونلعب الألعاب ونشاهد التلفزيون، فقط نحن الإثنين”.