شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فرانكشتاين والزومبي – سيلين ساري

فرانكشتاين والزومبي – سيلين ساري
من منا لما يشاهد فيلما عن الزومبي أو قرأ عن فرانكشتاين، قصتان تدخلان الرعب إلى النفوس فما رأيكم إن اجتمع أبطال القصتين معا ولكن في الحياة، وليس في فيلم من الخيال العلمي.

من منا لما يشاهد فيلما عن الزومبي أو قرأ عن فرانكشتاين، قصتان تدخلان الرعب إلى النفوس فما رأيكم إن اجتمع أبطال القصتين معا ولكن في الحياة، وليس في فيلم من الخيال العلمي.

نعم هذا ما حدث لنا في واقعنا الذي تجاوز كل خيالات مؤلفي أفلام الرعب والخيال العلمي، فالزومبي هذه الكائنات العائدة من الموت كما مثلها لنا الغرب، التي تظهر لنا وهي تحطم حجارة القبور لتخرج للحياة مرة أخرى لكن بأجساد متهالكة أكلها العفن، وعقول بليدة متدنية أصابها العته، تجوب الشوارع تقضي على الأحياء الحقيقيين، فيأكلونهم ويقضون على أحلامهم، ويظل مجتمع الموتى هم من يعيشون، أحياء بلا روح ولا قيمة.

أما فرنكشتاين فهو مسخ اشتهر باسم مخترعه  فيكتور فرانكشتاين الطالب العبقري الذي اكتشف طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة في المادة. فبدأ فرانكشتاين بعمل  كائن من اختراعه عن طريق جمع أعضائه من جثث الموتى، ولشدة انشغاله لم ينتبه فيكتور لشكل اختراعه إلا بعد  أن أتمه وبعث فيه الحياة، فكتشف قبح هذا الكائن وبشاعته، لكن كان الوقت قد فات، وتمر أحداث القصة وينقلب فرانكشتاين على مخترعة ويدمر له حياته ويتسبب في موته.

هكذا شاهدنا وقرأنا قصتين من أشهر قصص الرعب ولكن أن تتحول هاتان القصتان لواقع نحياه، فهذا هو منتهى الرعب الذي لم يخطر ببال أحد منا أن يحياه ولو في أسوء كوابيسه.

فبعد أن نجحت ظاهريا ثورة يناير وصار المصريون لأول مرة في تاريخهم أحرار، وصار لأحلامهم حق الميلاد والإعلان عن وجودها، خرج لنا شعب الزومبي محطما صخور قبوره التي دفنهم فيها العسكر على مدار أكثر من 60 سنة، خرج لنا زومبي العسكر بعظامهم النخرة المتآكلة من العفن، وعقولهم البلهاء الخرفة، يقتلون شباب في عمر الزهور ويقتاتون على أحلامه، ويشربون دمائه، لا لشيء إلا لأن هؤلاء الشباب تحرروا من حكم ربهم العسكر الذي وأدهم و وأد أحلامهم من سنين، لقد استكثروا على الشباب أن يحيوا بكرامة فقدوها هم.

لم يكتفي شعب الزومبي بذلك بل استحضروا روح فرانكشتاين وقرروا إعادة صنعه ليكون الحاكم الإله، فصاروا يجمعوا أعضائه من جثث متحللة عفنة، هذه يد صوفية لا تعرف إلا التبرك بالبدع، وهذه قدم ليبرالية لا تعرف من الليبرالية إلا اسمها فهي لا تمشي إلا في طريقها ولا تعترف بطرق الأخرين، وهذه لحية سلفي وجلبابه لا يعرف من دين الله إلا فقه الحيض والنفاس، وهذه يد أخرى مسيحية تحمل عصا الرعاية يعلوها شكل حيتين، وهذا عقل علماني عدو للدين وللمسلمين، وذلك لسان جامي لا يعرف إلا الكذب وخلط الأمور حتى يلتبس على الناس دينهم، وهذه أذن ثوار الأمس الذين تركوا أنفسهم لسماع كل ما يفتت الصف الثوري، ثم هذه قدم أخرى لكنها ضخمة تنتعل بيادة عسكرية لا تعرف للرحمة طريقا، وتلك عيون صغيرة ضيقة لفقراء أكل عليهم الدهر وشرب لا يعرفون من الحياة إلا كسرات خبز تشبع جوعهم، هكذا خرج من جديد مسخ جديد باسم جديد(السيسي) لينافس فرانكشتاين في القبح و الشر.

فبعد أن صنع شعب الزومبي فرانكشتاين ليحكم، سار المسخ على منوال سابقة، فبعد أن جلس على كرسي الحكم، وتفنن في قتل واعتقال شباب مصر، قرر أن يتخلص من صانعيه فمنهم من طرد بعد تخوينه، ومنهم من اعتقل ومنهم من تم الاستغناء عن خدماتهم، وسار فرانكشتاين مصر يدمر ليس من صنعوه فقط بل يدمر البلاد كلها.

فكما فعل فرانكشتاين المسخ بأن قتل أقرباء صانعه قبل أن يقتله، فعلى يديي السيسي استشرى الفساد في مصر وتم “تقنينه” بتشريعات اتخذها الحاكم الاله لكي يثبت أركانه، ولتدخل مصر في زمن الانهيار في كل شيء وتصبح على حافة شدة مستنصرية جديدة فقام السيسي بـ

  • أضاع نيلها شريان الحياة لها ولشعبها كي يقتلهم عطشا فتنازل عن حصة مصر في ماء النيل و وافق على بناء سد النهضة

  • ثم أقر سياسات اقتصادية  نتائجها مدمره كتعويم العملة فكان ارتفاع سعر الدولار، في ظل انعدام غطاء نقدي بالبنوك مما أدى لتحويل بنوك مصر (لبنوك الزومبي)  وهي البنوك التي تتمتع بالملاءة بالاسم فقط، وعادة ما تظهر هذه البنوك بسبب حالات الذعر المالي، عندما تصبح القروض معدومة، ويهرب رأس المال، وتهوي قيمة الأصول. لا توجد خيارات جيدة عندما تبدأ بنوك الزومبي مسيرتها، حيث من الممكن أن يسبب إغلاقها المزيد من الذعر، كما أن استعادتها لعافيتها يتطلب مئات المليارات من الدولارات، ولكن السماح لها بالتفاقم يمكن أن يشل الاقتصاد لسنوات.

  • فرض الضرائب المرهقة على الشعب في مقابل رفع الدعم وتدني الأجور.

  • ترسيم حدود أأضاعت أراضي ومقدرات الدولة.

 

هكذا ينتقم فرانكشتاين مصر من شعب الزومبي الذين صنعوه وجعلوا منه حاكما عليهم، ولكن حتى لا نصل لنفس النتيجة التي وصل أليها صانع فرانكشتاين بالرواية، وكي نتخلص من لعنة المسخ، يجب أن نكون زومبي حقيقيين لا كما صورهم لنا الغرب الكاره للإسلام.

فهل تعلمون من هو الزومبي الحقيقي هو القائد الإفريقي الشابّ الذي استطاع أن يقوم بثورة حقيقية لتحرير العبيد الأفارقة في البرازيل من «السيِّد» البرتغالي، لهذا حقد الغرب الصليبي عليه وعلى جنوده فخدعونا وصوروهم بهذا الشكل المقيت.

فهل نستطيع أن نقوم بثوره حقيقية تحررنا من عبودية العسكر؟، ثورة على غرار الزومبيز المسلمين العظماء، نعم نستطيع ولكن علينا فقط ان نتبنى استراتيجية ونستثمر ما لدينا من إمكانيات متاحة تجعلنا نحقق خطوات ثورية سريعة، تمكننا من فرض أرادتنا مثلما فعل أجدادنا من الزومبي بإمكانياتهم الأقل من القليلة أمام أسلحة السيد البرتغالي وسطوته ونفوذه، نعم نستطيع.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023