أزمة جديدة تواجه عبدالفتاح السيسي في حربه لتمرير اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.
فقد أكدت مصادر لشبكة “رصد” وجود صدمة في الرئاسة من موقف الكثير من النواب المحسوبين على ائتلاف الأغلبية “دعم مصر” الرافضين للاتفاقية، ومخاوف لدى السيسي من فشلة في تمرير الاتفاقية في البرلمان، حيث شكل لجنة للضغط على النواب العدول عن موقفهم، حتى لو وصل الامر الي تهديد النواب.
وأشار المصدر إلى أن هناك حالة من الغضب من قبل مؤسسة الرئاسة، فبعد فشلها في تمرير الاتفاقية قضائيًا، أصبح لزاما عليها تمريرها برلمانيا، خصوصا أن هناك جهات وأجهزة داخل النظام تعمل على إيقاف تمرير هذه الاتفاقية بشتى الطرق.
350 نائبًا يرفضون بيع الجزر
أكد طارق العوضي – المحامي الحقوقي – أن الأغلبية من أعضاء مجلس النواب يرفضون اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
وقال “العوضي”، في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “أيها السادة أعلن إليكم الآن وبكل ثقة، لدي الآن توثيق أكثر من 350 نائبًا يؤكدون مصرية الجزيرتين”.
وكان مجلس الوزراء، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، قد وافق الأسبوع الماضي ، على إحالة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، إلى البرلمان، والتي بموجبها انتقلت تبعية جزيرتي “تيران وصنافير” إلى المملكة.
ايمن نور يشيد بمواقف بعض النواب
ومن جانبه أشاد الدكتور أيمن نور – زعيم حزب غد الثورة – بمواقف بعض النواب من التنازل عن الجزر، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع هذه المواقف.
وأضاف نور في تصريح خاص لـ”رصد”، أن فشل النظام في تمرير الاتفاقية قضائيا، سيجعلة يمارس كافة الضغوط على النواب لتمرير الاتفاقية، مشيرا إلى أنه يتمنى من النواب أن يبقوا على موقفهم.
واضاف نور:”لست ممن يؤمن بشرعية هذا البرلمان ولكن الحق يقال أني فوجئت بعدد كبير من النواب لهم مواقف أكثر من مشرفة ولكن هذا لا يعدل موقفي من البيئة التي خرج منها البرلمان، ففي النهاية هذا البرلمان تكوّن في أمن الدولة والمخابرات، وأنه على الأحزاب والشخصيات التي تريد أن تحافظ على تاريخها، أن تنسحب فورا من هذه المهزلة، ولا تسمح لنفسها أن تكون جزءًا من هذه المسرحية”.
حملات شعبية
ومن جانبه قال مجدي حمدان – القيادي السابق بجبهة الإنقاذ – إنه حتى الان لا يوجد حصر نهائي في أعداد النواب الرافضين، فمن الممكن أن يتغير رأي النائب في أي لحظة، في ظل ضغط النظام، مشيرًا إلى أنه دشن حملة ومعة قيادات وأعضاء الحزب، بعنوان “نواب وطنيون” غرضها الأساسي هو نشر أسماء النواب الموافقين على التنازل عن الجزر المصرية تيران وصنافير وإعداد قوائم سوداء بأسمائهم وتوزيعها على مستوى الجمهورية وفي كل الدوائر؛ لتعريف الشعب بمن لدية استعداد من النواب للتنازل عن أرض الوطن.
وأشار حمدان في تصريح خاص لـ”رصد” أن المؤشرات الأولية إيجابية جدا، مؤكدا أن النواب المصوتين برفض الاتفاقية سيتم تكريمهم والعمل معهم من خلال الحزب على مساعدتهم في القضايا المختلفة من خلال أمانات الحزب والعمل على انتخابهم دورات أخرى وتقديم الدعم لهم في دوائرهم.
وأشار حمدان إلى أن موافقة مجلس الوزراء على الاتفاقية ووضعها أمام مجلس النواب يمثل انتهاكًا صريحًا للدستور، وتعد سابقة خطيرة، فكيف يوافق مجلس الوزراء على اتفاقية حكمت المحكمة ضدها بل وأصدرت حكمًا بتغريم الرئيس، وأكد حمدان ايضًا أنه يجب عزل مجلس الوزراء لحنثهم باليمين الدستورية بالمحافظة على سلامة الوطن وحماية أراضيه، كما يجب تقديمهم للمحاكمة حسب نص قانون العقوبات رقم 77 فقرة أ.
تهديد سعودي
ورغم حالة الجدل الشعبي والسياسي في مصر حول تلك القضية، إلا أن الموقف السعودي الرسمي يغلب عليه الصمت وخاصة تجاه التطورات الأخيرة بشأن إحالة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها القاهرة مع الرياض، إلى مجلس النواب المصري لمناقشاتها قبل إبداء الرأي النهائي بشأنها، والتي يتم بمقتضاها نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي.
والسؤال الذي يطرح نفسه بشأن الصمت السعودي، هو: كيف سترد الرياض حال قررت القاهرة مصرية الجزيرتين؟ وهل ستحترم السعودية قرار مجلس النواب المصري أو الحكم القضائي إذا صدر لغير صالحها؟.
قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، إبراهيم الشدوي، أن قضية تيران وصنافير “لعبة يضحك بها عبد الفتاح السيسي رئيس سلطة الانقلاب العسكري على الشعب المصري”، متوقعًا نتائج غير محمودة العواقب من مخاوف نفاد صبر المصريين تجاه ألاعيب السيسي بشأن مستقبل البلاد ومقدرات المواطنين.
وتوقع الشدوي، أن يكون القرار النهائي المصري لصالح السعودية، قائلا: “ما دام السيسي أثار قضية الجزيرتين بعد تجميدها أكثر من 8 أشهر، يعني أن لدية رغبة جادة في التفريط بالجزيرتين إذا كانتا مصريتين، أو إعادتهما إلى السعودية إذا كانتا سعوديتين، ويريد أن يغلف رغبته ببعض الإجراءات القانونية لتقنينها أمام الرأي العام المصري ليس إلا”.