تحدثت تقارير عن ظهور تسجيل صوتي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث فيه مع مالك صحيفة عبرية عارضاً عليه تسهيلاتٍ تجارية مقابل قيام الصحيفة بمنح حيز أكبر للتغطية الإيجابية عنه، فيما اعتبره مراقبون “زلزالاً” في التحقيق الذي تجريه الشرطة حالياً مع نتنياهو.
ويظهر التسجيل نتنياهو الذي يخضع حالياً لتحقيقات في تهم فساد، وهو يعرض ميزات تجارية على آرنون موزيس مالك صحيفة يديعوت أحرنوت كبرى الصحف الإسرائيلية، ورغم ذلك ينكر نتنياهو كافة التهم الموجهة إليه، بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم.
ادعت القناة الثانية الإسرائيلية أن نتنياهو كان قد عرض تقليص توزيع صحيفة إسرائيل هيوم (إسرائيل اليوم)، وهي صحيفة مناصرة له يملكها الملياردير الأميركي وأحد كبار المتبرعين للحزب الجمهوري، شيلدون أديلسون، مقابل أن يوجه موزيس صحيفة يديعوت أحرنوت لتكون أكثر محاباة لرئيس الوزراء.
ومن الواضح أن خفض عدد النسخ الصادرة من صحيفة إسرائيل هيوم (التي توزع بالمجان) سيصب في مصلحة موزيس كونها المنافس المباشر لصحيفته من حيث عائدات الإعلانات.
وأشارت التقارير إلى أن المحادثة المسجلة أجريت قبل عدة أشهر، لكنها لم تحدد التاريخ بالضبط، لكنها قالت إن موزيس هو من سجل المحادثة.
وتأتي الاتهامات الجديدة لتوجه ضربة أخرى لنتنياهو الذي يخضع أصلاً للتحقيق بتهم تتعلق بقبول هدايا وتبرعات بشكل غير قانوني. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أنكر تلك التهم، فيما قال محاميه إن قبول الهدايا من الأصدقاء لا يعد مخالفاً للقانون.
ويواجه نتنياهو تهماً بتلقي هدايا بقيمة آلاف الدولارات، بما في ذلك علب سيجار وزجاجات شمبانيا من الملياردير الإسرائيلي والمنتج الهوليوودي أرنون ميلشان. وقالت تقارير إن نتنياهو قد عمل لكسب الدعم من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثناء محاولة ميلشان الحصول على تأشيرة جديدة لدخول الولايات المتحدة.
وأنكر نتنياهو تلك الادعاءات في وقت سابق، كما نقلت مصادر أنه أخبر وزراءه بأن “الضغط المتواصل من وسائل الإعلام على القوات الأمنية أمر خاطئ. إنهم يطلقون بالونات اختبار لا تلبث أن تختفي مرة بعد مرة. لن أسمح بتكرار ذلك في هذه الحالة أيضاً”.
ونقلت مصادر إخبارية إسرائيلية عن محامي نتنياهو، ياكوف وينروث قوله: “بإمكان أي شخص منطقي معرفة أن بعض السيجار الذي يقدمه صديق لصديقه العزيز أمر أبعد ما يكون عن كونه خرقاً للقانون”.
كانت الشرطة الإسرائيلية قد استجوبت نتنياهو مرتين الأسبوع الماضي، كما قالت مصادر أن السلطات متفاجئة من حجم الأدلة ضده، فيما أخبر مصدر مقرب من نتنياهو موقع صحيفة هآرتس بأنه “لم يقبل تلك الهدايا”.
وتابع التقرير: يقال أن شريط المحادثة بين نتنياهو وموزيس قد تم تسليمه للمدعي العام الإسرائيلي أفيخاي مندلبليت من قبل المحققين بداية العام الماضي 2015. ويبقى سبب تأخر التحقيق مع نتنياهو غير واضح حتى الآن، لكن هناك تكهنات تفيد أن الادعاء لم يكن متأكداً من عدم قانونية الصفقة التي كان يحاول رئيس الوزراء إجراءها.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو هو من بدأ المحادثة التي تمت بين الطرفين في محاولة لإقناع مالك الصحيفة بعدم نشر خبر يتعلق بنجله ( يئير)، فيما لم تكشف عن طبيعة ذلك الخبر.
كما اُتهم نتنياهو بتلقي مبلغ مليون يورو من آرنو ميمران، وهو رجل أعمال فرنسي ينفذ حالياً حكماً بالسجن لثماني سنوات إثر إدانته بتهم تتعلق بقضية احتيال على ضريبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وادعى ميمران خلال محاكمته أنه منح المبلغ لنتنياهو خلال حملته الانتخابية عام 2009، وهو أمر طالما أنكره الأخير.
وفي العام الماضي 2016، قال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “نتنياهو لم يحصل على مساهمة غير قانونية من السيد ميمران، وإن أي ادعاء بغير ذلك مجرد أكاذيب”.
يذكر أن نتنياهو قد اعترف بتلقي مبلغ 40 ألف دولار من ميمران عام 2001.
وعقب تقارير صدرت الشهر ديسمبرالماضي بأن مندلبليت قد أعطى الضوء الأخضر للمحققين لفتح تحقيق رسمي مع نتنياهو، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لصحيفة هآرتس بأن تلك الادعاءات ” هراء جملة وتفصيلاً”.
وأضاف “منذ فوز نتنياهو بالانتخابات الأخيرة، وحتى قبل ذلك، فإن عناصر معادية تشن حرباً شعواء لإسقاطه من خلال اتهامات باطلة بحقه وبحق أفراد عائلته. تلك الاتهامات باطلة تماماً. ليس هنالك شيء ولن يكون هنالك شيء”.
ختم التقرير بالقول: ليس رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول المتهم بالفساد، كما أشار حلفاؤه أن مثل تلك الادعاءات عادة ما تذهب أدراج الرياح، لكن الحقيقة عكس ذلك؛ ففي حالة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، أدت اتهامات بالرشوة وخيانة الثقة إلى إدانته وإيداعه السجن لمدة 18 شهراً. وكان أولمرت قد تسلم رئاسة الحكومة بين عامي 2006 و2009 قبل وصول نتنياهو إلى السلطة.