وقف قرار ترامب، الخاص بحظر اللاجئين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، حائلًا بين تحقيق أحلام الكثيرين، ممن أرادوا أن يحيوا بعيدًا عن الحرب والدمار، وينعموا باستقرار انتزع منهم في بلادهم.
تقول الناشطة الباكستانية، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ملالا يوسفزاي، في تعليقها على قرار ترامب :”أشعر بحسرة لأن أميركا تدير ظهرها للأطفال والأمهات والآباء الذين يفرون من العنف والحرب، ومستعدون للمشاركة في بناء بلادكم مقابل الحصول على فرصة عادلة في الحياة “.
نعم، هي فرصة عادلة، كل ما حلم بها هؤلاء الذين أجبروا على ترك ديارهم وأهلهم، وبالفعل البعض أتيحت له هذه الفرصة فأثبت نجاحا وقدرة على التأقلم ونجاح في بلاد احتضنته ووفرت له الأمان، ولكن الرئيس الأميركي، تغافل عن كل هذا وأصدر قرارات كان من شانها ، القضاء على الأمل في الحياة مجددًا دون تمييز أو عنصرية، زاعمًا أنهم غرهابيين ومصدر قلق لبلاده.
ونرصد أبرز الشخصيات التي نجحت في تحقيق هدفها بعد نعمت بالاستقرار بعيدًا عن الحرب.
1- السباحة يسرا مارديني
من لاجئة تعبر البحر، إلى بطلة حفرت اسمها في البطولات الرياضية، احتاجت السباحة يسرا مارديني إلى عام واحد فقط، لكي تبدأ حياتها من جديد بعد أن فرت من الحرب والدمار في سوريا.
ففي العام التالي لوصولها إلى إلمانيا ، كانت “مارديني” تقف في أكبر البطولات بجوار أشهر لاعبي العالم في دورة الألعاب الأولمبية “ريو 2016”.
وصلت “مارديني إلى برلين سباحة بعد ان غرق المركب الذي كان يحمل 20 فردًا بدلا من 6، ولكنها استطاعت مع شقيقتها إنقاذ رفقاءهم، قبل أن يستقر الحال بهم في ألمانيا، لتبدا مشوارها في التدريب على السباحة مع مدرب ألماني، بعد أن قامت جمعية خيرية بإدخالهما ناديا للسباحة قريبا من مخيم اللاجئين.
وتقول يسرا: «الكثير من الناس يعتبرونني مصدر إلهام، ولا أريد أن أخيب أملهم. المهاجرون ليسوا فقط ضحايا، يمكننا أن نفعل شيئًا ما، ونحقق شيئًا ما».
2- أسقطته مصورة هنغارية فأصبح مدربا في إسبانيا
بمجرد أن خطا اللاجئ السوري أسامة عبد المحسن، قدمه داخل الحدود الجنوبية للمجر مع صربيا، قابل العنصرية والتمييز متجسدة في هيئة مصورة مجرية، ركلته مع بعض اللاجئين لوقوعه في يد الشرطة.
انتشر مقطع الفيديو، وتعاطف الكثير مع “عبد المحسن”، وعرض عليه بعدها ليعمل كمدرب في إحدى المدارس الرياضية بالقرب من العاصمة الإسبانية مدريد، بعد أن عرف أنه كان مدربا في نادي الفتوة في دير الزور بدوري الدرجة الأولى السوري.
وقدمت إدارة فريق ريال مدريد دعوة للاجئ وعائلته لتكريمه أمام الفريق الملكي ودعوتهم لحضور المباراة بينهم وبين فريق غرناطة في الدروي الإسباني.
ويعمل “عبد المحسن” حاليًا مدربًا لناشئي فريق خيتافي الإسباني.
3- نور قصاب
طالبة لم تكن تكمل عامها الـ 19، حين تصدرت عناوين الأخبار الألمانية، لتصدرها نتائج الثانوية العامة في ألمانيا، متفوقة على الألمان نفسهم.
ذكرت وسائل إعلامية أن “قصاب” حققت العلامة التامة في امتحان البكالوريا “الأبيتور” بمدرسة ثانوية كانت تدرس بها في بلدة “شفيدت” بولاية “براندنبورغ” الألمانية.
بعد صدور تلك النتائج قدمت شركة “PCK Raffinerie GmbH” النفطية، جائزة امتياز لنور، التي تبلغ من العمر التاسعة عشر، نتيجة تفوقها الدراسي ونشاطاتها الاجتماعية ، وقيمتها “1200” يورو .
وتقول نور “إن الفضل في تفوقها ، يعود إلى الأجواء الإيجابية في مدرستها ، وإلى صديقتيها الألمانيتين “إنغا وفينا” .
4- رفض إعانة اللجوء فأصبح صاحب مصنع
وصل عصام الحداد اللاجئ السوري، إلى كندا، بعد أن ضاع كل ما لديه، حيث كان يملك مصنع للشوكولا في دمشق.
رفض “الحداد” إعانة اللجوء، وواصل صناعة الشوكولا في كوخ صغير ، وفي خلال أشهر أصبح مالكا لمصنع صغير أسماه “Peace by Chocolate”.
وأعلن “الحداد” اعتزامه إنشاء مصنع شوكولا جديد في نوفا سكوتيا، حيث حظي بمساعدة المتطوعين في أنتيجونيش لبناء الكوخ الصغير الذي حوّله إلى مصنع باع منتجاته في السوق المحلية، كما وفّر خدمات الطلبات الخاصة.
وأراد اللاجئ أن يرد الجميل للبلد الذي احتضنته واعطته فرصة جديد للحياة، فتبرع بنسبة من أرباحه لضحايا حرائق الغابات في فورت ماكموري.
5- طلاب لاجئين يبتكرون روبوت
اضطرتهم ظروف الحرب إلى الهرب من بلادهم والتوجه إلى بلد عربي، ولكنهم أرادوا أن يثبتوا أنهم ليسوا مجرد لاجئين، بل لديهم القدرة على تحقيق الإنجازات عندما تسنح لهم الفرصة، هذا ما قالته إحدى أعضاء فريق “أمل سوريا” المكون من 8 طلاب سوريين.
نجح الطلاب في صناعة روبوت آلي أطلقوا عليه اسم “روبوجي” اختصارا لكلمة “الروبوت اللاجئ”، والذي فاز بالمركز الأول في مسابقة الجامعة الأميركية ببيروت.
ودعوا للمشاركة في بطولة العالم للروبوت التي تستضيفها الولايات المتحدة.
6- الفريق الاوليمبي للاجئين في ريو 2016
سرعان ما لملموا شتاتهم، وكونوا فريقا رياضيا مكونا من 10 لاعبين، من اللاجئين، ليخوضوا مباريات “ريو 2016″، ليتحقق بهم أول حدث تاريخي من نوعه في الاولمبياد.
ضم الفريق خمسة رياضيين من جنوب السودان واثنين من سوريا واثنين من الكونغو الديمقراطية وواحدا من اثيوبيا، إضافة إلى 12 مسؤولا، واللاعبين هم:
يسرى مارديني (سوريا – ألمانيا) سباحة،
رامي أنيس (سوريا – بلجيكا) سباحة،
يولاندا بوكاسا مابيكا (الكونغو الديمقراطية) جودو لوزن ما دون 70 كلغ،
بوبولي ميسينغا (الكونغو الديمقراطية) جودو لوزن ما دون 90 كلغ،
يوناس كايندي (إثيوبيا – لوكسمبورغ) سباق الماراثون،
أنجلينا ندا لوهاليث (جنوب السودان) سباق 1500 متر،
روز ناثايك لوكونيان (جنوب السودان) سباق 800 متر،
باولو أموتون لوكورو (جنوب السودان) سباق 1500 متر، إضافة إلى رياضيين آخرين لألعاب القوى.
قال عنهم توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: ” يبعث هذا الأمر بإشارة أمل لكل اللاجئين حول العالم وبرسالة للمجتمع الدولي بأن اللاجئين ينتمون لنا ويشكلون ثروة للمجتمع”.
7- نور زياد صطوف
أحرز اللاجئ السوري الشاب “نور زياد صطوف” المركز الأول في بطولة ألمانيا الاتحادية في لعبة الشطرنج للمستوى (C) الذي يضم لاعبي الدوري الألماني المحترفين بعد أن تمكن من إزاحة 7 لاعبين ألمان محرزاً 7 نقاط ليصل إلى المركز الأول بكل جدارة.
عاش “صطوف” تجربتي اعتقال مريرتين تعرض لهما في مدينته إدلب، كُسرت أصابع يديه وقدميه وتضرر بصره على إثرهم، وفقد إحدى كليتيه بسبب التعذيب الشديد في أقبية المخابرات السورية.
بعد الإفراج عنه، هرب إلى تركيا ومنها إلى ألمانيا، ونظراً لأنه يعشق لعبة الشطرنج التي برع بها، لجأ إليها لينسى ما لاقاه في بلده.
ويطمح البطل الشاب إلى تحقيق إنجازات في لعبة الشطرنج على المستوى الأوروبي، ولكنه يأمل قبل ذلك أن يلتقي بأهله الذين لا زالوا في مدينة إدلب.
8- رامي صباغ
“مساري المهني كان يسير بشكل جيد، حصلت على ترقية في البنك الذي أعمل به، كانت لدي شقة وسيارة وعائلة. كانت لدي حياة”، هكذا وصف رامي صباغ حياته في سوريا قبل أن تنقلب رأسًا على عقب ويفر منها بعد ان أصبح لا يأمن فيها على حياته.
انتهى الحال باللاجئ، الذي يحمل بكالوريوس لإدارة الأعمال وست سنوات من الخبرة، في السويد، لتبدأ رحلته الصعبة في إثبات وجوده والحصول على حياة كريمة،
ظل لشهور يتعلم اللغة السويدية ويتقدم بطلب ترشيحات التوظيف، أملاً في انتزاع عمل في إحدى الشركات التي تعتمد اللغة الإنجليزية في العمل.
استطاع اللاجئ أن يجذب إليه شركة سبوتيفاي العملاقة في مجال البث الموسيقي على الإنترنت. ويقدر عدد مشتركيها بأكثر من 300 مليوناً ليجتاز اختباراتها وفترة التدريب بمهارة عالية، أجبرت الشركة على الاحتفاظ به ومنحه وظيفة محلل مالي.