لا يقتصر زواج القاصرات على الدول العربية كما هو شائع، ولكنه يمتد إلى الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث يحدد القانون سن الـ18 لإبرام عقود الزواج في معظم البلدان، باستثناء بعضها التي لا تحدد سنًا محددًا وتكتفي بتوقيع ولي الأمر.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن 248 ألف فتاة قاصرة في الولايات المتحدة، لا تزيد أعمار معظمهن عن 12 عامًا، تعرضن إلى الزواج في سن مبكر؛ من بينها حالات “تزويج قسري”.
وجاء في المقال، الذي كتبته “فرايداي ريس” المديرة التنفيذية لمنظمة “آن تشيند آت لاست”، أن أكثر من 167 ألف فتاة في 38 ولاية أميركية، معظمهن لم تتجاوز أعمارهن أكثر من 12 عامًا، تزوجن من رجال لم تتعد أعمارهم الـ18 عامًا خلال الفترة الممتدة بين 2000 و2010، حسب بيانات جمعتها المنظمة في تلك الفترة.
وأشار المقال إلى أن 12 ولاية أخرى لم تستطع تزويدها بمعلومات حول عدد الأطفال المتزوجين خلال الفترة من 2000 إلى 2010؛ لكنها قدرّت أن العدد الإجمالي للذين تزوجوا في تلك الفترة بلغ نحو 248 ألف قاصر في كامل الولايات.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “على الرغم من العواقب السلبية للزواج المبكر على الصحة والتعليم، إضافة إلى زيادة حالات العنف المنزلي؛ فإن بعض المشرِّعين عارضوا تمرير مشروع قانون ينهي زواج الأطفال، وذلك خشية اعتبار مثل هذه الإجراءات خنقًا للحريات الدينية، أو لأن بعضهم يعتبر الزواج الحل الأمثل لمواجهة حالات الحمل عند المراهقات”.
قصص من الواقع
وتناولت المنظمة في مقالها قصة لـ”ميشيل ديميللو”، الفتاة المسيحية التي تبلغ من العمر 16 عامًا وأصبحت حاملًا من دون زواج؛ وتعرضت إلى ضغوطات من عائلتها لتتزوج بصديقها الذي يكبرها بأربع سنوات.
وذكرت الصحيفة أن الفتاة توجهت إلى أحد مكاتب رجال الدين المسيحي لتطلب منه المساعدة حتى لا تتم عملية الزواج من صديقها؛ لأنها لا تريد تحمّل المسؤوليات وهي في هذا العمر.
وطلبت الفتاة المساعدة بموجب قوانين معظم الولايات التي تمنع من هم دون الـ18 عامًا من الزواج، مع وجود استثناءات في بعض الولايات التي تسمح بذلك بشرط موافقة الوالدين أو موافقة قضائية.
واستعرض المقال حالة أخرى من حالات الزواج المبكر، وهي “سارة صديقي”، البالغة من العمر 36 عامًا وتزوجت حينما كانت في الـ15 من عمرها بشاب يكبرها بـ13 عامًا، وحملت منه وهي في الـ16.
سارة تنتمي إلى عائلة مسلمة، وكانت تعيش في ولاية “نيفادا”، عندما اكتشف والدها أن لديها صديقًا يختلف عنها في الدين فقرر تزويجها بشاب مسلم مثلها يكبرها بـ13 عامًا.
وبحسب المقال، فإن هناك تسع ولايات أميركية فقط تسمح باستثناءات زواج القاصرات في حال تعرضن إلى الاغتصاب؛ من بينها “فلوريدا”.
الأضرار الطبية
ويقول مختصون إن نسبة خطر الإصابة بصدمات القلب أو السرطان للفتيات اللاتي يتزوجن في سن الـ18 عامًا أو دون ذلك أكبر بـ23% من نسبة النساء اللاتي يتزوجن بين الفترة من 19 عامًا إلى 25؛ وذلك لأن الزواج المبكر يعرضهن إلى الضغوطات العصبية وقلة التعليم، حسب الصحيفة.