كشفت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في كلمة لها أمام البرلمان، اليوم الخميس، أن منفذ هجوم لندن، مولود في بريطانيا وكان موضع تحقيق لجهاز الاستخبارات البريطانية (ام آي 5) “قبل سنوات” بشبهة التطرف العنيف، مضيفة أنه “كان شخصية ثانوية في هذا التحقيق”.
وأوضحت ماي، في كلمتها -بعد دقيقة صمت تكريما لذكرى ضحايا الاعتداء- أن منفذ الاعتداء تأثر بأيدولوجية “تنظيم الدولة”، مشيرة إلى أن “المهاجم قام بدهس عدد من المارة بالسيارة قبل أن يتركها ويطعن الشرطي”، وأضافت: “بريطانيا ليست خائفة ولن تفتر عزيمتنا في مواجهة الإرهاب”.
وكان قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك راولي أعلن أن 3 أشخاص قتلوا في الاعتداء الذي وقع الخميس، إلى جانب المنفذ، فيما أصيب 29 شخصا من بينهم 9 في حالة حرجة، بحسب حصيلة جديدة مخفضة، وأعلن راولي “توقيف 8 اشخاص” في إطار التحقيق في الاعتداء، مشيرا إلى أن التوقيفات جرت في 6 مواقع مختلفة في لندن وبرمنغهام (وسط) وغيرهما في البلاد.
وأعلن رئيس مجلس العموم البريطاني، ديفيد ليدنغتون، أن شرطيًا تعرض إلى الطعن قبل أن يطلق شرطيون النار على المهاجم، مضيفًا أن “هناك تقارير أيضًا عن وقوع مزيد من أعمال العنف في محيط قصر وستمنستر (مقر البرلمان)”.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أن المهاجم دعس أشخاصًا بسيارته على الجسر، وبعد ذلك توجه نحو مبنى البرلمان وصدم السيارة بحاجز المبنى. ثم خرج من السيارة وهاجم شرطيًا، قبل أن يتم إطلاق النار عليه؛ ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة 12 غيرهم.
وتعرض نظام النقل في بريطانيا إلى أربعة تفجيرات انتحارية متزامنة في يوليو 2005، أدت إلى مقتل 52 شخصًا، نفذها مهاجمون بريطانيون استلهموا فعلتهم من فكر تنظيم الدولة.
وفي 2013، قتل إرهابيون الجندي لي ريغبي بشارع في لندن بصدمه بسيارة وحاولوا قطع رأسه.
وفي أغسطس الماضي، حاول رجل يعاني من مرض الفصام قطع رأس راكب في محطة قطارات أنفاق بلندن بسكين، في هجوم مستوحى من هجمات “تنظيم الدولة”، وحُكم عليه بالسجن المؤبد.
وبالنسبة إلى الهجمات على البرلمان، قُتل إيري نيف، وزير إيرلندا الشمالية في حكومة الظل وصديق زعيمة حزب المحافظين مارغريت تاتشر، في تفجير سيارة نفذه “الجيش الوطني للتحرير” في موقف سيارات تابع لمجلس العموم.
وتأتي الحوادث الأخيرة بينما تشهد أوروبا حالة تأهب بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها جهاديون، من ضمنها تفجيرات بروكسل التي وقعت قبل عام.