مدينة حمص هي ثالث أكبر المدن السورية، وتعتبر مركزا للصناعات الثقيلة منها مصفاة نفطية تقع بالجانب الغربي منها، ومصنع للفوسفات، وبها مصانع متوسطة وصغيرة.
في عام 2011 قارب عدد سكان حمص المليونين، وهي مركز لتسويق المنتجات الزراعية من المحافظة ومن لبنان ومعبر تجاريًا للبضائع التي تنقل من البحر المتوسط للعراق.
إجلاء 12 ألف مدني
بالأمس، غادرت آخر الحافلات التي تقل مقاتلي المعارضة وأسرهم في حي الوعر المحاصر في مدينة حمص ليكتمل اتفاق الإجلاء من الحي.
ودخلت قوات النظام مدعومة بالشرطة العسكرية الروسية لعدة مناطق في الوعر، وبمغادرة آخر الحافلات سيطر النظام على حمص بأكملها لأول مرة منذ عام 2011.
ومع انتهاء عملية الإجلاء يكون حوالي 15 ألف شخص هم 3 آلاف مقاتل و12 ألف مدني قد تركوا منازلهم على دفعات.
وبذلك يبسط النظام سيطرته الكاملة على ما يسمى عاصمة الثورة السورية، كما يتوقع أن يلاقي حيا القابون وتشرين مصيراً مشابهاً مع وصول مفاوضات بهذا الشأن لمرحلة متقدمة.
ما الذي حدث ؟
يأتي إجلاء الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين من التوصل إلى اتفاق، بين النظام والفصائل المعارضة برعاية روسيا، يقضي بإجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الراغبين من حي الوعر على دفعات، خلال فترة أقصاها شهران.
وينص الاتفاق على أن تدخل القوات الروسية حي الوعر بعد إخراج مقاتلي المعارضة منه، وذلك لضمان أمن بقية المدنيين، وسيتجه المقاتلون إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، أو إلى جرابلس في محافظة حلب.
وبحسب “فرانس برس” تعد الخسارة في حي الوعر رمزية، إذ أن معظم مقاتلي المعارضة خرجوا من مدينة حمص في 2014، بعد عامين من القصف المكثف والحصار الخانق الذي فرضته قوات النظام السوري.
وقال محافظ حمص طلال برازي، لوكالة فرانس برس، “غادرت آخر حافلة حي الوعر”، مضيفا: “تفقدنا بعض مؤسسات الدولة، وانتشرت القوى الأمنية للحفاظ على الأملاك الخاصة والعامة، وستعود إن شاء الله الخدمات وشبكات الاتصالات والمياه والكهرباء”.
وأوضح برازي: “غادر اليوم حي الوعر 2100 شخص، من بينهم 780 من المسلحين، وفي هذه الأثناء حي الوعر خال من السلاح ومن المسلحين”، وتابع: “نستطيع أن نقول إنه بعد انتهاء الوجود المسلح في حي الوعر، فإن حمص مدينة آمنة”.
وغادر الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على متن خمسين حافلة، كما تم مغادرة أكثر من 30 شاحنة كانت محملة بالأثاث والأجهزة المنزلية، وغيرها من الأغراض التي يمتلكونها، وغطى بعض مسلحي المعارضة وجوههم، وسُمح لهم بأخذ أسلحتهم الخفيفة في إطار اتفاق الإجلاء.
وقال أحدهم “أشعر بأنني أموت من الداخل، أردت البقاء لكنني أخشى أن يتم اعتقالي”. بحسب فرانس برس.