تشهد ذكرى انتصار العاشر من رمضان تضاربًا من نظام عبدالفتاح السيسي؛ ففي الوقت الذي اُحتُفل بالذكرى باعتبارها نصرًا يَعْتز به الشعب المصري وتبادل السيسي ووزراؤه رسائل التهنئة، تُعدُّ الساحة الآن للتنازل عن أرض الوطن والدفع في هذا الاتجاه بكل قوة، كما هو الحال بشأن “تيران وصنافير”، أو ما سُرِّبَ مؤخرًا بشأن التنازل عن جزءٍ من سيناء لإقامة دولة فلسطينية؛ تلبية لرغبة صهيونية قديمة.
سباق التهاني
في سباق التهاني، بعث القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ببرقية تهنئة إلى عبدالفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بذكرى العاشر من رمضان، وقال فيها: “يسعدني أن أبعث إلى سيادتكم أسمى آيات التهانى بمناسبة الاحتفال بذكرى العاشر من رمضان الذي حققه جيل أكتوبر من رجال القوات المسلحة، ببطولاتهم وتضحياتهم، وكانوا قدوة في البسالة والفداء من أجل إعلاء الإرادة المصرية واسترداد العزة الوطنية”.
وأضاف: “ذكرى هذا اليوم المجيد ستظل دائمًا مبعث اعتزاز شعب مصر بالقوات المسلحة ورجالها الذين توّجوا كفاح شعب مصر ونضاله بإعلاء إرادته والحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه بنصر مجيد حقّقوه في العاشر من رمضان.
كما بعث الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ببرقية تهنئة للسيسي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة يهنئه بهذه المناسبة.
وبعث اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، برقية تهنئة للفريق أول صدقي صبحي والفريق محمود حجازي، ومن قبلهما إلى السيسي، لتهنئتهم بالمناسبة.
أيام لا تنسى
ونشرت القناة الرسمية لوزارة الدفاع والإنتاج الحربي على موقع “يوتيوب” فيلمًا تسجيليًّا قصيرًا عن انتصار مصر في حرب العاشر من رمضان، تحت عنوان “أيام لا تُنسى”، وتضمن كلمات للرئيس الراحل أنور السادات أثناء تواجده بمواقع القتال المختلفة.
كما نشرت الوزارة “بروموهات” قصيرة عن ذكرى “النصر” أيضًا، تحت عنوان “العاشر من رمضان.. ملحمة وطنية”.
التنازل عن الأرض
وعلى الجانب الآخر، لا تزال الجهود والمحاولات مستمرة للتنازل عن أرض الوطن وتسليم “تيران وصنافير” إلى السعودية؛ عن طريق إرسال الاتفاقية إلى مجلس النواب لمناقشتها وتمريرها في الأيام القليلة القادمة. ليس هذا فقط؛ بل هناك ما يتردد عن استعداد مصر للتنازل عن أرض سيناء لإقامة دولة فلسيطينية عليها لتحقيق رغية الكيان الصهيوني.
وفي هذا السياق، أكّدت شخصيات سياسية أن البرلمان سيمرر اتفاقية تيران وصنافير هذا الشهر، وهو ما صرّح به الدكتور محمد أبو الغار، الرئيس السابق للحزب الديمقراطي الاجتماعي، بقوله إنه علم من نواب بقائمة “حب مصر” أن الأمن اجتمع مع مجموعات من النواب للموافقة على التنازل عن “تيران وصنافير”؛ وأضاف أن هذا إن حدث فالمسؤول عنه سيبعث بالوطن إلى التهلكة.
وأكدت مصادر مطلعة بالبرلمان أن هناك أنباء مؤكدة عن وجود اتجاه قوي لتمرير الاتفاقية في شهر رمضان؛ بحيث تُسلّم الجزيرتان في شهر يونيو، وهو ما أكده المحامي والحقوقي خالد علي، الذي كتب منشورًا على حسابه بـ”فيس بوك”: “بداية من يوم 12 يونيو 2017 ستبدأ جريمة تمرير اتفاقية العار بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في مجلس النواب”.
ومن ناحيته، كشف النائب مصطفى بكري، عضو لجنة الشؤون التشريعية والدستورية، عن توافر معلومات لديه بأن اللجنة ستناقش اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية “تيران وصنافير” الأسبوع المقبل.
ووفقًا لـ”بوابة القاهرة”، أكّد مصدر دبلوماسي مصري أن وزارة الخارجية المصرية أبلغت نظيرتها الأميركية في مراسلات رسمية محررة في شهر أبريل الماضي بأن الحكومة المصرية لن تتراجع عن تسليم جزيرتي “تيران وصنافير” إلى السعودية.
الدور على سيناء
الشيء نفسه ربما سيحدث مع سيناء، وفقًا لما سُرّب بشأن التنازل عن جزء من أرضها لإقامة دولة فلسطينية؛ حيث كشف موقع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن استعداد السيسي للتنازل عن جزء من أرض سيناء لصالح “إسرائيل” لتهجير الفلسطينيين إليها.
وقال النائب الإسرائيلي السابق الجنرال آرييه إلداد إن السيسي بالفعل اقترح منح الفلسطينيين مساحة في شمال سيناء لإقامة دولتهم، وأضاف أن “الدولة الفلسطينية في قطاع غزة وسيناء تصلح لتكون أفضل صيغة للتسوية الإقليمية”، مشددًا على أن “أروع” ما صدر عن ترامب كان إهماله “حل الدولتين”، الذي انتهى.
وقال آرييه إنه يأمل أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قصد في حديثه عن التسوية الإقليمية “الكبرى” إقامة دولة فلسطينية في سيناء أو أن يكون في نيته ممارسة الضغط على الأردن ليكون الدولة الفلسطينية.
ويدور الحديث عن مبادرة “سلام” مزعومة، كشفت عنها إذاعة جيش الاحتلال في 8 سبتمبر 2014، وقالت إن عبدالفتاح السيسي قدّمها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقاهرة، وعرض عليه مضاعفة مساحة قطاع غزة خمس مرات داخل سيناء مقابل تنازل الفلسطينيين عن حدود ما قبل 5 يونيو 1967؛ لكن عباس رفضها بشدة.