نشرت صحيفة «ذا ديلي بيست» مقالًا تناولت فيه قرارات الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» المتعلقة بالحرب على كوريا، ووصفته بأنه «المعتوه الأخرق» الذي سيذهب بالعالم إلى حافة الهاوية، مطالبة المواطنين الأميركيين بالتدخل لوقف خططه الحمقاء.
وتساءلت الصحيفة في بداية مقالها: «عند أي نقطة يكون من العدل والضروري أن نسأل ما إذا كان هذا الرجل الذي تسلّم السلطة من أقلية من الناخبين صالحًا للقيام بدوره».
وقالت إنّ علينا أن نسأل ما إذا كانت نزوة ترامب لهذا الأسبوع أن يأخذ الولايات المتحدة في نزهة إلى حافة الحرب مع كوريا الشمالية، «أم أنّ هذا من وحي خيالنا القاسي؟»، ومؤكدة أنّ وقوف العالم الآن على حافة الكارثة يبدو مجنونًا؛ لأن الرئيس الأميركي ببساطة يفتقر إلى ضبط النفس، وهو ما يحاول الكاتب تسليط الضوء عليه.
وقالت إنّ تصريحات «ترامب» الغريبة التي ذكر فيها «غضبًا شديدًا ونارًا مدمرة لم يشهد العالم مثيلها من قبل»، وتصعيده للتهديدات ضد كوريا الشمالية، لم يتساءل فيها عن شعور كل أسرة أميركية لها ابن في الجيش أو كل جندي له طفل، مضيفة أنه يثرثر كثيرًا بتصريحات مفككة ومليئة بكلمات الثأر تمامًا مثلما يفعل «كيم جونغ أون»، ويحاول في جهد واضح تعزيز الأنا لديه؛ لإظهار نفسه بمظهر القوي، بينما في الواقع هو ضعيف.
ووصفت الصحيفة «ترامب» بأنه أخرق يرفضه أغلبية الأميركيين، ويدّعي أن مساعديه يتقاتلون لمعرفة إثبات حبه لهم، وأن أسرته لا تطيقه، وحلمه أن يقود الاحترام العالمي بأن يصبح رئيسًا، ومن أفضل هواجسه أن باراك أوباما انهار حتى قبل أن يكمل عامه الأول.
وتضيف الصحيفة: «يعتقد مساعدوه المخلصون أنه يجب على البلاد الاصطفاف خلف هذا النرجسي، وهو يعقد مقارنة بين أزمة كوريا الشمالية وأزمة الصواريخ الكوبية، لكن في الواقع، ردّ كينيدي على السوفييت؛ لكنه لم يثر الأزمة».
ووصفته بأنه الرئيس الضعيف، الذي لا يستطيع السيطرة على دوافعه، ومضيفة: «بالنظر إلى مزاجه ودوافعه والمأزق القانوني الذي يلوح في الأفق، فإننا لا نعرف حرفيًا ما سيقوله أو يفعله».
وشبّهت هجومه على كوريا الشمالية بالذي قتل أفراد أسرته للحفاظ على سلطته المطلقة، أو الذي أطلق قنبلة نووية في مواجهة قنبلة يدوية، وهو يطالب العالم بأن يمده بما يسد جوعه من حبوب.
وقالت الصحيفة إنّ «التهديد بقيادة حرب مع النظام الحالي درب من الجنون، ولا عجب أن إدارته تطالب العالم بأن يتجاهله».
وأضافت: «هناك سبب وجيه في ألا نخطئ في الحرب مع كوريا الشمالية؛ لأنها ستكون كارثة، فمملكة هيرميت (كوريا) تمتلك صواريخ بعيدة المدى يمكن أن يصل مداها إلى البر الرئيس الأميركي، إضافة إلى رؤوس نووية صغرى، كما يعيش عشرة ملايين نسمة هناك، ويوجد في كوريا الجنوبية 29 ألف جندي أميركي. فيما تسيرنا وسائل الإعلام نحو القاذفات والقنابل المحتملة، كما لو أن الحرب الكورية شيئًا يجب التفكير فيه من العقول الواعية، مثل تصريحات ترامب، الذي ما زال موجودًا في مكتبه، فما هو الاختيار المطروح؟».
ولفتت إلى أن «كوريا الشمالية» معتادة على إطلاق التهديدات والصواريخ في الغيوم لجذب الاهتمام العالمي والإعلان عن اضطرابها، فيما يبدو «كيم جونج» يتأمل ما حدث مع الإرهاب في ناجازاكي والعراق وهيروشيما ويتمنى نهاية مثلهم، ومضيفة: «تعامَلَ الرؤساء السابقون مع هذه التهديدات بخطابات عقلانية، أما ترامب فيجيب عن الجنون بجنون، وتصريحاته لا يمكن تصورها؛ إلا إذا تحرك الكونجرس لإيقافه وإثنائه عما يريده، وقبل أن يبدأ معركة ستنهي حياة كثيرين».
واستطردت الصحيفة: «كان واضحا أن دونالد ترامب يشكّل تهديدًا للاتفاق العالمي الموضوع بعناية، الذي فرضته العقلانية الصارمة للغرب وتخللته استثناءات مروعة مثلما حدث من الولايات المتحدة في حربي العراق وفيتنام. إن ترامب يتحدى الاتفاقيات، ويخرق القواعد ويوجه تهديدات حادة من المحتمل ألا يكون لديه نية لتنفيذها، إنه يدمر سمعة حزبه وكرامة الرئاسة، إن ترامب جعل العالم يشعر كأنه يقف على الحافة، ولا نعرف ما إذا كانت صدفة أو نزوة أو من اختياره».
وأضافت أن «ترامب»، الذي شكر روسيا على طرد دبلوماسي الولايات المتحدة، وهاجم زعماء حزبه، ولا يستطيع ضبط نفسه؛ يجب ألا يوصل إلى إطلاق حرب نووية، ولكن مع ذلك يفعل.
وتساءلت الصحيفة: في أي مرحلة يحق للأميركيين أن يسألوا عما إذا كان هذا الرجل صالحًا لممارسة دوره، وفي أي نقطة يكون من الإنصاف التساؤل عن صحته العقلية أو لياقته البدنية، وكيف يمكن للقادة الأميركيين المكلفين بالعمل تحت إدارته نيابة عن الشعب الأميركي أن يطيعوه؟ وختمت بأن «ترامب» إذا ما بدأ الحرب فعلى المواطنين الأميركيين أن يعرفوا أن الوقت قد حان.