يواصل نحو مليونين و300 ألف حاج، اليوم الأحد، رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق (12 من ذي الحجة)، فيما يختتم المتعجلون منهم المناسك في هذا اليوم، المعروف بيوم «التعجل».

ويرمي المتعجلون الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى) في مشعر منى بمدينة مكة المكرمة، ثم يؤدون طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج، اتباعًا لقوله تعالى (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ).

وإذا رمى الحاج الجمرات اليوم (12 من ذي الحجة)، كما فعل أمس، أباح الله له الانصراف من منى، إذا كان متعجلًا، وهو ما يسمى «النفرة الأولى»، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير (غدا 13 من ذي الحجة)، بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.

 في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة (اليوم الثاني من أيام التشريق).. يرمي الحاج الجمرات الثلاث، كما رماها في اليوم الأول من أيام التشريق، ويفعل عند الأولى والثانية كما فعل في اليوم الأول؛ اقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم، ولا يجزئ الرمي قبل الزوال في هذين اليومين.

والرمي في اليومين الأولين من أيام التشريق واجب من واجبات الحج، وكذا المبيت بمنى في الليلة الأولى والثانية واجب إلا على السقاة والرعُاة ونحوهم فلا يجب.

ويجوز لولي الصبي العاجز عن مباشرة الرمي أن يرمي عنه جمرة العقبة وسائر الجمار بعد أن يرمي عن نفسه، وهكذا البنت الصغيرة العاجزة عن الرمي يرمي عنها وليها؛ لحديث جابر -رضي الله-، قال: «حججنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم». أخرجه ابن ماجه.

ويجوز للعاجز عن الرمي لمرض أو كبر سن أو حمل أن يوكل من يرمي عنه؛ لقول الله -تعالى-: «فاتقوا الله ما استطعتم»، وهؤلاء لا يستطيعون مزاحمة الناس عند الجمرات وزمن الرمي يفوت ولا يُشرع قضاؤه فجاز لهم أن يوكلوا.

ويجوز للنائب أن يرمي عن نفسه ثم عن مستنيبه كل جمرة من الجمار الثلاث، وهو في موقف واحد، ولا يجب عليه أن يكمل رمي الجمار الثلاث عن نفسه ثم يرجع فيرمي عن مستنيبه في أصح قولي العلماء لعدم الدليل الموجب لذلك، ولما في ذلك من المشقة والحرج، والله -سبحانه وتعالى- يقول: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»، وقال النبي -صلى الله عليه وسـلم-: «يسَّروا ولا تُعسروا» ولأن ذلك لم ينقل عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين رموا عن صبيانهم والعاجز منهم، ولو فعلوا ذلك لنقل؛ لأنه مما تتوافر الهمم على نقله. والله أعلم.

وإذا أراد الحاج الرجوع إلى بلده، فعليه أن يطوف بالكعبة طواف الوداع سبعة أشواط، والحائض والنفساء ليس عليهما طواف الوداع، والسنة أن يكون الحاج أيام التشريق مفطرا؛ لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى، ولكن لا بأس بصيام الثلاثة الأيام التي في الحج في أيام التشريق، فهو مخير في أيام التشريق.