في وقت عجزت فيه دول العالم عن منع الجرائم التي يرتكبها جيش ميانمار بحق مسلمي الروهينجا في أراكان، واكتفى بالشجب والإدانة، نظّم مسلمون في دول تظاهرات منددة بالمجازر ومطالبة بإيقاف «حمام الدم».
ومنذ 25 أغسطس الماضي يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد مسلمي الروهينجا في أراكان؛ ما أثار موجة من الإدانات في مختلف أنحاء العالم، لا سيما المسلمين.
وأعلنت مسؤولة كبرى في الأمم المتحدة اليوم الجمعة أنّ حصيلة ضحايا أعمال العنف في ولاية راخين (غرب ميانمار) تتجاوز الألف قتيل، أي أكثر من الأرقام الحكومية بمرتين. سبقتها وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فرار أكثر من 270 ألفًا من الروهينجا إلى بنجلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم في الأسبوعين الماضيين.
لافتات تونسية
البداية من تونس، حيث رفع عشرات التونسيين صورًا لأطفال ونساء من الروهينجا ولافتات كتب عليها باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية شعارات التضامن مع المهجرين والرفض لما يتعرضون إليه من ظلم وقتل وتنكيل.
أبرز هذه الشعارات: «أوقفوا الإبادة الجماعية بحق مسلمي ميانمار. أوقفوا القتل» و«أين الأمم المتحدة؟ وأين حقوق الإنسان؟».
تجمعات سودانية
وفي السودان رفع المتظاهرون في جامعة الخرطوم عقب صلاة الجمعة لافتات مكتوبًا عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينجا».
وقال الشيخ أحمد سيف نور الإسلام (من مسلمي الروهنجيا)، الذي اعتلى منبر مسجد جامعة الخرطوم في خطبة الجمعة، إنّ «أقلية الروهينجا تعرّضت إلى الظلم والاضطهاد وسط صمت دولي رهيب»، وأوضح أنّهم «سُحقوا وأهينوا كأنهم وباء واجب استئصاله، واضطروا إلى الفرار من القمع والبطش».
مسيرات إيرانية
كما خرجت مسيرات إيرانية عقب صلاة الجمعة تضامنًا مع مسلمي الروهينجا، وعبّر المتظاهرون عن استيائهم واعتراضهم على ازدواجية المعايير التي تنتهجها المنظمات الدولية في مقابل ما يجري في ميانمار والمجازر التي تتعرض إليها الأقلية المسلمة في هذا البلد.
كما طالبوا بلادهم بمتابعة قضية مسلمي الروهينجا في ميانمار على مستوى المنظمات الدولية والحقوقية، ونددوا بالصمت الدولي والتعتيم الإعلامي الذي يخيم على هذه القضية الإنسانية.
نزول الباكستانيين إلى الشوارع
كما نزل اليوم الجمعة آلاف الباكستانيين إلى الشوارع في كبرى مدن باكستان للتنديد بحملة القمع ضد الروهينجا، ورفع عديدون لافتات كتب عليها «عار عليكِ يا سو تشي».
تظاهرات إندونيسية
وتظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص في إندونيسيا للمطالبة بوضع حد لأعمال العنف ضد الروهينجا.
وتظاهر مائتا شخص في ماليزيا، وندّد أكثر من 15 ألف شخص في مختلف أنحاء بنجلادش بـ«إبادة الروهينجا»، ونشر قرابة ستة آلاف عنصر من الشرطة والجيش لحراسة السفارة، التي طُوّقت بأسلاك شائكة، كما أعلن المتحدث باسم شرطة جاكرتا لوكالة فرانس برس.
انتفاضة الشيشان
وتجمّع آلاف المتظاهرين يوم الاثنين الماضي في غروزني (عاصمة الشيشان)، بدعوة من قائد الجمهورية في القوقاز رمضان قديروف للاحتجاج على اضطهاد الروهينجا المسلمين في بورما.
وقال رمضان أمام الحشد: «أوقفوا حمام الدم. نطالب بمعاقبة الجناة وفتح تحقيق في جرائم ضد الإنسانية».
وقفة احتجاجية بستوكهولم
وشهدت العاصمة السويدية ستوكهولم أمس الخميس وقفة أمام البرلمان؛ احتجاجًا ضد ممارسات الاضطهاد التي تطال مسلمي الروهينجا، ولاقت دعمًا من اتحاد الديمقراطيين الأتراك ومنظمة المجتمع الإسلامي وغيرهما.
ورفع المتظاهرون في الاحتجاج لافتات كُتبت عليها «دافعوا عن مسلمي أراكان»، ودعوا إلى سحب جائزة نوبل للسلام من مستشارة الدولة في ميانمار (رئيسة الحكومة) أونغ سان سوتشي.