أُثيرت حالة من الجدل بشأن قرار وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي بإلغاء التنسيق والكتب المدرسية في عامين، وتحوّل منظومة التعليم بالكامل إلى المناهج «الرقمية»، واستقبله كثيرون بين مؤيد ومعارض؛ إذ رآه المؤيدون وسيلة لتطوير التعليم، وتوقّع المعارضون فشله بسبب أنّ الطلاب والأسر غير مهيأين لهذا النظام قبل تطبيقه.
وأثناء الجمعية العمومية غير العادية لنقابة المهن التعليمية اليوم، قال وزير التعليم: «الدينا تغيرت، والحديث عن التنسيق هايختفي، والمدرس دوره في النظام الجديد هايكون أكبر: يقود العملية التعليمية مثل الموسيقار، وفي عام أو عامين مافيش كتب، كله هايتحول إلى رقمي».
إلغاء التنسيق يدمر النزاهة
من جانبه، وصف الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، قرارات وزارة التعليم المستقبلية بـ«الفاشلة»؛ لأنّ إلغاء التنسيق يعني «خضوع الطلاب إلى لجان تحديد قدرات، وهنا يتحدد مصير الطالب بيد هذه اللجان وليس بمستواه، وما يثير الشكوك في قرارات هذه اللجنة أنّ نسبة قبول الطلاب تحددها رؤية اللجنة وليست اختبارات منهجية».
وأضاف حسن، في تصريح لـ«رصد»، أنّ اختبار القدرات تُطبّق في بلاد تنفق مليارات الدولارات في مجال البحث العلمي والتعليم؛ فالطلاب مثلًا في ألمانيا يقبلون في كليات الطب والهندسة وفق اختبار قدرات، ومن هذه الخطوة يخضعون إلى درجات محددة أثناء العام الدراسي، ومصر لن تتمكن من تطبيق هذا النظام في ظل الفقر المالي.
وعن إلغاء الكتب المدرسية وتحويل التعليم إلى رقمي، قال إنه سيفشل؛ لأن الطلاب والمدرسين غير مهيئين للتعليم الرقمي، وهذا الأمر يُطبّق تدريجيًا مع بداية التعليم الابتدائي، وقبل ذلك يُطبّق في كليات التربية.
فكرة عظيمة
من جانبها، أكّدت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أنّ إلغاء الكتاب المدرسي في غضون عامين والاعتماد على الكتب الرقمية فقط فكرة عظيمة؛ لأنّ العالم كله يعتمد بشكل أساسي على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم.
وأضافت، في تصريحات صحفية، أنّ الاعتماد على الكتب الإلكترونية يحتاج مناهج جديدة، وهو من المؤكد يستغرق كثيرًا من الوقت لإعدادها بشكل كامل لتكون جاهزة في المدارس كافة؛ خاصة في ظل الكثافة الكبرى في فصول تصل إلى 70 طالبًا، موضحة أنه من الضروري الإعلان عن برنامج تأهيل المعلمين والتلاميذ على استخدام هذه الطريقة الجديدة في التعليم.
وقالت ماجدة إنّ تطبيق مقترح إلغاء الكتاب المدرسي وربط المناهج ببنك المعرفة يمكن أن يتم على نطاق محدود، كمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا؛ فعدد طلابها قليل ويمكن للوزارة توصيل الإنترنت بها، أو منح كل طالب هاتفًا ذكيًا أو «تابلتًا»، بينما لا يمكن تطبيقه على كل المدارس الثانوية في مصر.
ووصفت خطوة إلغاء الكتاب المدرسي، أو الربط بينه وبين شبكة المعلومات الدولية، بالخطوة السابقة لأوانها؛ إذ لا بد للوزارة من توفير البنية التحتية التي تساعد على تنفيذ هذا المقترح.
دمح الوسائل التكنولوجية
أعلنت وزارة التربية والتعليم اتجاهها لدمج الوسائل التكنولوجية الحديثة في المنظومة التعليمية، مثل الدول المتقدمة؛ بربط بنك المعرفة المصري بالمناهج الدراسية تدريجيًا وصولًا إلى التحرر من الكتاب المدرسي وإلغائه، والاتجاه إلى المعرفة المفتوحة الموثقة.
وتبدأ الوزارة خطتها في التخلص من الكتاب المدرسي بربط المحتوى الدراسي لمناهج مواد العلوم والرياضيات للصفين الأول والثاني الثانوي العام في 2017-2018 ببنك المعرفة المصري، كروابط بديلة عن أجزاء لمحتوى هذه المناهج وأخرى كروابط توضيحية، بالإضافة إلى الروابط الإثرائية.
ويعد برنامج Scan QR Code reader، القارئ والماسح «سكانر» للبار كود لهواتف «الآندرويد»، يستخدم للدخول إلى رابط محدد أو تحميل برنامج معين؛ عبر قراءة صورة الباركود بكاميرا الهاتف المحمول.
وتضع الوزارة الرمز داخل الكتاب المدرسي ليحمل الطالب البرنامج على هاتفه المحمول، وعند فتحه تظهر كاميرا يتوسطها مربع، وعند توجيه الكاميرا على الرمز يقرأ ويُتعرف على الروابط المخزنة فيه والذهاب إلى المتصفح لتحميل محتوى الرمز.