قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ مصير كردستان العراق سيكون العزلة بعد الاستفتاء الباطل في 25 سبتمبر الماضي، بينما دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني المسؤولين في الإقليم إلى «التراجع عن سياساتهم».
جاء هذا في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيسان في العاصمة الإيرانية طهران أمس الأربعاء، بعد استقبال ومراسم رسمية في قصر الرئاسة؛ بمشاركة الوزراء الأتراك للخارجية والاقتصاد والطاقة والموارد الطبيعية والجمارك والتجارة والداخلية والثقافة والسياحة والدفاع ورئيس هيئة الأركان ومستشار جهاز الاستخبارات والسفير التركي في طهران.
وقبيل المؤتمر الصحفي، وبحضور الرئيسين، وقعت مذكرات تفاهم وتعاون؛ منها بين وزارة الجمارك والتجارة التركية ووزارة شؤون الاقتصاد والمالية الإيرانية، وبين البنك المركزي التركي ونظيره الإيراني، وبين مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) وهيئة الإذاعة الإيرانية، ومذكرة تعاون بين المديرية العامة لأرشيف الدولة التركي والمكتبة الوطنية والأرشيف الإيراني.
إجماع دولي
وقال أردوغان إنّ «هناك إجماعًا دوليًا، باستثناء إسرائيل، على رفض انفصال كردستان العراق»، متسائلًا: «ما هذا الاستفتاء الذي لا تعترف به دولة في العالم سوى إسرائيل؟ عندما يصدر قرار كهذا عقب التباحث مع الموساد فلا سند قانونيًا له».
وتابع: «من الآن فصاعدًا سنتحاور مع الحكومة المركزية العراقية، وهذا الاستفتاء نعتبره غير شرعي على الإطلاق».
آلية ثلاثية لسوريا
وقال الرئيس التركي إنّ ثمة «آلية ثلاثية» في سوريا، تضم تركيا وإيران وروسيا، تعمل في إطار محادثات أستانة، وتولي اهتمامًا بالغًا لإنشاء مناطق خفض التوتر في هذا البلد.
وأكد فاعلية التحرّكات الإيرانية الروسية التركية، واصفًا قرار مناطق خفض التوتر في اجتماعات أستانة بـ«المهم»، وأن «العمل سيستمر لمكافحة المجموعات الإرهابية من قبيل تنظيم الدولة والنصرة؛ ما يعني بالنتيجة إنقاذ المدنيين المظلومين في هذا البلد».
العلاقات الاقتصادية
وبشأن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإيران، قال أردوغان: «قررنا التعامل بالعملات المحلية في علاقاتنا الاقتصادية؛ بهدف التخلص من ضغوط العملات الأجنبية». وأضاف: «سيوقع الأسبوع المقبل اتفاق في هذا الإطار بين المصرفين المركزيَّين التركي والإيراني».
وأضاف أنه ونظيره الإيراني وجَّها وفدي بلديهما بالعمل بشكل مكثف في المجالات كافة؛ بدءًا من الطاقة والسياحة والنقل البري، وليس انتهاءً بالصناعات الدفاعية.
مؤامرة انفصالية
من جهته، دعا روحاني المسؤولين في الإقليم إلى التراجع عن سياساتهم، وقال إن استفتاء كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرة وطهران.
وقال إنّ «طهران وأنقرة وبغداد مضطرون لاتخاذ خطوات جدية لتحقيق استقرار المنطقة»، متابعًا أنّ «الحرب على الإرهاب هدف إيراني تركي، ولا فرق بين إرهاب داعش والنصرة وحزب العمال الكردستاني»، وذكر أن «طهران وأنقرة تدركان تمامًا حقيقة المؤامرات التي يحيكها الغرباء؛ لكنهما لا تقبلان تقسيم العراق أو سوريا، ولا أي دولة في المنطقة، ولن تقبلا بتغيير ملامحها الجغرافية».
وشدّد الرئيس الإيراني على أن البلدين سيعملان لمواجهة تفكك العراق وسوريا وتهدئة التوتر في المنطقة.