قالت صحيفة «لوب لوج»، إن جهود السيسي في الحرب على الإرهاب في مصر، جاءت بنتائج عكسية تماما، مشيرة إلى أنها زادت من أعداد الإرهابيين وساهمت في نشوء حركات متطرفة أخرى، محذرة الولايات المتحدة من الاعتماد عليه في مواجهة داعش، لأن الإجراءت التي يتبعها في ذلك لا تزيد فقط من أعداد الإرهابيين، بل من الممكن أن تساهم أيضا في تصديرهم لمختلف بلدان العالم.
ووفق ترجمة «شبكة رصد»، أعلن حساب السفارة الأميركية في القاهرة على «تويتر»، عن لقاء المبعوث الأميركي الخاص للتحالف ضد داعش، «بريت ماغورك»، بوزير الخارجية المصري «سامح شكري»، لمناقشة الجهود المشتركة لمكافحة «داعش»، ولم يقدم الحساب مزيدا من التفاصيل حول اللقاء.
قتل الأبرياء
وتقول الصحيفة، إن «الجهود» التي تبذلها مصر لهزيمة داعش والتي أشارت إليها السفارة «غير واضحة»، مضيفة أنه لم يحقق وعده بتخليص البلاد من الإرهاب، بعد أربع سنوات من توليه الحكم بعد «انقلابه» العسكري، وغير ذلك فإن الحوادث الإرهابية ارتفعت إلى أقصى ما يمكن، حيث وقع 2800 حادث إرهابي خلال فترة حكمه، وعلى الرغم من أن سيناء تحت قانون الطوارئ منذ ما يقرب من 33 شهر، إلا أن 58% من الهجمات المشار إليها وقعت فيها وحدها.
وأضافت الصحيفة، أنه في خضم إعلان الجيش باستمرار عن سقوط أعداد من الإرهابيين في سيناء، إلا أن تأكيدات تخرج دوما لتؤكد أن من بين القتلى مدنيين أبرياء، وخلال تلك الفترة من بعد وعد «السيسي»، ظهرت جماعات مسلحة أخرى على الساحة في مصر غير داعش.
الإرهاب ليس مصدره غزة
وفي جهوده لوقف الإرهاب في سيناء، سعى السيسي أيضا إلى إتمام المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، لكن المحادثات لم تثمر بما فيه الكفاية، لأن حماس رفضت التخلي عن أسلحتها، وهو الشرط الذي يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، موضحة أن الأمر الآخر المثير للإهتمام هو اجتماع السيسي مع إسماعيل هنية أحد كبار قيادات حماس، رغم إعلان مصر في 2015 أن «حماس» منظمة إرهابية
والأكثر إثارة للإهتمام أيضا، هو أن تلك المحادثات، أجريت بعد ظهور السيسي مع نتنياهو في مظهر يدل على دفء العلاقات بينهم.
وأوضحت الصحيفة، أن تفاوض السيسي مع حماس من أجل السلام أمر مشكوك فيه، وخاصة بعد أربع سنوات من شيطنتها في مصر، والمشاركة في حصار غزة مع الكيان الصهيوني وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، والتي وصفتها الصحيفة بأنها وصلت إلى أعلى مستوياتها في تاريخ مصر، رغم أن الإرهاب في سيناء ليس مؤكد أن مصدره غزة.
إجراءات متطرفة
وأكدت الصحيفة، على أن الأعمال العسكرية التي يقوم بها الجيش في سيناء، هيأت بيئة خصبة لتجنيد جماعات إرهابية جديدة هناك، وجعلت تجنيد عناصرها أسهل بكثير من أي وقت مضى.
وأوضحت الصحيفة، أن «حرب السيسي على الإرهاب في سيناء فشلت فشلا ذريعا»، موضحة أن حملات القمع التي يشنها ضد المعارضة جاءت بنتائج عكسية تماما، ومن أبرز ما قام به السيسي، هو الزج بأكثر من 60 ألف معتقل سياسي في السجون.
وإضافة إلى ما سبق، فإن قوات الأمن المصرية تقوم بتعذيب المعتقلين بشكل منهجي ودوري، بما في ذلك إمكانية حبس المعتقلين لسنوات دون محاكمة، أو إجراء محاكمات جماعية لهم، بجانب حالات الاختفاء القسري المستشرية، وأحكام الإعدام بالمئات، بل وتوجهت الحكومة أيضا إلى قمع أصحاب الميول الجنسية المختلفة، ووصفتها الصحيفة بأنها أكبر حملة قمع منذ عام 2001، وأيضا الاتهامات لنشطاء حقوقيين ومنظمات حقوقية بتلقي تمويلات من الخارج، والتي من المحتمل أن يواجهوا بسببها السجن لسنوات.
أما عن وضع الصحافة في مصر، أشارت الصحيفة، إلى أنه لا يوجد على الساحة حاليا غير الصحف والمواقع المؤيدة للنظام، بينما قامت مصر بحجب أكثر من 400 موقع من بينهم موقع «هيومن رايتس ووتش» والذي عاد مرة أخرى خلال يومين بسبب الانتقادات الدولية التي واجهتها الحكومة المصرية.
سحق الشعب
وقالت الصحيفة «السيسي يبحث باستمرار عن مزيد من الطرق لسحق شعبه»، ففي 20 سبتمبر الماضي، وافق مجلس الوزراء المصري على تعديلات على قانون الجنسية، والتي من شأنها أن تمكن النظام بشكل فعال من سحب الجنسية معارضيه، وينص القانون الذي يصدق عليه البرلمان المسيطر عليه من قبل النظام، أن الأفراد من الممكن أن يفقدوا جنسيتهم في حال صدر حكم قضائي ينص على انتمائهم لجماعات أو منظمات وكيانات محظورة، سواء داخل الدولة أو خارجها، وتهدف إلى تقويض النظام العام للدولة وتهديد الأمن القومي والاجتماعي والاقتصادي.
ونظرا لأن النظام تمكن من القضاء على المعارضين له في الجهات القضائية، فإن تمرير القانون سيتم، حتى لو رفعت دعاوى تطالب بإلغائه.
تدعمه الولايات المتحدة
وأضافت الصحيفة، أنه رغم دعم الولايات المتحدة وأوروبا لجهود مصر في مكافحة الإرهاب، إلا أن نهج مصر المتبع حاليا في مكافحته يشبه «العقاب الجماعي» والذي من شأنه أن يهيئ بيئة مواتية للتطرف العنيف، موضحة أن إقصاء مجموعات من الناس وشيطنة شرائح من السكان بجانب أعمال القتل والتعذيب والسجن للآلاف ليس حلا.
فيما تساءلت الصحيفة، عن سبب دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لما تقوم به مصر، مشيرة إلى أن اجراءاته ليست خطرا على مصر فقط، بل من الممكن أن تساهم في تصدير الإرهاب من مصر إلى دول أخرى في العالم، فما يحدث فرصة جيدة للجماعات المتطرفة، لجذب من تعرضوا للتعذيب أو أصدقاء وأسر الذين قتلوا.
وأشارت أيضا إلى أنه من الصعب معرفة ما إذا كان مبعوث الولايات المتحدة في التحالف ضد داعش، يوافق على الإجراءات التي يتخذها السيسي، لكن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها أميريكا مثل حظر دخول المسلمين إليها ودعم جماعات البيض المتطرفين، يدلي بالإجابة.
وختمت الصحيفة، بأن التجارب والدراسات أثبتت كثيرا أن التدابير الأمنية، ليست كافية لمنع التطرف، مشيرة إلى أن السلام والتماسك الاجتماعي والحقوق التعددية، هي الطريقة المثلى لمقاومة الإرهاب والتطرف، في حين أن الوحشية والقمع ومصادرة الحقوق الأساسية كلها عوامل تساهم في ترسيخ التطرف، ومضيفة «لا ينبغي في النهاية أن تعتمد الولايات المتحدة على ديكتاتوريين أمثال السيسي في إنهاء الإرهاب، ما يحدث هو أنه يزيد عددهم».