أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة «تومسون رويترز» أنّ العاصمة المصرية القاهرة أكثر مكان «عدائي» في العالم ضد المرأة من حيث العنفين الجنسي والجسدي، تلتها كراتشي في باكستان، وكينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودلهي في الهند.
كما أدرجت مدن «مكسيكو ودكا ولاجوس وجاكرتا وإسطنبول وليما» في قائمة أسوأ عشر عواصم لوضع المرأة. وعلى الجانب الآخر من المقياس، بذلت «لندن وطوكيو وباريس» قصارى جهدها كمدن حضرية صديقة للمرأة.
كما جاءت ليما في بيرو أسوأ مدينة من حيث الرعاية الصحية للمرأة، واحتلت كينشاسا المرتبة الأخيرة للفرص الاقتصادية المتاحة للمرأة، وساو باولو في البرازيل من حيث الاغتصاب؛ بينما احتلت لندن واليابان وفرنسا مكانة متميزة لأوضاع المرأة.
ويقول خبراء، بحسب الصحيفة، إنّ المعاملة السيئة للنساء في القاهرة تفاقمت من بعد ثورة يناير 2011.
وقالت شهيرة أمين، صحفية مصرية ناشطة في مجال حقوق المرأة، إنّ «كل شيء في المدينة صعب للمرأة، ونكافح في جميع الجوانب؛ حتى إننا نكافح من أجل نزهة بسيطة في الشارع. نتعرّض دائمًا إلى المضايقة؛ سواء لفظية أو جسدية».
وفي ليما، تلفت معدلات الحمل المرتفعة بين المراهقات وقوانين الإجهاض التقييدية إلى أنّ جراحات الإجهاض غير القانونية الخطيرة منتشرة هناك على نطاق واسع. ونتيجة لذلك؛ المضاعفات الناجمة عن الإجهاض المتعمد سبب رئيس لوفاة النساء في بيرو.
وفي كينشاسا، تعمل النساء في الغالب في أعمال تجارية صغرى أو غير رسمية، أو في قطاع زراعي؛ وهي قطاعات تميل إلى الانقطاع عن العمل المصرفي. ولا تحصل نساء حتى على الوثائق القانونية اللازمة لفتح حساب، على سبيل المثال.
وعلى الجانب الآخر، أشادت النساء في لندن بسهولة الحصول على الرعاية الصحية وانخفاض معدلات التحرش وتوفّر الفرص الاقتصادية الجيدة. وقال عمدة لندن «صادق خان» إنه لا توجد مدينة أخرى في العالم تعامل النساء كما نعاملها نحن، ووصف لندن بأنها واحدة من أكثر العواصم تقدمًا في العالم.
لكنه قال أيضًا إن هناك فجوات في الأجور بين الجنسين، ولا يوجد سوى عدد قليل من النساء يحتللن مناصب قيادية على أعلى المستويات في الحياة العامة، وهي مشكلة يجب العمل على حلها.
وكانت طوكيو في المرتبة الأكثر أمانًا للنساء، وسجّلت باريس أنها مدينة «جيدة بشكل عام»، ومع ذلك؛ يقول البعض إنه مازالت هناك مضايقات تتعرّض إليها السيدات هناك.
بينما تفوقت موسكو على نيويورك في جوانب، وسمّيت بأنها «أكثر مدينة صديقة للنساء»؛ إذا اقتصر الأمر على الممارسات الثقافية.
ويعد الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «تومسون رويترز» الأول من نوعه، وشمل 380 خبيرًا من 19 مدينة يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، وسؤلوا عن كيفية مواجهة هذه المدن للتحرش الجنسي ومدّ انتشاره، والجوانب الأخرى كالرعاية الصحية للمرأة والفرص الاقتصادية المتوفرة لها بشكل عام.