تداولت صحف رسالة كتبها اللواء أركان حرب، محمد نجيب، أول رئيس مصري بعد إنهاء الملكية، وإعلانها جمهورية.
وحملت الرسالة عنوان «هكذا أمضيت 15 عاما في عزلة تامة»، ناشرة فحوى رسائل أخرى، كتبت جميعها في العام 1977.
وفي رسالة إلى مدير الأشغال والمهندسين في القوات المسلحة، يقول نجيب:«سيدي الذى أعرفه، سكني الحالي بالمرج (منزل المرحومة السيدة زينب الوكيل سابقا)، تسلمته وزارة الحربية من الإصلاح الزراعي، كما أن وزارة الحربية كلفت بواسطتكم بإجراء جميع الإصلاحات بهذا المنزل من مرافق المياه والنور وخلافه، إلى حد أنها أحضرت ذات مرة ماكينة للمياه والنور، كانت احتياطية وتعمل في حال حدوث أى عطل جسيم بالمنزل، ثم نقلت تلك الماكينة إلى السلوم»، بحسب المصري اليوم.
وأضاف: «بدلا من الماكينة التي نُقلت من المنزل الذى يمكث فيه، كانت هُناك ماكينة أخرى، في حال تعطل التيار العمومي، وهو الأمر الذى كثيرا ما كان يحدث، بل ويتكرر بمعدل مرتين أو أكثر أسبوعيا، وقد يستمر العطل لعدة أيام، ولكن الماكينة الموجودة في المنزل لم تكُن حديثة لتحلّ محل التي نُقلت، حيث إنها موجودة منذ كانت السيدة زينب الوكيل تقيم سنة 1940».
ويشرح نجيب في بقية الرسالة، الظروف الصعبة التي يعيشها بالمنزل، ومحاولته التكيف، مضيفا :«أنا أقيم في هذا المنزل منذ أكثر من 22 عاما، ولم أطالب بإعادة الصيانة، رغم أنه منزل أشبه بالخرائب، بعد أن تحولت الحديثة التي كانت به إلى أرض بور، تكسوها الأشواك والأعشاب الوحشية اليابسة، وتتجمع فيها الثعابين والضفادع والسحالي والحشرات من الناموس وغيره».
ويقول نجيب في رسالته إنه يقدر أن البلاد في حالة حرب منذ العام 1956، لذلك لم يطالب بشيء، رغم أن الرئيس حينها أنور السادات، أرسل له نائبه حسين الشافعي، ليسأله عمّا إذا كان بحاجة إلى شيء.
وتابع: «عندما جاء نائب الرئيس، سألني متعجبا: (كيف تستطيع العيش في هذا المنزل الخرب؟)، فقلت له: جنودنا في الجبهة يقيمون في الحفر والخنادق، وأنا جندي مثلهم ورجوته ألا يفعل شيئا في المنزل إلى أن تنتهي الحرب، لأن كل مليم يجب أن يوجّه لخدمة الحرب حتى الانتصار».
وفي رسالة أخرى، بعد انتهاء الحرب، أرسل نجيب إلى وزير الأشغال، قائلا: «انتهى الشتاء، أرجو صدور الأمر إلى ورش الأشغال العسكرية والمهندسين بالجبل الأصفر، بقبول الماكينة التي تعدنا بالتيار الكهربي في حال انقطاعه؛ لأن تعطّل الثلاجة أو الإضاءة في الصيف أمر لا يُطاق، ويترتب عليه خسائر مادية كثيرة من فساد الطعام والحرمان بعد النور من أقسى الأمور.. لذا أرجو من سيادتكم قبول الماكينة بالورش وإصلاحها».