شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عن انتفاضة الأقصى وذكرى انتصار المقاومة نتحدث

عن انتفاضة الأقصى وذكرى انتصار المقاومة نتحدث
  تحل اليوم الذكري الثانية عشر لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي سميت  "انتفاضة الأقصى"، حيث تعد احدي...

 

تحل اليوم الذكري الثانية عشر لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي سميت  "انتفاضة الأقصى"، حيث تعد احدي العلامات البارزة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني والتي تركت بصمات واضحة علي مسيرة الصراع العربي- الإسرائيلي بشكل عام.
 
وتأتي ذكري الانتفاضة هذا العام  في ظل مواصلة الكيان الإسرائيلي لسياسات حصار القطاع و تهويد القدس وتدنيس المقدسات الإسلامية وسط صمت عربي ودولي. 
 
الشرارة الأولي للانتفاضة 
اندلعت انتفاضة الأقصى في أعقاب زيارة شارون إلي المسجد الأقصى برفقة 3000 من جنود الاحتلال بهدف الإيحاء بسيطرة الاحتلال علي الحرم الشريف مما أدي إلي نشوب مواجهات بين قوات الاحتلال والمصلين، حيث قامت بإطلاق الذخيرة الحية والرصاص المطاطي بالقرب من حائط البراق، مما أسفر عن وقوع العديد من القتلى والجرحى إلا أن المصلين تمكنوا من دحر جنود الاحتلال خارج باحات المسجد بعد أن أصيب خمسة وعشرين جنديا. 
 
وفي اليوم التالي تفجرت الانتفاضة في كافة المناطق الفلسطينية، حيث سادت حالة من الغليان والغضب فقد خرج الفلسطينيون إلي الشوارع  وسرعان ما تحولت إلي مواجهات عنيفة استخدم فيها الاحتلال احدث أسلحته ضد الفلسطينيين في كل من الضفة والقطاع. 
 
وهناك أسباب عديدة مهدت لاشتعال الانتفاضة, أبرزها فشل تسوية مدريد وضعف الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية، مما دفع الاحتلال للمطالبة بالمزيد من التنازلات مقابل استئناف عملية السلام ووقف المشروع الاستيطاني في الأراضي المحتلة, وكذلك حالة الإحباط التي سادت في الأوساط الفلسطينية عقب انتهاء الفترة المحددة لدخول اتفاقية الحل النهائي موضع التنفيذ وفقا لاتفاق أوسلو.
 
حرب إبادة 
اختلفت انتفاضة الأقصى عن الانتفاضة الأولي التي يطلق عليها انتفاضة الحجارة في ارتفاع حدة المواجهات بين المقاومة الفلسطينية من جانب وقوات الاحتلال من جانب أخر, حيث مارست قوات الاحتلال خلالها أبشع صور حرب الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قصف للبنية التحتية وعمليات الاجتياح والتوغل داخل الأراضي الفلسطينية والاستيلاء علي الأراضي واستهداف قادة المقاومة الفلسطينية كالشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي .
 
وعمد الاحتلال إلي تسخير ترسانة أسلحته لقمع الانتفاضة حيث استخدم طائراته الحربية في قصف القرى والمدن الفلسطينية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 4412 شخص وإصابة ما يزيد عن 48322 آخرين. 
 
انتصار المقاومة
 كبدت الانتفاضة الاحتلال خسائر فادحة علي كافة المستويات العسكرية والأمنية والاقتصادية, فعلي الرغم من الفارق الشاسع في ميزان القوي بين الجانبين -الفلسطيني والإسرائيلي- إلا أن الاحتلال تكبد خسائر كبيرة، فقد لقي ما يزيد عن 1096 صهيونيا مصرعه، فيما أصيب أكثر من 4500 آخرين ودمرت المئات من الآليات العسكرية خلال الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين أثناء عمليات الاجتياح التي قام بها الاحتلال  للأراضي الفلسطينية، حيث نجحت المقاومة في تأصيل مبدأ الردع في مقابل الغطرسة العسكرية للاحتلال .
 
وعلى الصعيد الأمني أدت المقاومة إلي تقويض نظرية الأمن الإسرائيلي، فالعمليات الاستشهادية التي جري تنفيذها طوال فترة الانتفاضة إلي خلق حالة من الرعب والفزع اجتاحت المجتمع الإسرائيلي مما دفع الاحتلال ألي التفكير في إقامة جدار الفصل العنصري للفصل بين المستوطنات اليهودية والأراضي الفلسطينية, وعلي المستوي الاقتصادي  أدت الانتفاضة إلي انهيار قطاع السياحة و إضعاف اقتصاد المستوطنات وارتفاع معدلات البطالة.
 
مما لاشك فيه أن انتفاضة الأقصى كانت بمثابة تدشين لمرحلة جديدة من مراحل نضال الشعب الفلسطيني, حيث أجبرت الاحتلال علي العودة لتبني خيار المفاوضات والحل السلمي بعد محاولات لفرض سياسة الأمر الواقع بعد أن أثبتت المقاومة مقدراتها على القيام بعمليات منظمة والرد الفعال أذهلت قوات الاحتلال. 
     
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023