لم يقتصر هدف الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مصر على فتح باب استثمارات واتفاق الحصول على ألف كيلومتر جنوب سيناء فقط؛ بل كان هناك اتفاق على عقد اجتماعات سرية بينه ومسؤولين إسرائيليين وآخرين سعوديين كبار في القاهرة، قبل أن يكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب النقاب عن خطته للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها.
وقال مسؤول في السلطة الفلسطينية لصحيفة «الخليج تايمز»، مقرها الإمارات العربية المتحدة، يوم الجمعة الماضي، إنّ المسؤولين المصريين يتوسطون في المحادثات التي تعدّ «تطورًا مهمًا» في العلاقات الدافئة بين القدس والرياض، وهو اتجاه يقوض سلطة الحكومة الفلسطينية في رام الله؛ فـ«العلاقات الدافئة بين إسرائيل والسعودية تدمّر السلطة الفلسطينية».
أول القرارات
وفي أولى علامة واضحة لتطوّر العلاقات الإسرائيلية السعودية، منحت المملكة هذا الأسبوع إذنًا لشركة طيران الهند بالتحليق عبر المجال الجوي السعودي إلى «إسرائيل»، وهو الأول منذ 70 عامًا.
وقال مسؤول السلطة الفلسطينية إنّ المحادثات التي عقدت في فندق فخم مع مسؤولين مصريين حاضرين تناولت أيضًا المصالح الاقتصادية لـ«إسرائيل» ومصر والسعودية؛ لا سيما في منطقة البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة إنّه من المتوقع إعلان الإدارة الأميركية عن النقاط الرئيسة في خطتها للسلام في الأسابيع المقبلة، وقال مسؤولو الإدارة إنّ الخطة تقترب من الانتهاء؛ لكنهم رفضوا أيضًا إعطاء جدول زمني لموعد نشرها.
وقال تقرير لصحيفة «الشروق» المصرية الخاصة يوم الجمعة إنّ دولًا عربية (لم يذكر اسمها) تقدّم المشورة للرئيس الفلسطيني محمود عباس ليقبل أي خطة تطرحها إدارة ترامب أو يخاطر «بالندم» عليها بعد.
ضغط مصري سعودي لقبول صفقة القرن
وقال تقرير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنّ مصر والسعودية يضغطان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول بـ«صفقة القرن»، وإنّ دولة عربية واحدة على الأقل أوضحت لإدارة ترامب أن الدول العربية سترفض أي خطة سلام لا تعترف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية.
وفي الشهر الماضي، قضى وفد من حماس برئاسة إسماعيل هنية ثلاثة أسابيع في القاهرة وتحادث مع مسؤولين حكوميين مصريين في قضايا، من بينها اتفاق المصالحة المتعثر مع حركة فتح، التابعة لعباس، وسبل تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.
ونقل مسؤول حماس عن المصريين قولهم إنّ «القاهرة تعارض بشدة فكرة «توطين الفلسطينيين في سيناء».
وجاء الموقف المصري ردًا على تقارير غير مؤكدة في وسائل إعلام عربية قالت إنّ خطة ترامب للسلام تتضمن نقل أجزاء من سيناء إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية.
سلام كاذب
وقال الدكتور عبدالله الأشعل، وكيل وزارة الخارجية السابق، إنّ «العرب مع التعاون بجانب عبدالفتاح السيسي، وسينجرون بوتيرة سريعة إلى تطبيع شامل كامل تحت مسمى كاذب، وهو السلام العادل الشامل؛ لكنه لصالح الكيان الصهيوني».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّه «قريبًا سنرى افتتاح سفارة إسرائيلية في كل البلدان العربية، على رأسها السعودية؛ فكل يوم يمر على العروبة ويقترب الكيان الصهيوني من العرب والشعوب ليصبح شريكًا أساسيًا في كل ما يخطط للشعوب العربية».